قلق إسرائيلي بشأن الاتفاق (الاردني الروسي الامريكي) بسوريا.. لماذا؟
جو 24 :
أكد محلل عسكري إسرائيلي، أن هناك خيبة أمل وقلق إسرائيلي متصاعد بشأن الاتفاق الثلاثي حول وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، والذي تضمن تفاهمات سرية.
الخروج من سوريا
وأوضح المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن "إسرائيل امتنعت، الأحد، عن الإدلاء بأي رد رسمي على الاتفاق الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، حول وقف إطلاق النار في جنوب سوريا".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن النص الرسمي للاتفاق، الذي تم توقيعه نهاية الأسبوع، يقضي بأن "كل القوات الأجنبية، بما في ذلك قوات الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات الشيعية أيضا، ستجبر على الخروج من سوريا".
لكن هرئيل، لفت إلى أن "الاتفاق لا يتضمن جدولا زمنيا للتنفيذ، والتفاهمات السرية بين الأطراف تضمن فقط، في هذه المرحلة، إبعاد الإيرانيين والميليشيات لمسافة قصيرة نسبيا عن الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان".
في حين "تشعر أجهزة الأمن الإسرائيلية بالقلق إزاء هذه الحقيقة، وعدم ظهور بوادر من قبل القوتين العظميين للعمل الحقيقي لإخراج الإيرانيين من سوريا عامة، ومن الجنوب خاصة"، وفق المحلل.
كما كشف الإعلام الإسرائيلي أمس، أن رئيس هيئة الأركان غادي ايزنكوت، "سافر الخميس الماضي سرا إلى بروكسل، واجتمع مع قائد القيادة الأوروبية في الجيش الأمريكي، الجنرال كرتيس سكبروتي، حيث ركز اللقاء في غالبيته على الإجراءات الإيرانية في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا".
اجتياز الخط الأحمر
وأوضح أن اجتماع ايزنكوت مرتين خلال 15 يوما بسكبروتي، "يعكس مدى القلق الإسرائيلي إزاء الأحداث الأخيرة"، حيث كُشف مؤخرا أن إيران أقامت قاعدة سرية لها قرب دمشق، وهو ما دفع وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، للتأكيد أن على "إسرائيل لن تسمح بترسيخ المحور الشيعي في سوريا كقاعدة عمل أمامية".
وأكد هرئيل، أن التصريحات الإسرائيلية المتكررة بهذا الشأن، "تدل على قلق إسرائيلي متزايد لدى القيادتين السياسية والأمنية، إزاء الخطوات الإيرانية في سوريا، والذي يهدف لقطف ثمار الدعم الإيراني لبشار الأسد".
وأفاد أن "إسرائيل التي أطلقت تحذيرات مشابهة خلال اللقاءات الأخيرة مع سياسيين أمريكيين وروس وأوروبيين، يبدو أنها بصدد التلميح لإيران، بأن هناك خطوات ستعتبرها بمثابة اجتياز للخط الأحمر، وأنها ستفكر بتفعيل القوة العسكرية من أجل إحباطها".
وتعتمد الخارطة الجديدة على تسوية وصفت بأنها معقدة، لكن القوات الشيعية في غالبية المناطق، ستبتعد عن حدود إسرائيل مسافة 20 كلم، وسيقترب جزء منها لمسافة 5 كيلومتر فقط، وفق المحلل الذي قال: "مع عدم وجود جدول زمني ملزم لإجلاء تلك القوات؛ يصبح القلق الإسرائيلي مفهوما".
ومع التوتر الحاصل بين "تل أبيب" وطهران، تنضم الأزمة المتطورة في لبنان، والتي خلفتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وحيث يجري تبادل تهديدات كلامية في الشمال، تواصل "إسرائيل" حالة التأهب على حدود قطاع غزة، والاستعداد لاحتمال قيام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني بالرد على تفجير النفق قبل نحو أسبوعين.