التل يحذّر من خطر حقيقي على الاردن جراء القرار الاسرائيلي حول مفاعل ديمونا
جو 24 :
مالك عبيدات - حمّل الخبير البيئي الدكتور سفيان التل الحكومة الاردنية مسؤولية التغطية على جرائم الكيان الصهيوني فيما يتعلق بمفاعل "ديمونا النووي"، موضّحا أن الحكومة تحاول اخفاء الحقيقة فيما يتعلق بـ "ديمونا" وأضراره خاصة بعد انتهاء عمره الافتراضي منذ زمن بعيد لكونه يعمل بنظام "الشفتين".
وأضاف الدكتور التل لـ الاردن 24 إنه حذّر منذ عشر سنوات من خطر مفاعل ديمونا على الاردن، كما أن تقريرا للقناة الثانية الاسرائيلية بتاريخ 1/7/2003 أكد وفاة العشرات من العاملين في المفاعل بأمراض السرطان.
ولفت التل إلى أن غيوما صفراء سامة تنشأ داخل المفاعل ويستنشقها العمال، إلى جانب تسرّب المياه الثقيلة المشبعة بالمواد المشعة إلى جرف صدعي طبيعي، مشيرا في ذات السياق إلى وجود بحث أجرته مصلحة المياه الاسرائيلية ومركز البحوث النووية أثبت ان المواد المشعة تسربت إلى المياه الجوفية في النقب ووادي عربة بسبب نشاط ديمونا.
وقال التل: "هنالك شبه اجماع عالمي على أن مفاعل ديمونا بدأ يتآكل، وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية شروخا في الجسم المعدني للمفاعل، كما أن كثيرا من العاملين في المفاعل رفعوا دعاوى ضد الحكومة بسبب اصابتهم بأمراض مختلفة وتشوهات خلقية لمواليدهم، وقد نشرت الصور للمصابين في ذلك الوقت، لكن الحكومة الاسرائيلية كانت ترفض الاعتراف بعمل هؤلاء في مفاعل ديمونا حتى لا تُثبت التسرب الاشعاعي، وبالرغم من ذلك، أخذت المحكمة الاسرائيلية قرارها لصالح العاملين".
وأشار التل إلى أنه وعدما أثيرت ضجة في الأردن قبل عدة سنوات وظهرت المطالبات باستدعاء مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي آنذاك، صرّح الأخير بأنه "وجد جميع الاجهزة التي تقيس الاشعاعات في الاردن معطلة، وعندما زار الكيان الصهيوني لم يسمحوا له بالاقتراب من المفاعل وأوقفوه على بعد 50 كم منه"، لافتا إلى أن "دولة واحدة في العالم تؤكد أنه لا يوجد تسرب اشعاعي من مفاعل ديمونا وهي الاردن.
وقال التل "إن قرار اسرائيل بتمديد عمر المفاعل هو محاولة للخروج من تفكيكه، حيث أن هذه العملية تعني تفكيك 100 طن من الفولاذ والكتل الاسمنتية، ويستغرق ذلك من 10-12 عاما بعد اغلاق المفاعل"، مشيرا إلى أن دولة متطورة صناعيا مثل ألمانيا لا يمكنها ابطال أكثر من ثلاثة آلاف طن من المواد ذات الاشعاع الضعيف داخل ألمانيا، وأما المواد ذات الاشعاع القوي التي تعجز ألمانيا في معالجتها تقوم بإرسالها إلى فرنسا "ولعل هذا هو احد الاسباب التي دعت الكيان الى عدم تفكيك المفاعل".
وحذّر التل من خطورة التسريبات الاشعاعية والانفجارت التي قد تحدث بسبب المفاعل، حيث أن الاردن سيكون أكبر المتضررين، لكون موقع المفاعل يأتي في الجنوب الشرقي لفلسطين المحتلة ولا يبعد عن مدن الجنوب الاردني كالطفيلة ومعان والكرك أكثر من 30 كم هوائيا، يُضاف الى ذلك ان الرياح السائدة في المنطقة هي رياح غربية بمعدل 70% والرياح الشرقية 10% وماتبقى يمكن اعتبارها رياح ساكنة؛ وهذا يعني ان الرياح ستحمل التسريبات الاشعاعية الى سكان الجنوب الاردني.
مشيرا الى ان الخبير النووي الاسرائيلي "مردخاي فعنونو" ولدى اطلاق الاحتلال سراحه قال ان الكيان الصهيوني يقوم بتجميع الانبعاثات من المفاعل في بالونات ثم يطلقونها حسب حركة الرياح باتجاه الاردن.
وكانت تقارير اعلامية عبرية تحدثت عن قرار اسرائيلي بتمديد عمر "ديمونا" إلى 2040، وهو ما حذّر منه التل واعتبره خبراء قرارا خطيرا ومقامرة بمصير المنطقة.