jo24_banner
jo24_banner

المفكرالإسلامي عمر البطوش: الائمة يتعرضون للظلم من قبل وزارة الاوقاف

المفكرالإسلامي عمر البطوش: الائمة يتعرضون للظلم من قبل وزارة الاوقاف
جو 24 :

أصدر المفكر الاسلامي الشيخ عمر البطوش بيانا أكد فيه تعرض ائمة المساجد الى "الظلم" من قبل وزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية مناشدا الملك عبدالله التدخل لرفع هذا "الظلم" عنهم.

وجاء في البيان ان الائمة يعانون جراء تردي الرواتب الممنوحة اليهم كما بين ان اجراءات وزارة الاوقاف تتخذ اجراءات قاسية بحقهم جراء شكاوى قد تكون "كيدية" دون التحقق منها.

وتاليا نص البيان:

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين،وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد: فإن الانسان ابن عصره ووليد بيئته علما واخلاقا وفكرا وسلوكا، والبيئة التي تلقفت الانسان حين مولده تترك اثارها الواضحة في حياته ولا يستطيع الانسان ان ينكر هذه العوامل على شخصيته وسلوكه واخلاقه وثقافته ولكن قد يكون هناك انحراف عند بعض الاشخاص على الرغم مما يمكن من المحافظة على تأثير بيئته ومجتمعه فهناك من حافظ على ما تلقاه من بيئته من سلوك حسن وطاعة لله واخلاص للحق فلا يخاف إلا الله ولا تأخذه في الحق لومة لائم يجاهد بقول كلمة الحق عند كل مناسبة ويلتزم بما يفرضه شرع الله عليه وما تفرضه العدالة والنظام والمصلحة العامة لا مجال عنده للمصالح الخاصة ولا يداهن ولا يتحايل لتحقيق الاغراض بما يخالف العدالة، وبعض الناس يزين لهم الشيطان أعمالهم فيفسدون في الارض وتستهويهم شهواتهم في الدنيا فينغمسون في الظلم وقد يكون لاصدقائهم واخلائهم واقاربهم دور في ذلك فيندم يوم لا ينفع الندم كما قال جل وعلا {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا} «الفرقان: 29-27. وكما قال سبحانه (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا. وقالوا ربنا إنا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا. ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً} «الأحزاب 68-66». فالفساد في المجتمعات اعظم مصيبة تهلكها وتقضي عليها فاذا انتشر الفساد في اي مجتمع لم تعد هناك حياة في المجتمع وخسر افراد المجتمع دنياهم واخرتهم،فالله جل في علاه يقول: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الارض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الارض مفسدين} «الأعراف: 74»..وقال تعالى {فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} «الاعراف: 85».. فآيات القرآن التي تحارب الفساد وتنبه المفسدين وتنصح المؤمنين كثيرة ولكن مع الاسف لم يتبع المسلمون في آخر زمانهم إلا اهل الاهواء: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} «البقرة: 12-11». كما قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك ان يعمهم الله بعقابه» رواه الإمام أحمد باسناد صحيح عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه..ومن صور الفساد التي انتشرت وفشت في بلدنا الأردن مع الأسف الشديد (الرشوة) ومن آثار الرشوة على مصالح الناس ظلم الضعفاء وهضم حقوقهم أو اضاعتها أو تأخر حصولها بغير حق بل من اجل الرشوة. ومن آثارها ايضا فساد اخلاق من يأخذها من قاض وموظف وغيرهما، وهضم حق من لم يدفع الرشوة أو اضاعته بالكلية مع ضعف ايمان آخذها وتعرضه لغضب الله وشدة العقوبة في الدنيا والاخرة فإن الله سبحانه يمهل ولا يهمل ولا يغفل وقد يعاجل الظالم بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة كما في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال: «ما من ذنب اجدر عند الله من ان يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم». 

ولاشك ان الرشوة وسائر انواع الظلم من البغي الذي حرمه الله وفي الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال: «إن الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم تلا النبي قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}. وحكم الرشوة في الشرع حرام بالنص والاجماع وهي ما يبذل للحاكم وغيره ليميل عن الحق ويحكم لصاحبها فيما يوافق هواه. ومن اعظم الفساد الرشوة التي يتقاضها بعض المكلفين باعمال الناس من الموظفين وخاصة المختصين بالسلطة القضائية والادارية الذين يجب ان تتوافر فيهم النزاهة عند توليتهم الاعمال التي يكلفون بها،قال شيخنا العلامة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله عندما تحدث عن الرشوة وآثارها في فتاويه: «... لاشك ان المعاصي اذا ظهرت بسبب فرقة المجتمع وانقطاع اواصر المودة بين افراده تسبب الشحناء والعداوة وعدم التعاون على الخير ومن اقبح آثار الرشوة وغيرها من المعاصي في المجتمعات ظهور الرذائل وانتشارها واختفاء الفضائل وظلم بعض افراد المجتمع فيما بينهم للبعض الاخر بسبب التعدي على الحقوق بالرشوة والسرقة والخيانة والغش في المعاملات وشهادة الزور ونحو ذلك من انواع الظلم والعدوان وكل هذه الانواع من اقبح الجرائم ومن اسباب غضب الرب ومن اسباب الشحناء والعداوة بين المسلمين ومن اسباب العقوبات العامة وقد صح عن النبي (ص) انه لعن الراشي والمرتشي وروى عنه (ص) انه لعن الرائش ايضا وهو الواسطة بينهما ولاشك انه آثم ومستحق للذنب والعيب والعقوبة لكونه معينا على الاثم والعدوان، وقد قال سبحانه {وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}.

فالرشوة وغيرها من المعاصي تضعف الايمان وتغضب الرب عز وجل وتسبب تسليط الشيطان على العبد في معاص أخرى فالواجب على كل مسلم الحذر من الرشوة من سائر المعاصي مع رد الرشوة الى اصحابها على الفقراء مع التوبة الصادقة عسى الله ان يتوب عليهم ومن الفساد الغش والمعاملات فالذي يغش أو يزور فهو يرتكب اعظم المنكرات، البعض يزور فيما يكتبه من اجل الحصول على ما لا يستحقه مثل الذي يزور شهادات العلم او شهادات الميلاد من اجل الحصول على امتيازات لا يستحقها فهو مفسد ومجرم...). لقد اثبت تاريخ الاسلام ان العدالة فيه كانت اعظم عدالة وكان أهل الولايات في التاريخ الاسلامي لا يماثلهم غيرهم في التاريخ من حيث النزاهة وكفاءة القائمين على ذلك والحكم بالعدل ومع الاسف ان نجد في هذا العصر في دولة عربية وإسلامية ان يدان كثير من المسؤولين بالفساد والظلم والبغي ومع الاسف ان نجد اليوم في الغرب عدالة قد لا توجد في بلاد العرب والمسلمين ويذكرنا ذلك عندما زار احد علماء المسلمين احد بلاد الغرب قال «وجدت اسلاما ولم اجد مسلمين» لما رأءه من عدالة ومساواة،ونصرة للمظلومين. ويزداد الواقع سوءا،والإنسان حسرة وألما عندما يلمس بأن (..) قد وصل للمؤسسات دينية يجب أن تكون من أطهر وأعدل وأنزه المؤسسات،خذ مثلا في بلدنا الأردن الحبيب (وزارة الأوقاف) فقد انتشر وفشا فيها التجاوزات بكل صورها وأشكالها من ظلم وبغي وهضم للحقوق،و(..)إداري يندى له جبين كل أردني حر شريف،ولا أريد أن أفصل في هذا المقام في كل ملفات الفساد في هذه الوزارة،ولكن الذي أريد أن أركز عليه في هذا المقام هو بيان المعاملة السيئة و(..)التي يتعامل بها مسؤلوا وزارة الأوقاف الأردنية مع العلماء والدعاة من أئمة المساجد،ولعل الكل يعرف مكانة العلماء والدعاة،ومنزلته الرفيعة في الإسلام الحنيف،وكذا مكانتهم في المجتمع الإسلامي الطاهر حيث كان الشيخ فيما مضى يدعى بـ: (العالم) وللعالم منزلته المرموقة في الإسلام حيث أنه نائب عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة فقد جاء في الحديث النبوي الصحيح : (العلماء ورثة الأنبياء) ، وقد كان العالم يتمتع بمكانة مرموقة في الأمة، فهو موضع احترام من السلطة ومن الشعب على حد سواء، مسموع الكلمة، مقبول الشفاعة، ولكن المسميات تختلف باختلاف العصور، فأصبح للعالم مسمى آخر وهو: (الشيخ) أو (الإمام) وباختلاف التسميات،واختلاف ثقافة المجتمعات وأخلاقها وقيمها اختلفت مكانة العالم في الأمة، فأصبح العالم بغياب السلطة الدينية موظف حكومة، وفي عصرنا هذا نزلت مرتبة العلماء إلى ما دون أدنى موظف في الدولة، فمن حيث الدخل فهو أدنى موظف في الدولة ، ومن حيث الرتبة فهو يأتي أعلى قليلا من عمال التنظيف في وزارة الأوقاف، فموظف كاتب في المديرية أعلى مرتبة من الإمام ولو كان يحمل شهادة الدكتوراة، والواقع يصدق هذا وإن نفاه البعض .

ومع الأسف الشديد وزارة الأوقاف تنظر إلى أئمة المساجد نظرة دونية،والمسؤولون فيها إلا من رحم ربي وقليل ما هم لا يحترمون الإمام،بل هنالك سياسة ثابتة في هذه الوزارة... في محاربة أئمة المساجد والتضيق عليهم،ومحاولة إهانتهم بكل الطرق والوسائل،وأنا مطلع على ذلك وأجزم به. والأنكى من ذلك كله أن إمام المسجد يكون في حالة خوف دائمة، واضعاً يده على قلبه ليخفف من شدة الأزيز، خاصة إذا كان يسكن في سكن المسجد، فإذا ما قام أحد المواطنين بالشكوى على الإمام لسبب ما، ولو كانت الدعوى عارية عن الصحة تقوم المديرية المختصة بمحاربة الإمام فورا من غير أن يحاول المسؤول أن يسمع من الإمام،ولو سمع منه فالنتيجة معروفة سلفا الإمام مكذب دائما،وأي إناس من الشارع مصدق عند مسؤولي الأوقاف ، ثم بعد يأمر المسؤول  هذا الموظف (الإمام) بمغادرة المسجد، ويبدأ بعده بالتحقيق في هذه القضية، ثم بعد ذلك الناس وما تمليه عليه ضمائرهم، والأولى أن يكون الإمام حاضرا، لأن الذي يكذب لا يستطيع مواجهة الخصم . وبعدها يتلقى هذا الإمام المسكين الصدمة العنيفة بنقله إلى مسجد آخر...ثم يمكث ما شاء الله له أن يمكث حتى تأتيه صدمة أخرى... بعض أئمة أوقاف المساجد رحل (25) مرة، خلال خدمته بالأوقاف، مع أنه من أكثر الناس التزاما بدوامه، والتزاما به، وفي هذا الموضوع حدث ولا حرج... يل حدث بكل حرج وخصوصا إذا كان المشتكي على الإمام بينه وبين مدير الأوقاف علاقة ودية......

أحد أئمة المساجد في العاصمة عمان نقله المسؤول من مسجده إلى مسجد آخر،والمفاجئة كانت أن هذا المسجد المنقول إليه لا سكن فيه بحث هذا الإمام المسكين الفاضل عن بيت ليسكن فيه تكون أجرته معقولة يستطيع دفعها فلم يجد،ماذا فعل هذا الإمام المظلوم المسكين ؟!!! توسل إلى المسؤولين لكي ينصفوه ولا لا حياة لمن تنادي،وكانت النتيجة تشتت العائلة بكاملها زوجته وأولاده أقاموا عند بيت أصهاره،وهو وضع جزءا من أثاث بيته عند أمه وأقام عندها،وباع بقية الأثاث،هذا المشكلة منذ ما يقارب عامت ومازالت قائمة...وهذا المسكين يصيح ويصرخ ولا مجيب... أحد العلماء من أئمة المساجد أخبر أوقاف العاصمة عن ملفات تجاوزات في مسجده،ونهب لمستلزمات المسجد،واعتداء على أرض الوقف باستغلالها بما يناقض الوقف من قبل بعض الأشخاص،فما كان من وزارة الأوقاف من باب تكريم هذا الإمام إلا القيام بمحاربته،ونقله نقلا تعسفيا من مسجده إلى مسجد آخر،ثم بعد ذلك تهديده بفصله من عمله... والمخالفات الإدارية والقانونية في المسجد ما زالت قائمة إلى هذه اللحظة ... محتويات المسجد التي نهبت وزارة الأوقاف غير قادرة على استرجاعها.....

والواقع أشد من ذلك وأنكى هنالك مئات من العلماء والأئمة الفضلاء مظلمون مقهورون يصيحون ويصرخون من وطأة ظلم وبغي وزارتهم... إنني في هذا المقام أناشد ولي أمرنا جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله تعالى ورعاه،لكي ينصف ورثة جده الأعظم سيدنا محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين عليه الصلاة والسلام. يا صاحب الجلالة أدرك ورثة جدكم،أدرك هؤلاء العلماء الذين هم صمام الأمان في هذا البلد الحبيب المستهدف... أقسم بالله يا جلالة الملك المفدى لو أنك تعطي الأمان لأئمة الأوقاف على أنفسهم وأرزاقهم لسمع العالم كله صوتهم وألمهم من شدة الإهانة والتهميش والظلم الواقع عليهم.... وملفات (التجاوزات) في هذه الوزارة كثيرة كثيرة.... فأين مكانة العلماء يا وزارة الأوقاف؟؟ وأين أنتم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه)... ألهذا بلغ الحد في امتهان العلماء؟؟؟ ثم بعد ذلك تشكو الوزارة من قلة الأئمة...ألا تقوم وزارة الأوقاف كغيرها من بقية الوزارات بحماية موظفيها من أيدي العابثين والمغرضين؟؟ ألا يوجد في الوزارة عقوبات غير النقل، ألا يتخذ فضيلة المدير قانون التدرج في العقوبة؟؟؟ بأن يبدأ بأقل العقوبات كالتنبيه، والإنذار....الخ حدثني بعض الأئمة الذين تعرضوا لمثل هذه العقوبات: أن المديرية المختصة تخشى من أولئك الذي يقومون بالشكوى ضد الأئمة أن يشهروا بهم ، لذا تجنباً لهذا الامر يقومون بنقل هذا الإمام المسكين.... وللحديث بقية يا وزارة الأوقاف الأردنية....

تابعو الأردن 24 على google news