سر تنصيب زعيم كوريا الشمالية بدلاً من أخيه.. وحقيقة عمليات التجميل التي ساعدته في ترسيخ سلطته
هل تود أن تعرف كيف نشأ كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، وكيف تحوّل إلى واحد من أكثر الدكتاتوريين المخيفين في العالم؟
لا يمكن أن يتحول أي شخص إلى دكتاتور يخشاه الجميع بين ليلة وضحاها، ولكن هذا التحول يأتي نتيجة لظروف عديدة، والنشأة قد لا تكون مؤشراً بالضرورة على مصيره النهائي، وهذا ما يبدو أنه ينطبق على الزعيم الكوري الشمالي، الذي لم يبدُ بهذه الشراسة في طفولته.
وإذا كان العالم قد اعتاد خلال الخمسين سنة الماضية على سماع التهديدات غير المسبوقة التي تصدر عن كوريا الشمالية.
فإن الوضع أصبح لا يطاق خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً من قبل كيم جونغ أون؛ خاصة في ظل التجارب النووية التي تجريها كوريا الشمالية.
قرارت الزعيم الأوحد بلغت من الغرابة إلى حد أوصل البلاد إلى "اختراع توقيت جديد" عام 2015، حسب تقرير نشر على موقع لا يشبه التوقيتات الأرضية حيث قررت تأخير الوقت المحلي نصف ساعة فقط بداية من ١٨ من 18 أغسطس/آب الجاري، والذي يصادف الذكرى الـ 70 لاستقلال البلاد عن اليابان.
ولكن كيف بلغ كيم جونغ أون هذا المستوى من الدكتاتورية؟ في الغالب، ربما يعزى ذلك إلى أسس تعليمه أو نمط حياته. رغم أن طفولته لم تكن توحي بذلك.
تقرير لمجلةTic Beatالإسبانية عرض بعض البيانات والحقائق الأكثر إثارة للاهتمام بشأن طفولة كيم جونغ أون وصعوده للسلطة.
هل ولد كيم جونغ أون في الثامن من يناير/كانون الثاني لسنة 1982، أم 1983 أم سنة 1984؟
كيم جونغ إل وكو يونغ هي، هما والدا الدكتاتور الكوري.
كيم هو الابن الأوسط من بين إخوته الثلاثة، وأخوه كيم جونغ تشول هو الابن البكر، في حين أن أخته كيم يو جونغ، تصغره سناً. وعلى الرغم من أن كيم جونغ أون قد ولد، فعلياً، في سنة 1982، إلا أن العديد من التقارير تؤكد أنه قد تم تغيير هذا التاريخ لأسباب رمزية.
الهدف من التغيير الذي طال تاريخ ولادة جونغ أون، هو أن يبدو الدكتاتور الكوري الشمالي قد ولد بعد 70 سنة من ولادة كيم إل سونغ، وبعد 40 سنة من ولادة كيم جونغ إل (هما جده وأبوه على التوالي).
وكشفت معلومات، نقلاً عن مصادر أميركية أنه من المعترف به رسمياً في كوريا الشمالية، أن تاريخ ميلاد الابن الدكتاتور، موافق ليوم 8 يناير/كانون الثاني سنة 1984.
كيم وأمه
خلال فترة طفولة الدكتاتور الكوري الشمالي الحالي، كانت كوريا الشمالية تخضع لحكم كيم إل سونغ. وفي حين أن أباه كيم جونغ إل، قد تم تنصيبه ولياً للعهد؛ لم تكن معالم طريق جونغ أون لخلافة والده في الحكم واضحة بشكل كبير.
تجربة المدرسة الداخلية في سويسرا
درس كيم جونغ أون في مدرسة داخلية في سويسرا، وكانت تعرف باسم "بارك أون"، وخلال وجوده في المدرسة، كان زملاؤه يعتقدون أنه ابن أحد العاملين في السفارة الكورية الشمالية في سويسرا. وفي هذا المكان، تعلم كيم جونغ أون اللغة الإنكليزية.
من جانب آخر، وصف زملاء كيم في المدرسة الرئيس الكوري الشمالي بأنه كان تلميذاً هادئاً، في حين كان يقضي جزءاً كبيراً من وقته في المنزل.
فضلاً عن ذلك، أكد زملاء كيم جونغ أون، أنه كان يتمتع بروح الدعابة ويحب المزاح.
كان يحب كرة السلة، ونجمه المفضل أميركي
خلال الفترة التي قضاها في المدرسة الداخلية، كان حائط غرفة كيم جونغ أون يزدان بعدة ملصقات لمايكل جوردن. إلى جانب ذلك، أكد شهود عيان أن الرئيس الكوري الشمالي الحالي كان لاعب كرة سلة ماهراً.
العودة إلى المدرسة العسكرية
بعد قضاء فترة معينة في المدرسة الداخلية، عاد كيم جونغ أون إلى أحضان المدرسة العسكرية في كوريا الشمالية، برفقة أخيه الأكبر.
وحسب ما أكدته بعض التقارير، دخل كيم المدرسة العسكرية خلال سنة 2007. وعندما شارف أبوه على الموت، تمت ترقية كيم جونغ أون بشكل سريع، على المستوى السياسي والعسكري على حد سواء.
سر عمليات التجميل ليكون نسخة مصغرة من "القائد العظيم"
يمكن التفطن لأوجه الشبه بين كيم جونغ أون وجده كيم إل سونغ بشكل واضح؛ سواء في المظهر أو في الطباع.
من جانب آخر، تقول بعض الشائعات إن الديكتاتور الحالي قام بعمليات تجميل حتى تصبح مظاهر الشبه بينه وبين جده جلية أكثر، أي ليكون نسخة مصغرة من "القائد العظيم".
لماذا تم تعيينه قائداً بدلاً من أخيه الأكبر؟
توفي كيم جونغ إل، في 17 من ديسمبر/كانون الأول سنة 2011، إثر نوبة قلبية. ومباشرة، تم تعيين كيم جونغ أون في منصب "القائد الأعلى".
وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن تمنح هذه المرتبة "الشرفية" لشقيق كيم الأكبر، إلا أن أباه كان لا يثق فيه.
فقد كان كيم جونغ إل يعتبر أن ابنه الأكبر "ضعيف".
في المقابل، يتمثل السبب الحقيقي الذي يقف وراء حرمان الابن الأكبر من منصب أبيه في سدة الحكم، في أنه لم يكن من مساندي نظام كوريا الشمالية.
حقيقة قتله لعمّه وأفراد عائلته بسبب محاولة انقلاب ضده
في ديسمبر/كانون الأول سنة 2013، أمر كيم جونغ أون بإعدام عمه، بعد أن حاول قيادة انقلاب عسكري ضده. فيما بعد، صدرت شائعات مفادها أن الدكتاتور عاقب جميع أفراد عائلة عمه أيضاً، على خلفية هذه الأحداث.
لا أحد يعلم متى تزوج؟
يعلم الجميع أن كيم جونغ أون متزوج من ري سول جو، وهي مقدمة برامج سابقة وفنانة، أنجب الزوجان طفلين.
ومن المثير للاهتمام أنه لا أحد يعلم متى عقد هذا الزواج تحديداً، على الرغم من أن العديد من التقارير الصادرة في هذا الشأن قد أكدت أن كيم تزوج ري سول جو خلال سنة 2009.
حلم طفولته تحقق
على العموم، يعلم معظم الأشخاص أن جميع أفراد العائلة الحاكمة الكورية الشمالية من أحباء نادي Chicago Bulls.
لكن، يبدو أن "القائد الأعلى" من المعجبين الشديدين بالرياضي الأميركي دينيس رودمان، الذي تمكن من تحقيق حلم كيم عندما زار كوريا الشمالية في طفولة الزعيم الكوري.
رفض تشريح أخيه غير الشقيق في ماليزيا
في 13 من فبراير/شباط سنة 2017، تعرض الأخ غير الشقيق لكيم جونغ أون إلى تسمم في مطار كوالالمبور الماليزي. وفي حين أن نصف العالم يشتبه في وقوف كوريا الشمالية وراء هذه الجريمة، قامت الشرطة الماليزية بتشريح جثة الضحية، وهو ما يتناقض مع رغبات القائد الأعلى الكوري الشمالي.
ونتيجة لذلك، توترت العلاقات بين البلدين عندما اتهمت الحكومة الماليزية بشكل مباشر، الحكومة الكورية الشمالية بالوقوف وراء هذه الجريمة.
وتبعاً لذلك، منعت حكومة كوريا الشمالية أي مواطن ماليزي من تخطي حدودها، كما أعلن القادة الماليزيون بدورهم حظر دخول المواطنين الكوريين الشماليين إلى أراضيهم.
خلال عهد ترامب..
خلال ولاية أوباما، تبنت الإدارة الأميركية الدبلوماسية كاستراتيجية أساسية فيما يتعلق بتعاملها مع كوريا الشمالية.
في المقابل، لم تسر الأوضاع على هذا النحو خلال عهد ترامب. إذ التزم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب باستراتيجية "أكثر عدائية" تجاه كوريا الشمالية. ومن هذا المنطلق، يرى بعض المراقبين أنه يمكن أن تندلع "حرب نووية" في أي لحظة، بين الطرفين.