تشكيلة الفيفا...الفضيحة السنوية الأكبر ما بين الظالم والمظلوم!
حملت نتائج حفل جوائز الفيفا صخباً فاق صخب الحفل ذاته فالأمسية التي واجهت حالة غريبة من ضعف الاهتمام الإعلامي قبلها عادت للأضواء من جديد بعد الإعلانات الغريبة التي حملتها ونركّز هنا تحديداً على قضية تشكيلة الفيفا التي باتت تمثّل سنوياً تقريباً الأزمة الأكبر بهذا الحفل.
هذا العام قرر الفيفا أن يُعيد الأضواء لتشكيلته من جديد وقبل أن نقوم بتحليل معظم الخيارات دعونا نتذكر مرة أخرى من هم الفائزين بخيارات "الأفضل" بمراكزهم عن عام 2017:
جيانلويجي بوفون- داني آلفيش- ليوناردو بونوتشي- سيرجيو راموس- مارسيلو- آندريس إنييستا- توني كروس- لوكا مودريتش- كريستيانو رونالدو- ليونيل ميسي- نيمار
انتقادات عامة:
قبل أن نبدأ بتناول الأسماء وبنظرة سريعة لهذه التشكيلة نجد أن متوسط أعمار اللاعبين يبلغ 31 عاماً ولا يوجد بهذه التشكيلة إلا 3 لاعبين لم يبلغوا سن الـ30 بعد و2 فقط ممن لم يبلغوا سن الـ29 بمعنى آخر تخيلوا أن تلعب هذه التشكيلة سوياً لمباراة واحدة! ربما تنهار لياقة الفريق عند الدقيقة الـ70! إضافة لذلك من الواضح اهتمام الفيفا للخيارات الهجومية على حساب الدفاعية فمثلاً خلت التشكيلة من أي لاعب ارتكاز بالوسط وكل الموجودين هم أصحاب نزعة ببناء اللعب والهجوم إضافة لبعض الخيارات الإضافية.
يمثّل بوفون أحد أفضل حراس المرمى عبر التاريخ، إن لم يكُن الأفضل، لكن بعمر الـ39 عاماً يعرف حتى مشجعي إيطاليا واليوفي أن جيجي فقد الكثير من قدراته خاصة بما يتعلق بالجري والخروج من المرمى لذا بتنا نشاهد معظم الفرق تحاول أن تلعب الكرات بالقرب من منطقة الحارس لإداركها صعوبة خروج بوفون وهو ما كلف السيدة العجوز تحمّل مشاكل كبيرة حتى بنهائي دوري الأبطال لكن رغم ذلك اختار الفيفا تكريم بوفون بهذه الجائزة على اعتبار أنها ربما تكون الفرصة الأخيرة له للتواجد هنا أما من حيث حسابات الأرقام قدم أوبلاك موسم خارق رقمياً وأشعله مؤخراً بالوصول لنسبة تصديات ناجحة بلغت 87,1% بوقت عطّلت فيه الإصابة أرقام نوير الذي مازال يملك بارامترات الحراسة الأفضل من حيث سرعات ردات الفعل والخروج بالتوقيت المناسب وقراءة الهجمات وبناء اللعب.
بدون أي شك لعب آلفيش دوراً محورياً لقيادة اليوفي لنهائي دوري الأبطال مع مساهمته بسبعة أهداف بالبطولة "سجل 3 وصنع 4" لكن كارباخال لعب دوراً مهماً بقيادة فريقه للقب وليس الوصافة! قد تكون المعركة الهجومية بين الاثنين مشتعلة لكن دفاعياً لا يبدو الأمر مماثلاً فالجميع يعرف أن ميزة كارباخال هي التوفيق بين الهجوم والدفاع على عكس داني الذي يترك فراغات كثيرة خلفه ويرتكب العديد من الأخطاء لذا أهمل الفيفا التفوق الكاسح لكارباخال بالشق الدفاعي واختار أن يضع آلفيش مرة أخرى بالتشكيلة علماً أنها المرة السابعة بآخر 9 سنوات التي يتواجد بها داني بهذه التشكيلة....عامل إضافي لا يمكننا أن نغفل عنه: اختار الفيفا لاعباً قام ناديه بفسخ عقده بالصيف على حساب لاعب لا يمكن لأحد أن يتخيل رحيله عن ريال مدريد! إضافة لذلك إن كانت المجاملة قد دخلت الحسابات لتكريم بوفون على مسيرته فلماذا لا تدخل أيضاً لكارباخال الذي يحتاج للدعم حالياً بأزمة مرضه!
يملك راموس قدرات هجومية ممتازة وهو ما ساعد الريال لتفادي الكثير من المواقف الصعبة لكن بالمقابل لطالما تسبب اللاعب بمشاكل كبيرة لفريقه سواء بضعفه من حيث التغطية "1-1" أو حتى سوء التنظيم الذي ظهر بينه وبين فاران مؤخراً، موسم بونوتشي مع يوفنتوس كان خارقاً لكن مع ميلان حالياً يبدو الأمر مختلف تماماً لذا ما بين هذا الثلاثي يبدو أن كيليني هو الأكثر ثباتاً بالمستوى والأقل نقاط ضعف لكن رغم ذلك لم يجد لنفسه مكاناً بخيارات الفيفا!
قد لا يختلف أحد على أحقية مودريتش وكروس بالتواجد ضمن تشكيلة العام بظل معرفة الجميع بأن وسط ريال مدريد هو علامة القوة الأهم وبغضّ النظر عن تاريخ إنييستا الكبير فإن واقع الأرقام يشرح حقيقة حالية مختلفة تماماً.
بالموسم الماضي لعب إنييستا 13 مباراة كأساسي فقط من أصل 38 بالليغا وشارك بـ10 مباريات كبديل ولم يسجل أي هدف طوال الموسم وصنع 3 أهداف علماً أننا نعرف بأن دور وسط برشلونة كان بتراجع كبير الموسم الماضي عدا عن اكتفاء الفريق بلقب كأس الملك بوقت كان فيه لاعب مثل كانتي ينجح بالمشاركة بـ35 مباراة من أصل 38 مع تشيلسي بالدوري ويقود فريقه للفوز بالبريميرليغ مع أرقام قياسية هائلة كتحقيق 31 انتصار بالدوري.
إلى جانب كانتي لا يمكننا أن نغفل دور كاسيميرو الذي مثّل الورقة الرابحة لكسب التوازن بخط وسط ريال مدريد ولنا أن نتذكر فقط كم تغيرت النتائج بعهد مشاركاته ودوره بإيقاف هجوم الخصم والتحكم بإيقاع المباراة لكن رغم ذلك جاءت للفيفا وجهة نظر ثانية.
يبدو تعديل رونالدو وميسي من التشكيلة أمراً مستحيلاً في حين يبدو قد يكون خيار نيمار هو الأكثر اهتزازاً فالسؤال الأول...لماذا يجب أن تكون تشكيلة العام هي بطريقة 4-3-3؟ لماذا لا تكون 4-4-2 كي تتسع لعدد أكبر من لاعبي الوسط الجبارين فكما نعرف تقوم كرة القدم الحديثة بدور كبير منها على لاعبي المحور والوسط وحين يغيب هؤلاء بأنديتهم يُحدثون فارقاً شاسعاً فلماذا لا تتحول تشكيلة الفيفا لـ4-4-2 كي تُفسح المجال على الأقل لواحد من كانتي وكاسيميرو؟
عدا عن ذلك صحيح أن نيمار تألق بقوة الموسم الماضي لكن بذات الوقت واصل هاري كاين تحطيم الأرقام بالبريميرليغ وسجل 29 هدفاً بالبريميرليغ من 30 مباراة فلماذا يتم تجاهل كل هذه الأرقام المميزة!
بقضيتي إنييستا وبدرجة أقل نيمار قد يستمر الحديث ليوم كامل إذا ما أردنا ضم الأسماء التي قدمت مستوى مذهل الموسم الماضي مثل كيفين دي بروين الذي يصنع الخيال بالدوري الإنجليزي بتمريراته الساحرة لكن يبدو أن للفيفا حساباته الخاصة والتي قد لا تكون رياضية بحتة بالضرورة لذا قد يكون الأفضل أن نتجه للاعبين "الأفضل فعلاً" بأنديتهم كي نستمتع بأدائهم ولا نسمع للفيفا كي نتابع لاعبيه.
(هاني سكر _عربية)