التلاعب بعدادات البنزين وغش الكاز اصبحا موضة في ظل ارتفاع الاسعار
بعيداً عن أشكال غش المحروقات، خاصة الكاز والبنزين، الذي بات أمراً غيرَ جديد واعتياديا نظراً لتجذره في عمل بعض محطات الوقود، اشتكى عدد كبير من سائقي السيارات العمومية والخاصة على حدٍ سواء من انتشار أعمال التلاعب بالكيل والعدادات في كثيرٍ من محطات الوقود في مناطق عديدة من عمان؛ ما جعله ظاهرة خطيرة في ظل ضعف لافت للرقابة بكافة اشكالها.
هذه الظاهرة امتدت الى مادة الكاز؛ الامر الذي اكده مواطنون واشاروا الى ان ذلك الغش الصارخ تسبب باعطال تصيب مدافئهم، وقد ارجعوا السبب الى عملية خلط الكاز بالماء في بعض محطات الوقود؛ ما تسبب بتلف فتائل مدافئهم، في مسعى اصحاب هذه المحطات والعاملين فيها الى تحقيق المزيد من الارباح على حساب المواطن.
وبهذا الخصوص قال خالد المزايدة السعودي أحد سائقي سيارات التاكسي العمومية لـ»الدستور» إنه عندما يقوم بملء سيارته بالوقود فإن مؤشر المحطة يظهر أنه تم ملء 20 لترا، في حين أن عداد السيارة وبعد مسافة قصيرة من السير يشير إلى 16 لترا؛ ما يعني ضياع 4 لترات تقريباً على كل صفيحة بنزين، منوهاً الى أن هذه الحادثة تكررت مراتٍ عدة وفي أكثر من محطة في عمان ومع اكثر من سائق؛ ما يدل على غش وتلاعب صارخ ومقصود من قبل أصحاب هذه المحطات طمعاً في زيادة أرباحهم وسط غياب الرقابة، بحسب وصفه.
من جانبه، قال معن مبيضين (سائق خصوصي): عندما بدأت ألحظ النقص في خزان الوقود في محطات معينة قررت التوجه إلى محطات أخرى في عمان على أمل أن تكون حالها أفضل، وألا يوجد تلاعب بالعداد لكني اكتشفت فيما بعد أن بعضها لا يختلف كثيراً عن وضع باقي المحطات وان الامر قد اصبح ظاهرة يشترك فيها بعض اصحاب المحطات والعاملين فيها ومعظمهم من الوافدين.
وعن غش الكاز بخلطه بالماء في بعض محطات الوقود والباعة الذين يتجولون بصهاريجهم في الاحياء يقول المواطن براء قاسم مسلم: انه اضطر اكثر من مرة الى تغيير فتيلة المدفأة بعد ان اكتشف ان مادة الكاز التي قام بشرائها من احدى محطات الوقود مغشوشة ومخلوطة بالماء؛ ما تسبب بتلف الفتيلة اكثر من مرة.
وهذا الامر أكده المواطن مصطفى عبدالكريم الذي قام بشراء مادة الكاز وبعد ان قام بتعبئة المدفأة اشتعلت لفترة بسيطة وتوقفت ليكتشف ان الكاز مخلوط بالماء؛ ما تسبب بتلف الفتيلة واضطراره لتغييرها اكثر من مرة، معتبرا أن ضعف الرقابة والتفتيش الدوري أسهم في ازدياد حالات الغش في معظم محطات الوقود.
يذكر ان العقوبة التي تفرض على المحطة عند وجود اي عملية غش في خدماتها هي الاغلاق لمدة 60 يوما والحرمان من المادة التي جرى غشها 90 يوما ايضا، وتصبح الرقابة على تلك المحطة مركزة، وان تكررت المخالفة يتم اضافة شهر على مدة الاغلاق وشهر على مدة الحرمان ايضا، وفي المرة الثالثة تسحب الرخصة من المحطة نهائيا.
كما ان القاعدة الفنية الخاصة بمادة الكاز (الكيروسين) التي تتبعها مؤسسة المواصفات والمقايس تنص على أن تكون هذه المادة ذات لون شفاف، وفي حال وجود اختلاف في اللون فان ذلك يؤكد وجود عملية الغش والخلط بمواد اخرى، كما ان المواطن يجب ان ينتبه الى وجود الماء بالكاز حيث إن الماء لا يختلط بالكاز فكثافة الكاز اخف من كثافة الماء، ما يجعله يطفو فوق الماء الذي يبقى في الاسفل.
(الدستور)