"ديزني" تساعد الأطفال على التأقلم مع الموت.. هكذا تتحدث معهم عن الوفاة
الموتُ شيءٌ مخيف، ومجرُّد التفكير فيه أمرٌ مُرعب. ولذلك، فحين يجبرِك الأطفال على التحدُّث عنه، فقد يكون ذلك أسوأ من السقوط في مستنقع لاتستطيع الهروب منه.
تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية قدم نصائح مهمة لكيفية الحديث مع الأطفال عن الموت وكان أغربها الدعوة، للاستعانة بمصادر خارجية، مثل أفلام ديزني وبيكسار، مؤكداً أنه إذا تمكنت من تحقيق ذلك ولو جزئياً سيجري الأمر على نحوٍ جيد.
فحسب التقرير أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة Omega Journal of Death and Dying البريطانية، وأجراها أكاديميون في جامعة بافالو الأميركية أنَّ الأفلام التي تُنتجها هذه الستوديوهات الخاصة (لأنَّ الموت يظهر في أفلام الرسوم المتحركة التي تنتجها شركتا ديزني وبيكسار أكثر من ظهوره في أفلام الشركات الأخرى) يُمكن أن تكون نقطة انطلاقٍ جيدة لاستهلال المحادثات عن هذا الأمر.
عزلهم
يعتقد البعض أنَّه يجب عزل الأطفال عن مفهوم الموت، كما لو كان ذكره في حد ذاته سيجعله يجثم عليك. وهذا رغم أن لا مفر من موتنا جميعاً في نهاية المطاف، ولذا يجب عليك التوقع عن القلق، كما ينصح التقرير.
بسبب هذا التفكير، يتحدَّث الناس عن موت أحد أقاربهم بنبراتٍ خافتة، وتتوقف المحادثات عند دخول الأطفال إلى غرفة النقاش، ولا يُسمَح لهم بالذهاب إلى الجنائز، ولا يُخبَرون بمرض أحد أحبائهم حتى لو كانوا يحتضرون أو يموتون بالفعل. وهذا خطأٌ، لأنه إذا وجَد الكبار الأمر مخيفاً، فأيُّ أملٍ سيراود الأطفال حينئذ؟.
النصائح الخمسة
وتعد فكرة استخدام أفلامٍ لاستهلال محادثاتٍ عن هذا الأمر مفيدةً، لأنها تعرض مفهوماً صعباً بطريقةٍ سهلة المنال. ولا شيء يُجدي نفعاً في هذا الموضوع أكثر من التحدث عن الموت بسلاسة وواقعية وهدوء، وليس ضرورياً حدوث ذلك يومياً، ولكن في أغلب الأحيان. نستعرض هنا بعض النصائح لفعل ذلك:
1- تحلَّوا بالهدوء والواقعية دائماً في الإجابة عن أسئلة أطفالكم. استمعوا إلى أسئلتهم وأجيبوا عنها مع تجنُّب الإجابة عن أشياء لم تُذكر في أسئلتهم. وتجنبوا قول بعض العبارات مثل "لقد خلدت جدتكم إلى النوم"، لأنَّ ذلك قد يُخيف الأطفال من النوم. وكذلك لم "تفقدوا" جدتكم. فجدتكم ميتة.
لا تخافوا من استخدام كلماتٍ مثل "الموت" و"الوفاة"، كخوفكم من استخدام كلمة "المهبل"، فهاتان كلمتان حقيقيتان. ولا تخبروا أطفالكم بأنصاف الحقائق، لأنَّهم سيكوِّنون الأجزاء المفقودة بأنفسهم وقد يكون ذلك أكثر ضرراً من الحقيقة الفعلية.
2- يميل الأطفال إلى الحزن بطريقة مختلفة عن الكبار، إذ يتبدل حزنهم بسرعةٍ كبيرة. فقد تجدهم في إحدى اللحظات محزونين على أحد أقاربهم، وفي اللحظة التالية، يلعبون الليغو. وقد تجري المحادثات على مدار عدة أيامٍ، أو أسابيع، أو أشهر لأنها يصبحون أكثر فضولاً. ولا يعني ذلك أنَّهم سيشعرون بالحزن طوال كل هذا الوقت.
3- أخبروهم بأنه لا مانع من البكاء، ولكن لا مانع كذلك من عدم البكاء. فالحزن رحلة قد يكون فيها كل فردٍ من أفراد الأسرة على متن القطار نفسه، ولكن كل شخصٍ ينظر عبر نافذةٍ مختلفة ويرى مشهداً مختلفاً.
4- لا تخافوا من طلب المساعدة إذا كنتم تواجهون صعوبةً أنتم أو أطفالكم. ففي بعض الأحيان، لا يحب الأطفال إزعاج ذويهم خوفاً من إغضابهم. وكذلك إذا لم تتغلَّبوا على الأمر، لن تستطيعوا مساعدة أطفالكم.
5- ورغم ما تذكره الدراسة من جدوى مشاهدة أفلام رسوم متحركة، لا تشاهدوا فيلم "Dumbo" لأنه مُحزِنٌ للغاية.
(هاف بوست عربي)