النساء يكسرن احتكار الرجال بتربية طيور الزينة في الأردن
استطاعت النساء خلال الأعوام القليلة الماضية كسر احتكار الرجال لتربية طيور الزينة في الاردن الذي تتجاوز قيمة التجارة في قطاعه حوالى 140 مليون دولار سنويا.
ورغم الصعوبات التي تواجه النساء في هذا المجال، شاركت امرأتان في اول معرض أقامته جمعية "هواة ومربي طيور الزينة" أخيرا في عمان وعرضتا طيورا من انتاجهما بمستويات عالية لاقت استحسان مئات الزوار.
وتقول ايناس الخضير (29 عاما) المجازة في الصيدلة لوكالة فرانس برس "اربي الطيور منذ أكثر من 3 سنوات وقد فازت طيوري بمراكز أولى في مسابقات محلية سابقة".
وتضيف مبتسمة "اعتقد ان النساء كسرن احتكار الرجال لهذه الهواية".
وتقول الشابة ذات العينين الخضراوين التي حرصت على عدم تصويرها مع طيورها انها بدأت هوايتها "بتربية زوج واحد من كناري الغلوستر ثم توسعت فأنتجت سلالات كناري فايف وفانسي واوبال وغلوستر".
والخضير عضو في جمعيتين أسستا حديثا لمربي طيور الزينة تضمان قلة من النساء.
وتقول لوكالة فرانس برس "في الاردن هناك الان عدد لا بأس به من الهواة من الاناث، ونعمل على نشر هذه الهواية"، مشيرة الى "صعوبات تواجهنا كفتيات في مجتمعنا المحافظ" الذي "ما زال يجد تربية سيدة للطيور وانتاجها امرا غريبا".
وتتفق معها لطيفة الطويل (51 عاما) وهي ربة منزل اشتهرت عبر موقع "فيسبوك" حيث انشأت منذ سنوات مجموعة تحمل اسم "أسرة الكناري في الاردن" لتقدم النصائح حول تربية الطيور وعلاجها لمربي هذه الانواع الطيور.
وتقف الطويل عارضة بفخر طيور كناري انتجتها من سلالات اجنبية يصعب انتاجها محليا في اقفاص كبيرة قائلة "هذه هواية جميلة لا يجب ان تكون حكرا على الرجال، وقد كسرنا هذا الحاجز اصلا".
وتضيف الطويل المجازة في المحاسبة والمعلوماتية لوكالة فرانس برس "دخلت مجال تربية الكناري منذ خمس سنوات تقريبا والان أصبح الجميع يعرف انتاجي المميز".
وترى ان "النساء أفضل من الرجال في تربية الطيور والعناية بها فهن أحن ويعرفن جيدا ما يناسب من الغذاء ويدعمن طيورهن بشكل أكبر".
وتنتج الطويل طيور كناري المفتل الباريزيان والمفتل الايطالي العملاق والبادوفان، وهي سلالات يصعب انتاجها محليا لحاجتها لكثير من العناية والخبرة وتتراوح اسعار الطير منها بين 80 دينار (نحو 112 دولار) الى 150 دينار (211 دولار).
رغم ارتفاع اسعار بعض طيور الزينة الا ان هذه الهواية في اتساع في الاردن في السنوات الاخيرة وسط ظروف اقتصادية صعبة في هذا البلد كونها تحقق دخلا اضافيا للهاوي.
ويقول ناصر الغفري (52 عاما)، وهو صاحب استوديو تصوير لوكالة فرانس برس "تعلقت بالطيور منذ أكثر من 30 عاما واصبحت الهواية في دمي".
ويؤكد ان "التوعية ضرورية فهناك ناس دخلها محدود" وتحولت تربية الطيور لديهم "من هواية لمصدر رزق".
أما مدير التسويق في وزارة الزراعة الأردنية أيمن السلطي فيوضح لوكالة فرانس برس ان "تربية وتجارة طيور الزينة تطورت في السنوات الأخيرة وتجاوز حجم تجارة الطيور ومستلزمات تربيتها العام الحالي 100 مليون دينار (140 مليون دولار)".
ويلفت إلى ان "عدد المحلات المرخصة حاليا في الاردن لهذه التجارة يقارب 160 محلا"، فيما يتوافد صباح كل جمعة عشرات الآلاف من الهواة والتجار إلى أسواق شعبية للطيور في كل من عمان والزرقاء (شمال شرق عمان) وإربد (شمال المملكة).
ويؤكد السلطي ان "فترة منع الاستيراد بسبب انفلونزا الطيور لثلاث او اربع سنوات اثرت على السوق المحلي بشكل كبير، والان بعد فتح باب الاستيراد لطيور الزينة ادخلت دماء جديدة وانواع جديدة على السوق ما ساهم بتطوره بشكل كبير".
وبين ابرز الدول التي يتم استيراد الطيور منها بلجيكا وايطاليا واسبانيا وهولندا والمانيا.