كشاشين حمام ام طلاب سياسة ؟!
إذا نحن قِسْنا الأمور بأشباهها واردنا ان نضع النقاط على حروفها فلا بد لنا من المقارنة حتى نسمي الامور بمسمياتها ،فمثلا كشّاش الحمام معروف للجميع ، هم فئة لم تكتف بتربية الحمام لرقّته وجماله وحنين هديله، أو طلباً للحم الذي يزين المائدة، بل هو تعلق من الكشاش بالحمام كتعلُّق العاشق بالمعشوقة.
هكذا يقول القانون الوضعي كلمته، حاسمة جازمة. غير أنه يتركنا أسرى الشائعة الشعبية، وأسرى انطباع لم ينشأ في فراغ، بل نشأ في تربة الأعراف التي تحدد العلاقة ما بين الكشّاشين، وهي أعراف تبيح للكشّاش إنكار حمامة اجتذبها سربه من سرب حمام كشّاش آخر، وتبيح له ـ إذا شاء ـ أن يذبحها فيقطع الطريق على مطالبة صاحبها بها.
قد يستغرب الكثيرون هذه المقدمة التكشيشية ولكنها اصبحت واقعا نعيشة في كل يوم مع سياسيين هذه الايام في بلدنا العزيز !! نعم كشاشين السياسة الاردنية لا يختلفون كثيرا عن كشاشين الحمام فكلاهما يجتذب المقابل بكل ما اوتي من قوة.. وبكل رقه وحنين وهديل الى ان ينال مرادة وعندها تتكشف الامور بعد ان تطير الطيور بارزاقها ومصالحها !!
شاع أنَّ كشاش الحمام لا تقبل له شهادة، ووفق ما يقال إنَّ الحميماتي أو كشاش الحمام لا تقبل شهادته في المحاكم لأنه مستعدّ لأن يحلف مئة يمين كاذب من أجل فكاك طير، ومستعدٌّ أن يحلف ألف يمين كاذب من أجل إخفاء الحقيقة عن طير محتجز لديه، ويقال إنَّ لا أحد يقبل تزويجه لأنه نسونجي.. فما الفرق بينه وبين الكثير من طلاب السياسة هذه الايام ؟ فالحلف بالملايين والوعود بتعبي شوالين.
ما شاهدناه بعد الانتخابات قبل ايام بغض النظر عن نتائجها ومصداقيتها يدمي القلب ويدمع العين.. فالكل يجلد الوطن والكل يستقوي عليه ولا أحد يقول الا اللهم نفسي نفسي.. تجد كشاشا ينتقل من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ومن الموالاة الى المعارضة ومن المعارضة الى الموالاة ومن الاخلاق والشيم الى البلطجة وقطع الطرق بكل سهولة ويسر !!
الى كل من لعب او تلاعب في الانتخابات اقول اتقى الله في بلدك
الى كل من نجح بقوة واقتدار وبثقل وزن بين المواطنين اقول اتقى الله في بلدك
الى كل من لم يحالفه الحظ بصدق اقول اتقي الله في وطنك
الى كل جلادي الفضائيات واصحاب الاشاعات والقيل والقال أقول اتقوا الله في هذا البلد
الى كل مواطن غيور محب لهذا الوطن اقول من يمثلك هو حبك لوطنك فاتقى الله فيه