هل ظُلمت الكرة الإنكليزية في اختيارات الأفضل بالعالم؟
جو 24 :
أُعلنت نتائج الأفضل بالعالم حسب اختيارات الإتحاد الدوليّ لكرة القدم، والتي على ضوءها تم تنصيب البرتغالي كريستيانو رونالدو، بلقب الافضل بالعالم عن عام 2017.
وبعيدًا عن الصخب والجدل المرافق عادة لتوزيع هذه الجوائز، حول أحقية الفائزين، لكن.. هناك أمرًا مثير للإهتمام بخصوص الكرة الذهبية تحديدًا، يتعلق بالكرة الإنجليزية.
فالكرة الذهبية غائبة عن ملامسة أي لاعب إنجليزي، وذلك منذ 16 عامًا متتالية، وتحديدًا منذ ما فاز مايكل أوين بالكرة الذهبية لعام 2001.
بل أن الأغرب أن من قبل أوين، لم يفز أي لاعب إنجليزي، أو محترف بالدوري الإنجليزي، سوى مع رونالدو في 2008 وقت تواجده رفقة مان يونايتد، وقبلها بفترة طويلة للغاية وحتى عام 1968، عندما نال اللقب الأسطورة الويلزي جورج بيست وكان يلعب وقتها لصالح مانشستر يونايتد.
وحتى في اختيارات تشكيلة الأفضل لهذا العام، تم تجاهل أي لاعب من لاعبي البريميرليغ، سواء.. دي بروين، هازارد، كانتي، دييغو كوستا، اليكسيس سانشيز، ديللي آلي، هاري كين، بوغبا.
وهو أمر يُلقي بغمامة رمادية أقرب للسواد، حول مدى صحة تلك الاختيارات من جهة، ومن جهة أخرى بماذا على الفرق الإنجليزية أن تفعل حتى يقتنص أحد لاعبيها البالون دور في الأعوام المقبلة.
وسوف نتحدث عن أسباب عدم فوز أحد لاعبي البريميرليغ بالكرة الذهبية..
-تواجد الأسطورتان : لا شك أن في العقد الأخير تحديدًا، كان تواجد ميسي ورونالدو، بمثابة سد عالي ومنيع، لا يقدر أن لاعب بالعالم من تجاوزه، أو حتى التنافس معه.
-عدم الفوز بالتشامبيونز : من بين أهم الأمور التي تثمن وتُعلي من قيمة أي لاعب، هو فوز فريقه باللقب الأوروبي الأغلى، خاصًة لو كانت له مساهمات فنية قوية.
-قلة المواهب الممتعة : علينا أن نشير الى أن هناك اعتماد في فرق البريميرليغ، على لاعبين لديهم قوي بدنية وسرعات، قبل المهارات، بينما العكس في اللا ليغا، حيث الاهتمام بالقدرات الفنية هو الأهم، كما أن العالم مازال يبحث عن المواهب الفنية النادرة ويثمنها، ومن المؤكد سينحاز لها عند عقد أي مقارنة مع لاعب آخر.
-سوء حالة الأسود الثلاث : لا جدال أن المنتخب الإنجليزي، قد فقد الكثير من لمعانه وبريقه الذي كان عليه قبل عقدين من الزمن، بفعل النتائج السلبية التي يحققها بالبطولات العالمية والقارية، وآخرها في يورو 2016، وباتت الصورة المنطبعة عن أي لاعب إنجليزي، أنه عداء ولاعب قوى في الأساس، ويفتقد للمهارات، وانه منتخب بلا سحر فني، وهو أمر ينعكس بالضرورة على الكرة الإنجليزية برمتها.
-معايير هوائية : لست من هواة انتقاد محكمي لجان الجوائز، ولكن حقًا.. كيف يتم تجاهل الثلاثي، دي بروين، كانتي، هازارد؟
هذا هراء واضح.. فغياب هذا الثلاثي بأكمله عن تشكيلة الأفضل بالعالم هو نوع من العمى الجلي بل والمتعمد، هل هناك ترصد؟ أم هو محض غباء؟ ولن أخوض بأحقية لاعبان على الأقل من هذا الثلاثي للتواجد مكان لاعبان آخران، ولكن هو أمر محزن.. ويجعلنا نتحدث بصوتٍ عال، هل هذه الاختيارات بها شفافية وصدق؟ أم مجرد محض أهواء وانتماءات؟
هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب الخاصة وليس بالضرورة عن رأي الموقع
(هشام يوسف _عربية)