استمرار المناوشات في محيط القصر الرئاسي بالقاهرة
تواصلت الاشتباكات ليلا في محيط قصر الرئاسة بالقاهرة وفي الشوارع المؤدية إليه بين الأمن المركزي ومتظاهرين، بعد إجهاض محاولات اقتحام أسواره ومقتل متظاهر وإصابة 71، حسبما أفادت به مصادر طبية مصرية.
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة فجر اليوم إن اشتباكات متقطعة وقعت في محيط قصر الاتحادية والشوارع المؤدية إليه بين محتجين وقوى الأمن، مضيفا أن الأخيرة ألقت القبض على عدد من المتظاهرين وهم يحاولون تسلق أسوار القصر بعد إلقائهم زجاجات مولوتوف داخل الحرم.
وذكر المراسل أن قوات الأمن المركزي تصدت للمتظاهرين بالقنابل المدمعة، وأن المواجهات امتدت إلى شارع الخليفة المأمون، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية تتحدث عن اعتقال 20 من مثيري الشغب.
وكانت المناوشات بمحيط القصر الرئاسي قد أدت في وقت سابق إلى مقتل شخص يدعى محمد حسن قرني متأثرا بإصابته بالرصاص الحي، حسب ما نقله المراسل عن مصادر طبية، بينما أصيب 79 آخرون بينهم عدد من رجال الشرطة، وسط إدانة من الرئاسة المصرية لخروج المسيرات عما سمته نطاق السلمية.
وقال المراسل إن المظاهرات بدأت سلمية قبل أن تقوم مجموعة بالهجوم على القصر وإلقاء قنابل الغاز، وأضاف أن معظم المتظاهرين انصرفوا بينما بقي عدد قليل يتصدى لقوات الأمن، ونقل عن بعض المتظاهرين السلميين القول إنهم شاهدوا مندسين شاركوا من قبل في مظاهرات تحولت إلى أحداث عنف، في حين لا يزال بضعة آلاف يتظاهرون في الشوارع القريبة.
وتابع أن قوات الحرس ووزارة الداخلية ناشدت المتظاهرين الحفاظ على سلمية المظاهرات، قبل أن ترد عليهم بالمياه والغاز المدمع وإزالة خيامٍ لمعتصمين بمحيط قصر الرئاسة.
وشارك أعضاء من جماعة البلاك بلوك في المظاهرات بأقنعتهم وأزيائهم السوداء، وذلك رغم إصدار النائب العام قرارا باعتبار الجماعة منظمة إرهابية وأمره بضبط عناصرها لتورطها في أحداث عنف.
وأصدرت الرئاسة المصرية بياناً أدانت فيه خروج المسيرات عما سمته نطاق السلمية. ووصف البيان هذه الممارسات بالتخريبية والعنيفة, وقال إنها لا تمت بصلة إلى مبادئ الثورة أو الممارسات السياسية المشروعة في التعبير عن الرأي.
وحمَلت الرئاسة القوى السياسية التي يمكن أن تكون قد ساهمت بالتحريض المسؤولية الكاملة عما حدث، ودعت جميع القوى إلى الإدانة الفورية لهذه الممارسات ودعوة أنصارها إلى مغادرة محيط القصر فوراً، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية ستتعامل بمنتهى الحزم لتطبيق القانون وحماية منشآت الدولة.
في غضون ذلك طالبت حركة 6 أبريل أعضاءها بالانسحاب من محيط القصر وبضبط النفس، بينما قال القيادي في جبهة الإنقاذ أسامة الغزالي حرب إن مندسين -ربما يكونون تابعين للنظام السابق- وراء العنف. وأضاف أن الجبهة والأحزاب السياسية لا تسيطر على المتظاهرين أمام القصر الرئاسي حتى تطالبهم بالانسحاب، بينما حملت جبهة الإنقاذ الرئاسة مسؤولية الاحتقان في الشارع.
من جهته، طلب حزب الحرية والعدالة من الأحزاب السياسية التي دعت للتظاهر سحب أعضائها، كما دعا المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع الجميع إلى الابتعاد عما سماه التعصب الأعمى والانسحاب من محيط القصر، في حين حث رئيس الوزراء هشام قنديل على السلمية وحماية المنشآت العامة والخاصة.
وفي هذه الأثناء، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن واشنطن تدين أعمال العنف التي شهدتها مصر الجمعة، مضيفة أن بلادها تجري مشاورات مع الحكومة ومع المعارضة، وأنها أكدت لكل الأطراف ضرورة أن تظل الاحتجاجات سلمية.
وكانت مسيرات قد انطلقت من عدة مساجد في القاهرة الجمعة باتجاه ميدان التحرير والقصر الرئاسي تحت شعار "جمعة الخلاص". وقال مراسل الجزيرة بالقاهرة إن قادة جبهة الإنقاذ الذين وقعوا أمس على وثيقة الأزهر لنبذ العنف غابوا عن مسيرة مسجد مصطفى محمود بحي المهندسين رغم الإعلان عن مشاركتهم بها.
وشدد الشيخ محمد عبد الله نصر في خطبة الجمعة بميدان التحرير على حق المواطن في الحصول على مأكل وملبس ومشرب لائق، مطالبا الرئيس محمد مرسي بأن يأخذ من الأغنياء ليعطي الفقراء في حال عجز الدولة على توفير احتياجات المواطنين.
وطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ولجنة لتعديل المواد الخلافية في الدستور، وإزالة آثار الإعلان الدستوري الصادر يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في سقوط الشهداء والمصابين في الأحداث الأخيرة ومحاسبة المسؤولين عنها، وإخضاع جماعة للقانون، وإلغاء حالة الطوارئ في مدن القناة.
وفي الإسكندرية تظاهر المئات بعد صلاة الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم، ورددوا شعارات تندد بالرئيس مرسي وجماعة الإخوان. كما خرج الآلاف من مسجد مريم في بورسعيد تنديدا بأحداث عنف سابقة سقط خلالها نحو أربعين قتيلا وحملت الشرطة مسؤولية سقوط قتلى.
وفي السويس، أدى متظاهرون صلاة الغائب على ضحايا الثورة بميدان الأربعين، ونظموا مسيرة رددت هتافات مناهضة للرئيس وجماعة الإخوان.
(الجزيرة+وكالات)