مذكرة نيابية اسبانية تطالب دول الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي بدعم الاردن
وقعت اليوم في مجلس الاعيان الاسباني مذكرة، سترفع الى الحكومة الاسبانية تطالبها بتقديم الدعم المالي والاقتصادي للاردن، والعمل بقوة مع اجل دفع دول الاتحاد الاوروبي الى الالتزام بالوقوف لجانب الاردن ومساعدته ماليا ، لتمكينه من مواجهة تبعات اللجوء السوري، والتحديات الاقتصادية التي ترتبت عليه جراء صراعات وازمات المنطقة .
وجاء توقيع المذكرة، التي تبنى التوقيع عليها، اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاعيان الاسباني، كنتيجة للمباحثات التي اجراها اليوم رئيس مجلس الاعيان فيصل عاكف الفايز، مع رئيسي مجلسي الاعيان والنواب في اسبانيا، واعضاء لجنتي الشؤون الخارجية في المجلسين والناطقين باسم الاحزاب في المجلسين، والتي عرض فيها التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة، ودعا من خلالها المجتمع الدولي الى الالتزام بتعهداته وتقديم الدعم المباشر للخزينة الاردنية، لتمكينه من تحمل تبعات اللجوء السوري ، ومواجهة التحديات الاقتصادية التي فرضته عليه االصراعات في المنطقة .
وطالبت المذكرة ايضا، ممثلي اسبانيا في البرلمان الاوروبي، بالعمل مع نواب البرلمان للضغط على حكومات بلادهم ، من اجل الوقوف الى جانب الاردن ، ومساعدته والالتزام بتعهدات دول الاتحاد تجاه الاردن .
وبين الفايز خلال المباحثات، ان الاردن وفي ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهه ، وتخلي المجتمع الدولي عن تعهداته ، لم تعد لديه القدرة على مواصلة خدمة اللاجئين ، فعبارات الثناء والتقدير التي يسمعها الاردن ، لم تعد تسعفه لمواصلة هذا الدور .
وقال ان الاردن كان الاكثر تاثرا باضطرابات وصراعات المنطقة ،وهو يعول على علاقاته التاريخية مع اسبانيا ، للمساعدة في دفع المجتمع الدولي ، وخاصة دول الاتحاد الاوروبي ، لتقديم المزيد من الدعم المادي المباشر لخزينة المملكة ومساعدته على الصمود في وجه التبعات الكبيرة لازمة اللجوء السوري .
كما طالب الفايز خلال المباحثات بضرورة العمل الجاد ، من اجل انهاء الازمة السورية ، ووقف معاناة الشعب السوري ، وتمكين اللاجئين السوريين، من العودة الى وطنهم وقال " ان تشريد ملايين السوريين، وقتل مئات الاف ، يعد سببا اكثر من كافيا، لان يصحو ضمير الانسانية، لوقف نزيف الدم السوري، وقتل الابرياء والاطفال والعزل والنساء".
وعرض الفايز الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني ، من اجل انهاء معاناة الشعب السوري ، اضافة الى جهود جلالته ، الرامية الى دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائليين ، على اساس حل الدولتين ،وقرارات الشرعية الدولية ، اضافة الى جهود الاردن في مكافحة الارهاب .
وتناولت المباحثات ، الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط ، ومحاربة الارهاب ، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الاردن واسبانيا ، في مختلف المجالات وخاصة البرلمانية والاقتصادية والسياحية والاستثمارية ، حيث اكد الفايز على اهمية تعزيز التعاون المشترك بين الاردن واسبانيا، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين الصديقين، والبناء عليها، وتوحيد المواقف حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك .
واشاد رئيسا مجلس الشيوخ الاسباني، بيو غارثيا اسكوديرو، ومجلس النواب الاسباني، انا باستور خوليان ، واعضاء لجنتي الشؤون الخارجية في المجلسين، خلال المباحثات التي جرت كل على حدا، بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات الاسبانية الاردنية ، ومدى التقدم والتطور الذي حققه الاردن في مختلف المجالات، واكدوا على اهتمام بلادهم بتعزيز وتطوير علاقاتها مع الاردن، في مختلف المجالات .
واشاروا الى ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يعد شريكا قويا لاسبانيا والمجتمع الدولي ، في العمل من اجل اعادة الاستقرار والامن لمنطقة الشرق الاوسط ، وفي الحرب على الارهاب ، ومن الواجب الوقوف الى جانبه ومواصلة تقديم ، الدعم المالي والاقتصادي له ، لتمكينه من مواصلة دوره المحوري في العمل من اجل احلال السلام ، وانهاء صراعات المنطقة ، مؤكدين على وجود قواسم مشتركة كثيرة بين اسبانيا والاردن، تدفعهم الى تعزيز تعاونهم المشترك بمختلف المجالات مع الاردن ، بما يخدم مصالحهما المشتركة .
كما التقى رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز والوفد المرافق له ، نائب رئيسة مجلس النواب الاسباني خوسيه برنديس ووزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس ، وبحث معهم الاوضاع الراهنة في المنطقة ، والعلاقات الاردنية الاسبانية بمختلف المجالات ، اضافة الى الجهود المشتركة في محاربة الارهاب .
واكد رئيس مجلس الاعيان خلال المباحثات المنفصلة ، على اهمية تعزيز العلاقات الاردنية الاسبانية ، بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الصديقين، وقال "ان علاقات البلدين الصديقين، علاقات راسخة ومتميزة، تقوم على الاحترام المتبادل، وان جلالة الملك عبدالله الثاني، يحرص على تنميتها والبناء عليها، في مختلف المجالات".
وبين ان الاردن، ورغم انه كان الاكثر تاثرا بتداعيات الصراع في منطقة الشرق الاوسط، لكنه استطاع الحفاظ على امنه واستقراره, بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني, ووعي المواطن الاردني, وقوة مؤسساته العسكرية والامنية، وهو اليوم يسعي بكل جهد لانهاء الصراع في المنطقة .
من جانبه عبر نائب رئيسة مجلس النواب الاسباني خوسيه برنديس عن اعتزاز بلاده بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات بين البلدين الصديقين، مشيدا بالدور الكبير الذي يقوم به الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في خدمة اللاجئين السوريين، ووقوف جلالة الملك الى جانب المجتمع الدولي في محاربة الارهاب .
واكد على ان مجلس النواب الاسباني سيعمل على تعزيز التعاون مع الاردن، وتقديم الاسناد له، لتمكينه من مواجهة مختلف التحديات، وبهدف تعزيز التنسيق المشترك لدعم المشاريع والبرامج التي تسهم في تفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين .
اما وزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس، فقد عبر عن تقديره لمختلف الجهود التي يقوم بها الاردن من اجل خدمة اللاجئين السوريين، وقال انه سيعمل مع مختلف مؤسسات الاتحاد الاوروبي لحثها من اجل مساعدة الاردن، وتقديم المنح المالية له وليس القروض .
وقال اننا ندرك حجم الاعباء التي ترتبت على الاردن جراء الاوضاع الراهنة في المنطقة واللجوء السوري ، وهو امر لا يمكن ان تتحمله دولة بعينها ، وهذا الامر يرتب مسؤولية على المجتمع الدولي بزيادة المساعدات المالية المباشرة لخزينة الدولة الاردنية .
وحضر اللقاءات التي اجرها رئيس مجلس الاعيان مع المسؤولين الاسبان الاعيان، طلال عريقات ومنذر حدادين وياسره غوشه وغازي الطيب وعميش عميش وغازي ابو حسان وعيسى مراد ، اضافة الى السفير الاردني في اسبانيا غسان المجالي .