2024-05-14 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

معضلة "التاكسي" الأصفر..

معضلة التاكسي الأصفر..
جو 24 :
تامر خرمه- يحترف سائقو "التاكسي" الأصفر لعب دور الضحيّة، وتعليق أخطاء فئة واسعة من العاملين بهذه المهنة، على شمّاعة شركات التطبيقات الذكيّة، كـ "أوبر" و"كريم".

واستمرارا في لعب هذا الدور، قرّرت النقابة المستقلّة لسائقي العمومي، تنظيم اعتصام أمام هيئة تنظيم قطاع النقل البرّي، احتجاجاً على تأخّر الهيئة بإصدار قراراتها وتعليماتها المتعلّقة بهذه التطبيقات.

لوضع النقاط على الحروف ينبغي توضيح الأمور التالية:

لا يمكن إنكار أن أجور العاملين على "التاكسي" الأصفر منخفضة للغاية، وذلك بسبب افتقار المملكة إلى شبكة مواصلات عامّة لائقة، حيث بات "التاكسي" يعمل كبديل عن المواصلات العامّة.

حلّ هذه المعضلة كان يستوجب نضال النقابة من أجل رفع الأجور وتحقيق العدالة، بالتوازي مع المطالبة بإنشاء شبكة مواصلات عامّة، تتيح التنقّل بيسر، عوضاً عن تحميل "الراكب" مسؤوليّة فشل الحكومة في الاضطّلاع بمهامّها، ومطالبته بدفع ما يزيد عمّا يسجّله العدّاد. في كثير من الحالات كان بعض السائقين يطالبون بأكثر ممّا يمكن وصفه بالأجر العادل.

أضف إلى هذا وجود الكثيرين من الدخلاء على المهنة، خاصّة من الفئات العمريّة الشابّة، والذين يختارون هم الوجهة التي يريدون الذهاب إليها، ناهيك عن تسلّطهم على النساء، ربّما بهدف التحرّش.

كان الأجدى أن تناضل النقابة ضدّ تصرّفات هذه الفئة، التي أساءت إلى كافّة العاملين بالمهنة، مثلما أساءت إلى المواطنين. "وين طالع"؟ "لا مش طريقي"! "بتدفع عدّاد ونصّ"؟ "زيادة دينار على العدّاد".. هذه العبارات الشهيرة لبعض هؤلاء المتظلّمين، الذين طالما أزعجوا الركّاب بقصصهم المختلقة، أو بالأغنيات الصاخبة التي يستمعون إليها.

وفي المقابل، لا ننسى أن شركتيّ "أوبر" و"كريم" هي عبارة عن منشآت رأسماليّة، أضرّ وجودها بمصلحة قطاع واسع من العمّال. وما تتلقّاه هاتان الشركتان من أجور، رغم جودة الخدمة، ليس عادلاً، خاصّة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ساعات الازدحام، ومقابل الانتظار.

الحلّ يكمن في تنظيم قطاع "التاكسي" الأصفر. لم لا تؤسّس النقابة المستقلّة لطريقة عمل أكثر حرفيّة، وتستند إلى التطبيقات الذكيّة كتلك الشركات، وتتحاور مع الجهات المختصّة من أجل تعديل الأجور بما يراعي مصلحة السائق والراكب على حدّ سواء.

أن تطالب الحكومة بحلّ جميع مشاكلك دون أن تكون قادراً على منافسة شركات التطبيقات الذكيّة بذات الحرفيّة لن يقودك إلى أيّ مكان. فالنقابة مطالبة بتحمّل مسؤوليّتها واجتراح الحلول الناجعة، والتخلّص من الفئات المسيئة للقطاع، عوضاً عن مطالبة هيئة تنظيم قطاع النقل بإيجاد حلول سحريّة.

أمّا ما ينبغي على "الراكب" أن يناضل لأجله، فهو تأسيس شبكة مواصلات تيسّر له التنقّل بسهولة، في كافّة الأوقات، وتجنّبه تحمّل غرور بعض العاملين على "التاكسي" الأصفر، والأجور الباهظة لـ "كريم" و"أوبر"، على حدّ سواء.

صحيح أن هيئة تنظيم قطاع النقل البرّي لا تتحمّل مسؤوليّة فشل العاملين على "التاكسي" الأصفر، ولكن على الحكومة تحمّل مسؤوليّتها تجاه قطاع النقل بشكل عام، ولا بدّ من وضع النقاط على الحروف، بما يحقّق العدالة للجيمع.
 
تابعو الأردن 24 على google news