جواد العناني: دول الحصار اعتقدت ان قطر ستأتي رافعة الرايات البيضاء.. والواقع سيفرض نفسه
جو 24 :
قال نائب رئيس الوزراء السابق، الدكتور جواد العناني، إن الأزمة الخليجية قد تنتهي إلى حلّ مجلس التعاون الخليجي في حال بقي الخلاف قائما، حيث أن سبب استقرار دول الخليج وصمود المجلس هو قدرته على تجاوز كلّ الأزمات السابقة، لافتا إلى أنه وللمرة الأولى تصل الخلافات والأزمات إلى حدّ "مقاطعة بعض الدول دولة أخرى".
وأشار العناني خلال مقابلة عبر برنامج "لقاء اليوم" على قناة الجزيرة القطرية، إلى أهمية تدخل دول الجوار والمنطقة في حلّ ذلك الخلاف، حيث أن استمرار الأزمة وانهيار مجلس التعاون الخليجي سيؤثر سلبا على جميع الدول، بما فيها الأردن، وبالتالي فإن مصلحة الأردن تقتضي التدخل حتى لا يكون الانهيار مفاجئا وينعكس بشكل كبير على اقتصاده.
ولفت العناني إلى الدور الذي يفترض أن تلعبه الولايات المتحدة من أجل حلّ الخلاف الخليجي، قائلا إن موقف الولايات المتحدة غير واضح ومتغيّر أحيانا، أو أنه نتيجة لخلافات داخلي في مؤسسات الحكم بالولايات المتحدة حيث أن الرئيس دونالد ترامب لا يعطي وزير الخارجية الصلاحية الكاملة لايجاد حلّ للأزمة، كما أنه لا يستخدم ثقله للضغط على الدول الصديقة باتجاه الاستجابة لفرص الحلّ.
وحول أصل الخلاف، قال العناني: "بعض الأمور تنطلق من تصوّرات معيّنة، وحتى إذا تبيّن أنها خاطئة يجد البعض صعوبة في التراجع عنها، دول الحصار اعتقدت أنها لو شددت العقوبات على قطر فإن الأخيرة سوف تستجيب وتأتي رافعة الراية البيضاء، ولكن بعد 5 أشهر من الحصار، وفي ظلّ خوض دول الحصار معارك كبرى في اليمن وغيرها، فإنها لن تقبل بالاعتراف الصريح والمباشر بكونها فشلت بحصارها، وهذه نسميها فترة ابتلاع الكبرياء".
وتابع العناني: "أعتقد أن الواقع سيفرض نفسه في النهاية، فلن يكون هنالك تصعيد سيكون من جانب دول الحصار وربما تترك القضية حتى تذبل وتصبح دون قيمة".
وأشاد العناني بالاجراءات التي اتخذتها قطر في هذه الأزمة وعدم استجابتها للضغوطات التي حاولت دول الحصار فرضها، وبقيت تتبع سياسة حكيمة طيلة فترة الأزمة.
وأكد العناني أهمية مشاركة الدول بإعادة اعمار الدول التي تضررت جراء الحروب، حيث أن اعادة الاعمار تمنح الدول نفوذا طويل الأمد.