غارة إسرائيلية تستهدف مركزا عسكريا للبحوث في ريف دمشق
شنت اسرائيل غارة على قافلة عبرت الحدود من سوريا الى لبنان بحسب ما قالت مصادر امنية. وقال احد المصادر الامنية رافضا الكشف عن هويته بان «الطيران الاسرائيلي دمر قافلة عبرت الحدود من سوريا الى لبنان» دون الافصاح عن الموقع الدقيق للغارة او عن محتوى القافلة. ورفضت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الادلاء بتعليق.
واكد مصدر امني اخر اشترط عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع ان الطائرات الحربية الاسرائيلية ضربت قافلة يبدو بانها تحمل اسلحة متجهة الى لبنان ولكنه قال بان ذلك حدث على الجانب السوري من الحدود. وتابع «كانت قافلة مسلحة تتجه نحو لبنان ولكنها ضربت على الجانب السوري من الحدود «.
واكد المصدران ان هنالك نشاطا اسرائيليا «غير اعتيادي» على مستوى عال فوق المجال الجوي اللبناني بدأ الثلاثاء واستمر طوال الليل.ويأتي هذا بعد ايام من قيام اسرائيل بنقل بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الى الشمال مع تزايد المخاوف من تسرب الاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام السوري الى لبنان. وقال مسؤولون اسرائيليون ان نقلا مماثلا سيشكل مبررا لهجوم اسرائيلي.
في تطور سياسيا لافت، اعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض محمد معاذ الخطيب امس قبوله الجلوس مع ممثلين عن نظام بشار الاسد حقنا للدماء وتحضيرا لمرحلة انتقالية للسلطة في سوريا .
وقال الخطيب في بيان «بلغني من وسائل الإعلام أن النظام في سوريا يدعو المعارضة إلى الحوار ، وكلف رئيس الوزراء بإدارة المشروع وان وزير داخلية النظام يدعو قيادات المعارضة إلى العودة إلى سوريا « ، وأضاف « بصراحة لا يوجد ثقة بنظام يقتل الأطفال ويهاجم المخابز ويقصف الجامعات ويدمر البنية التحتية السورية ، ويرتكب المجازر بحق الأبرياء وليس آخرها مجزرة حلب غير المسبوقة في التوحش، ظانا انه سيرهب الأمة التي تعشق الموت ، وترجو الله الشهادة « وأضاف أن « الثورة مستمرة وموضوع كسب الوقت قد انتهى، ولكن لما صار المواطن السوري في أزمة غير مسبوقة ، وكمبادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي للازمة ، ولترتيب الأمور من اجل مرحلة انتقالية توفر المزيد من الدماء، فأنني اعلن بأنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو اسطنبول» وفق البيان.
وأوضح الخطيب، الذي يوصف انه رجل مباديء وداعية اسلامي متنور، « لما لم يكن من حق احد المساومة على الحرية التي دفع شعبنا ثمنها غاليا من دمه، لذا فاني اشترط لشعب سوريا آمرين أساسيين كثمن اولي للجلوس مع ممثلين عن النظام». ووضع الخطيب شروطا لقبول الجلوس مع ممثلين عن النظام اولها « إطلاق سراح مئة وستين ألف معتقل من السجون ، وأولها النساء ومعتقلي المخابرات الجوية وسجن صيدنايا وثانيها الإيعاز إلى كل سفارات النظام بمنح جميع السوريين الذين انتهت جوازاتهم جوازات جديدة أو تمديدها لمدة سنتين على الأقل» .
في جانب اخر، اتهمت المعارضة المجتمع الدولي بتشجيع النظام على مواصلة انتهاكاته في سوريا، وذلك غداة العثور على حوالى ثمانين جثة في نهر في حلب لشبان مصابين بمعظمهم برصاصات في الراس.
واكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان ان «التراخي العالمي المستمر تجاه انتهاكات حقوق الانسان في سوريا ما يزال يشجع القتلة على الاستمرار بجرائمهم، وان التهاون الشديد في مواقف الدول العظمى ازاء حماية السوريين العزل يعطي ضوءا اخضر لمرتكبي جرائم الابادة الجماعية في متابعة ما يقومون به».
كذلك ندد المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف، بالصمت الدولي الذي شجع على ارتكاب «المجزرة». ورأى ان «صمت العالم وعجزه المخادع عن لجم نظام القتل بلغ مرحلة بات من الممكن فيها للامور أن تخرج عن السيطرة بصورة تهدد المنطقة والعالم بأخطار جمة، وحينها لن ينفع الندم الصامتين والعاجزين».
وكان مصدر اعلامي سوري رسمي اتهم جبهة النصرة الاسلامية بارتكاب «اعدام جماعي» في حق ضحايا حلب، مشيرا الى ان لا تواجد للجيش السوري على اطراف نهر قويق حيث عثر على الجثث.ونقلت عنه وكالة الانباء السورية «سانا» ان القتلى مدنيون كانوا مخطوفين لدى الجبهة، وان «الاهالي تعرفوا على اعداد ممن اعدمتهم جبهة النصرة الارهابية، واكدوا ان اختطاف ابنائهم كان بسبب رفضهم التعامل مع هذه الجبهة ومطالبتهم لارهابييها بمغادرة احيائهم السكنية».
وفي سياق الاتهامات، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية الايراني السفير حسين أمير عبد اللهيان ان الولايات المتحدة أوصلت التطرف في سوريا الى أعلى مستواه.
وأضاف ان محور الازمة في سوريا هو ارسال الاسلحة من بعض الدول للداخل السوري.
وحمل عبد اللهيان الدول التي ترسل هذه الاسلحة مسؤولية الضحايا الذين يقعون في هذا بدوره، دعا المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مجلس الامن الدولي الى التحرك لانهاء «مستويات غير مسبوقة من الرعب» تشهدها سوريا. وقال خلال عرض تقرير عن مهمته في سوريا التي لم تخرج حتى الان بأي تسوية يوافق عليها جميع الاطراف المعنيين، ان «المجلس لا يمكنه ان يكتفي بالقول (نحن منقسمون، اذن فلننتظر اياما افضل) عليه ان يعالج هذه المشكلة الان». واشار الى ان سوريا «تدمرت شيئا فشيئا»، مضيفا ان شرعية الرئيس بشار الاسد «فقدت مصداقيتها بصورة لا يمكن اصلاحها» بعد نزاع اوقع اكثر من ستين الف قتيل، بحسب ما نقل عنه دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع المغلق.
من جهته، وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الوضع في سوريا بانه مأسوي، وقال» الموقف في سوريا مأسوي ويزداد سوءا كل يوم. كل يوم يواجه السوريون أشياء مروعة لا تنحسر»، محذرا من ان الفشل في جمع الموارد اللازمة يعني ان «المزيد من السوريين سيموتون».
من جانبه، قدم الرئيس التونسي منصف المرزوقي امس مبادرة لحل الازمة تتضمن خمس نقاط أولها الضغط على من وصفه» بالدكتاتورالسوري» من خلال أصدقائه.
وقال المرزوقي «ان بلاده تطالب «بالعمل على وقف فوري لسفك الدم الغالي وايجاد مخرج سياسي لا تراه تونس الا عبر أولا الضغط عبر أصدقاء الدكتاتور السوري عليه ليوقف مسلسلا دمويا عبثيا سيلطخ ان تواصل اسمه واسم عائلته الى الابد». وتضمنت المبادرة التونسية تنظيم مرحلة انتقالية تحت اشراف قوة حفظ سلام عربية يمكن لتونس أن تشارك فيها وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية من المعارضة «والشق الوطني والمسؤول داخل النظام السوري الحالي».كما تضنت المبادرة أيضا « التوافق على دستور يضمن مدنية الدولة والنظام الديمقراطي والمساواة بين المواطنين داخل سوريا» وتنظم انتخابات ديمقراطية على أساسه اضافة الى وضع خطة عربية ودولية لاعادة اعمار سوريا.
اخيرا، قال ضابط عسكري كبير بالاتحاد الاوروبي ان المخططين في الاتحاد يبحثون سبلا تساعد على اشاعة الاستقرار في سوريا عندما تنتهي الحرب الاهلية وان ارسال قوة عسكرية تابعة للاتحاد للمحافظة على السلام يمكن ان يكون خيارا.
ويملك الاتحاد الاوروبي قوة انتشار سريع قوامها 2000 جندي تعرف باسم المجموعة القتالية وهي على أهبة الاستعداد في كل الاوقات ومستعدة للمحافظة على السلام أو القيام بأعمال انسانية في حالة الطواريء لكن لم يتم نشرها حتى الان.
وقال الجنرال الفرنسي باتريك دو روزييه رئيس اللجنة العسكرية بالاتحاد الاوروبي انه لا يوجد من يعتقد ان أي تدخل عسكري خارجي في سوريا في الوقت الراهن سيحسن الموقف. وقال دو روزييه للصحفيين ان التدخل»سيزيد الامر سوءا في هذه المرحلة. لكن هذا قد يتغير ووفقا للطريقة التي يتغير بها عندها يمكن للاتحاد الاوروبي ان يقوم بدورعميق لانه ستكون هناك حاجة لاشاعة الاستقرار في البلاد». وصرح بأنه بمجرد ان تخف حدة الصراع ستكون هناك حاجة لمشروعات تنمية واجراءات لمنع تجدد القتال. وأضاف «ولذلك ففي هذه الحالة .. نعم .. يمكن ان تصبح المجموعة القتالية مفيدة ويمكن ان تكون خيارا لكنها ليست الخيار الوحيد». وقال دون ان يخوض في تفاصيل ان هناك وسائل اخرى يمكن ان يرد بها الاتحاد الاوروبي.
(وكالات)