هذه المرأة التي يحتضنها ترمب.. أثارت احتجاجا رسميا
جو 24 :
السياسة كامنة في كل التفاصيل حتى في أطباق وجبة العشاء والضيوف.. وهذا ما حدث في العشاء الرسمي الذي أقامه رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي آن، في القصر الأزرق الرئاسي يوم الثلاثاء الماضي، للرئيس الأميركي دونالد #ترمب، ووصفه الإعلام الياباني بأنه "ضد طوكيو"، وانتهى إلى تقديم احتجاج رسمي من اليابان إلى كوريا الجنوبية.
ودار الاحتجاج الياباني على #امرأة_كورية_جنوبية دعيت إلى العشاء، وطبق من الجمبري.
الغضب الياباني انصب على الجمبري الذي قدم خلال العشاء، لاصطياده من منطقة متنازع عليها بين طوكيو وسيول.
والمنطقة التي يدور حولها نزاع مرير بين الجانبين تقع قرب دوكدو، وهو نتوء صخري يعرف في اليابان باسم تاكيشيما. وتطالب اليابان بالسيادة على هذه المنطقة التي تسيطر عليها سيول، نقلا عن "ذي غارديان" البريطانية.
الطريف أن الجهة التي أثارت النزاع وأعلنت عن موقع اصطياد الجمبري هي مكتب الرئيس الكوري الجنوبي والذي تصرف وكأنه يوجه رسالة إلى طوكيو.
ما أثار اليابان أكثر ودفعها إلى تقديم احتجاج رسمي ضد سيول، هي المدعوة، لي يونغ سو، التي شاركت في العشاء والتقطت لها صور مع ترمب وهو يحتضنها.
و"لي" من النساء اللاتي أجبرن على العمل في بيوت الدعارة العسكرية اليابانية قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها، ويطلق عليهن "نساء المتعة".
وعقب العشاء، تساءل المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيد سوغا، عما إذا كان من الحكمة اتخاذ مثل هذه الإجراءات الدبلوماسية الحساسة في الوقت الذي تحاول فيه اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برامجها للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية.
ومن جانب آخر، نقلت صحيفة "كوريا هيرالد" عن متحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية قوله "إن دعوة لي كانت تهدف الى توجيه رسالة إلى ترمب حتى تكون لديه رؤية متوازنة للنزاع التاريخي بين كوريا الجنوبية واليابان".
وبالفعل، قدمت اليابان احتجاجا على دعوة "لي" إلى عشاء ترمب عبر القنوات الدبلوماسية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء كيودو اليابانية، ووصفت دعوة لي بأنها تتعارض مع روح اتفاقية عام 2015 حول مأساة 200 ألف سيدة معظمهن من شبه الجزيرة الكورية، أجبرن على العمل في بيوت الدعارة اليابانية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.
وبموجب الاتفاقية المذكورة، وافقت اليابان على المساهمة بمبلغ مليار ين (6.7 مليون جنيه إسترليني) في صندوق لمساعدة 40 من الضحايا الباقين على قيد الحياة، ومعظمهن في الثمانينيات والتسعينيات. واتفق الجانبان على أن الجدل حول الأزمة استقر "أخيرا ولا رجعة فيه".
ومع ذلك، فقد وقعت صفقة عام 2015 تحت ضغط في الأشهر الأخيرة، بعد أن نصبت سيول تماثيلا ترمز إلى "نساء المتعة" داخل وخارج البلاد في تأكيد على أنها لا تنسى تلك الانتهاكات. ودعا رئيس كوريا الجنوبية الليبرالي إلى مراجعة الاتفاق قائلا إنه لا يعكس رغبات غالبية الشعب الكوري الجنوبي.