رئيس غرفة صناعة الزرقاء: توفر الامكانات في الاردن لتصنيع ودباغة الجلود الخام
جو 24 :
قال رئيس غرفة صناعة الزرقاء المهندس فارس حمودة أن مستوردات المملكة من المنتجات الجلدية تزيد عن مائة مليون دينار سنوياً، بينما تتوفر الامكانيات لتصنيع ودباغة هذه الجلود الخام في الاردن وتصديرها على شكل منتجات نهائية تدر الملايين.
وأوضح حمودة أن صادرات قطاع الجلدية والمحيكات تزيد عن المليار دينار سنوياً، اذ أن الجلود الخام تعتبر احد أهم مكونات صادرات القطاع، غير أن قيمة صادرات المملكة من الجلود الخام بلغت العام الماضي ما مجموعه (6ر5) مليون دينار فقط وهي نسبة ضئيلة مقارنة بصادرات القطاع مجتمعة من البسة وغيرها، لافتا الى ان تصديرها بهذا الشكل يفوت على المملكة فرصة كبيرة لعدم استغلال القيمة المضافة لهذه الجلود والتي تصل الى 260 بالمائة حسب العديد من الدراسات.
وأشار حمودة الى معاناة الشركات الصناعية العاملة في مجال دباغة الجلود بسبب انعدام البنية التحتية التي تمكنها من ممارسة عملها، والتي تتضمن ضرورة ايجاد منطقة تشمل كل ما تحتاجه هذه الصناعة للتخلص من مشكلة تبعثر هذه المصانع في أماكن متعددة، وتوفير الامكانيات اللازمة لتلبية إحتياجات السلامة العامة والبيئة.
وبين أن هذه الشركات تصطدم بحرمانها من الموافقات اللازمة للتوسع والانتقال الى دباغة الجلود لاسباب مختلفة تتعلق بالبيئة وغيرها، لذا يقتصر عمل هذه الشركات حالياً على تمليح وتصدير الجلود الخام، مشيرا الى ان محافظة الزرقاء تحتوي على معظم الشركات العاملة في مجال الجلود الخام، ما يتطلب تخصيص منطقة صناعية متخصصة بدباغة الجلود وصناعة الجلود كمنتجات نهائية ضمن مدينة الزرقاء الصناعية المقترحة، أو الأرض المخصصة لاقامة محطة معالجة المياه الصناعية في محافظة الزرقاء.
ونوه حمودة الى أن التأخر في تخصيص منطقة صناعية متكاملة لدباغة وتصنيع منتجات الجلد النهائية يحرم الاقتصاد الأردني من القيمة المضافة لصناعة الجلود أسوة بالدول المجاورة كتركيا والتي يتم تصدير الجلود الخام المحلية اليها لتعود كمستوردات للمملكة بأسعار عالية تستنزف ميزان المدفوعات، بينما كان من الأولى تصنيعها محلياً والاستفادة منها من خلال تشغيل الايدي العاملة الأردنية و زيادة الصادرات من منتجات الجلود النهائية من ملابس واحذية وغيرها بدلاً من تصديرها كجلود خام.
وبين أن أهمية تطوير صناعة الجلود تزداد بسبب تزايد الطلب العالمي والمحلي على المنتجات الجلدية، اضافة الى توفر مدخلات الانتاج في المملكة، وهذا يساعد على التوسع في إنتاج وتصنيع منتجات الجلود النهائية، وخصوصا مع وجود كميات كبيرة من جلود الاغنام والابقار التي تتلف لعدم وجود شركات دباغة.
وتابع حمودة أن نسبة جلود الاغنام التي يتم اتلافها تزيد عن 75 بالمائة من مجموع جلود الاغنام التي تذبح في المملكة سنوياً، مشيرا الى ان غرفة صناعة الزرقاء تطالب بتخصيص منطقة صناعية لدباغة وصناعة الجلود اما ضمن المنطقة المخصصة لاقامة المدينة الصناعية في محافظة الزرقاء، أو الأرض المخصصة من قبل الحكومة لغايات انشاء محطة لمعالجة المياه الصناعية، مع مراعاة حجم الشركات الصناعية فيما يتعلق بالاشتراطات البيئية.
ولفت الى أهمية تكييف تطبيق التعليمات الخاصة بالتراخيص والاشتراطات البيئية بما يتناسب مع حجم الشركة، مؤكدا أن المضي في اقامة منطقة صناعية لدباغة وصناعة الجلود يساهم بشكل مؤكد في زيادة القيمة المضافة لهذه الصناعات بدلاً من تصدير الجلود الخام، وتعزيز الإنتاج الوطني و جذب إستثمارات جديدة للوطن وتوفير فرص العمل.