من بينها الباص السريع في الاردن.. قصة سقوط 5 مشاريع عربية ضخمة!
جو 24 :
كشف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مؤخراً، عن مشروع مدينة المستقبل أو "نيوم"، ضمن فعاليات منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقد بالرياض، في إطار التطلعات الطموحة لـ"رؤية 2030".
وستركز منطقة "نيوم" على 9 قطاعات استثمارية متخصصة؛ وهي: مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.
وتجتاح المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة، حماسة لبناء مشاريع ضخمة تتكلف المليارات، ففي 6 أغسطس 2015 تم افتتاح قناة السويس الجديدة، وهي في الحقيقة تفريعة جديدة لقناة السويس والتي لم تحقق أرباحاً كما كان متوقعاً لها؛ نظراً إلى تقلص حركة التجارة العالمية.
وتواجه المشاريع السابقة تحديات كبيرة، قد تؤدي بها إلى مصير مماثل لقائمة طويلة من المشاريع الضخمة أو كما يطلق عليها Mega Projects، والتي نوت العديد من الدول العربية إنشاءها، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً رغم إنفاق مليارات الدولارات عليها لسنوات.
فيما يلي نلقي نظرة على بعض هذه المشاريع:
1-مشروع توشكى - مصر
"بحيرات توشكى"، هي عبارة عن مفيض طبيعي لتصريف المياه الزائدة خلف السد العالي بمحافظة أسوان، وساعد وجوده على إنشاء مشروع توشكا الزراعي القومي الذي بدأ نحو عام 2002.
بدأ المشروع بحفر قناة تمتد من مفيض توشكى بالقرب من مدينة أبو سمبل السياحية جنوب محافظة أسوان، تمتد شمالاً عبر مئات الكيلومترات. وقد دخلت المياه إلى مفيض توشكى لأول مرة في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1996.
في أبريل/نيسان 2006، اتهم عدد من نواب المعارضة في مجلس الشعب الحكومة بإهدار المال العام، وإنفاق المليارات على المشروع دون عائد، مؤكدين أن المساحة المزروعة لم تتجاوز 4 آلاف فدان من إجمالي 540 ألف فدان، بتكلفة 7 مليارات جنيه.
وكان وزير الزراعة الأسبق، محمد البلتاجي، قد تحدث في لقاء تلفزوني في عام 2014، عن أسباب فشل المشروع، والتي لخصها في نقص الدعم اللوجيستي، وعدم اكتمال حفر الترع، فيما وعد بمحاولة استكمال المشروع، إلا أنه حتى الآن لم تظهر بوادر لأي تقدُّم.
2- مدينة الملك عبد الله الاقتصادية - السعودية
هي مدينة سعودية مستحدَثة ذات طابع اقتصادي، أعلن إنشاءها الملكُ الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2005، وتقع في منطقة مكة المكرمة.
وتعد مدينة الملك عبد الله الاقتصادية واحدة من 4 مدن جديدة علّق عليها الملك السعودي الراحل آماله، لإنشاء اقتصاد جديد يعتمد على موارد أخرى غير النفط، بحسب BBC.
لكن رغم مرور نحو 12 سنة، فإنه تم تنفيذ نسبة 15% فقط من المدينة، كما يعاني القطاع الخاص، المسؤول عن تطوير المدينة، أزمة مالية خانقة بسبب تراجع أسعار النفط.
يذكر أن هناك مدناً اقتصادية أخرى، مثل جازان، وحائل، أعلن عنها الملك عبد الله في عام 2006، لكنها تعاني صعوبات بسبب انسحاب العديد من المستثمرين.
3- الباص السريع - الأردن
في عام 2011، أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان يحيى الكسبي فشل مشروع "الباص السريع".
و"الباص السريع"، هو مشروع نقل يعتمد على حافلات سريعة التردد، وهو نظام عام مرن ومتكامل يعتمد على حافلات ذات سعة كبيرة تسير على مسارب مخصصة، ومن أشهر الدول التي نفذته تركيا، حيث يمكن لأي زائر لإسطنبول ركوبه.
قرر الأردن تنفيذ مشروع "الباص السريع" في عام 2010 بالعاصمة عمّان، إلا أن المشروع تم إيقافه بعدما تم تنفيذ المرحلة الأولى منه إذ تبين تكلفته العالية التي تصل إلى 166 مليون دينار أردني، كما أصدر ديوان المحاسبة، تقريراً يشير إلى عدم وجود جدوى للمشروع، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الهندسي أو الاجتماعي أو البيئي.
يُذكر أنه تم استكمال أعمال حفر المشروع، إلا أنه يتسبب في اختناقات مرورية حادة بالعاصمة.
4- مشروع السكة الحديدية - اليمن
في عام 2012، أجرت الحكومة اليمنية ترتيبات لإنشاء مشروع سكة حديدية، يعد هو الأول في تاريخ اليمن الذي لم يعرف هذه الوسيلة من المواصلات، والتي قدرت تكلفته بنحو 3 مليارات دولار.
وبحسب تصريحات وزارة النقل آنذاك، فإن هذا المشروع، البالغ طوله ألفان و155 كيلومتراً، سيربط اليمن بالمملكة العربية السعودية وعُمان، بدءاً من محافظة حجة، ومروراً بالشريط الساحلي، وصولاً إلى أقصى المناطق الحدودية مع عُمان.
ووقّعت الوزارة في العام نفسه اتفاقيات مع مجموعة لويس برجر الأميركية بالتضامن مع شركة سيسترا الفرنسية للاستثمارات الهندسية؛ لتقديم خدمات استشارية للمشروع.
لكن المشروع الذي تحدث عنه اليمنيون بشغف عقب ثورتهم على الرئيس عبد الله صالح، لم ير النور؛ بسبب النزاعات السياسية والمسلحة التي أرهقت البلاد.
ومنذ أشهر، تحدث رئيس مجلس وزراء اليمني، أحمد بن دغر، عن وجود نية لإقامة أول سكة حديدية باليمن، إلا أنه لم يقابل بجدية من قِبل اليمنيين، الذين سخروا من الإعلان على الشبكات الاجتماعية.
5- مشروع بابل - العراق
مشروع عسكري رعاه الرئيس العراقي صدام حسين، يعتمد على أبحاث سابقة للمهندس الكندي جيرالد بول تعود لستينيات القرن الماضي، وكان يهدف إلى بناء "مدافع خارقة" تستطيع إصابة الأهداف من مسافة 750 كيلومتراً.
بدأ المشروع العراقي في عام 1988، إلا أنه توقف في عام 1990 بعد اغتيال المهندس الكندي، ومصادرة بعض الدول الأوروبية أجزاء المدافع المقرر نقلها إلى العراق.
تم تصنيع بعض النماذج الأولية من المدافع، إلا أن الأمم المتحدة قامت بتفكيكها وتدميرها عقب حرب الخليج عام 1991.-(هاف بوست عربي)