الفايز: لسنا من صنع الأزمة السورية ومساعدتنا واجب وليس منّه
جو 24 :
قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، ان الاردن ليس من صنع الازمة السورية، فلماذا يحمل مسؤولية وتبعات اللجوء السوري، والمجتمع الدولي مطالب اليوم بدعم الاردن ماليا لتمكينه من مواجهة التحديات الاقتصادية والامنية، الناجمة عن ازمة اللاجئين وصراعات المنطقة السياسية.
جاء ذلك في الكلمة التي القاها اليوم بمؤتمر قمة البوسفور الثامنة المنعقدة في اسطنبول تحت عنوان "تحديات العولمة – العالم الذي نريد" وذلك خلال الجلسة التي خصصت، لمناقشة " قضية اللاجئين وتجاوز التحديات الانسانية"، وعرض فيها التجربة الاردنية في التعامل مع موجات اللجوء المختلفة، بحضور عدد من رؤساء الدول، والشخصيات السياسية والاقتصادية في العالم، اضافة الى العديد من ممثلي الهيئات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بشؤون اللاجئين، والعمل الانساني، والتعاون.
وقال الفايز خلال المؤتمر لست بحاجة للتأكيد على اهمية قضية اللاجئين الانسانية والاخلاقية والقانونية التي باتت تتفاقم وتكبر يوما بعد يوم، خاصة خلال السنوات الخمس الماضية، بسبب غياب الحلول العملية لإنهاء اسباب وجودها، لكن ليعلم الجميع، ان هذه القضية، اي قضية اللاجئين، استهدفت الاردن بشكل مباشر ومتلاحق، على مدى سبعة عقود ماضية، فاصبح اليوم، من اكبر البلدان المستقبلة للاجئين، بغض النظر، عن دينهم، وجنسهم، وجنسيتهم، وشكل الاردن على الدوام القدوة والمثل في تعامله الاخلاقي والانساني معهم فسطر بذلك اروع القصص وانبلها للعالم اجمع.
وبين رئيس مجلس الاعيان ان الاردن ومنذ استقلاله استقبل العديد من موجات اللجوء المختلفة كان اولها من اللاجئين الفلسطينيين بعد حرب 1948 تلتها موجة ثانية بعد حرب 1967، واليوم وبسبب الازمات والحروب المتلاحقة في المنطقة، استمر مقصداً رئيسياً للاجئين، لما يتمتع به، من امن واستقرار، وبما عرف عنه، من معاملة كريمة وانسانية لكافة اللاجئين الفارين اليه القاصدين السلامة والامان وبسبب الازمة السورية وحدها يستقبل الاردن اليوم حوالي مليون و 300 " الف لاجئ سوري.
واضاف ان الأردن، وانطلاقا من نبل الرسالة الهاشمية، وحرص جلالة الملك عبدالله الثاني، على تعزيز القيم الانسانية والاخلاقية، وحق الحياة والشعور بالأمن والاستقرار للجميع، فإننا نؤكد للعالم، بكل فخر واعتزاز، انه ومنذ بدايات موجات اللجوء، تعاملنا مع اللاجئين، بما يحفظ كرامتهم، ويؤمن احتياجاتهم المختلفة، شأنهم في ذلك، شأن المواطن الأردني، بالرغم من شح الموارد.
واكد الفايز ان المساعدات التي تلقاها الاردن، من المنظمات الدولية، وبعض الدول الصديقة والشقيقة، والمؤسسات المعنية بشؤون اللاجئين، لم تغط الا جزءاً يسيراً من التكلفة الفعلية لهذه الاعباء، فقد بلغ حجم انفاق الاردن عليهم ، اكثر من عشرة مليارات دولار حتى اليوم، ما أدى لرفع المديونية الأردنية، وارتفاع نسب الفقر والبطالة، ورغم ذلك ما زال الانفاق عليهم مستمر وللأسف ما زال تقصير المجتمع الدولي مستمرا.
وبخصوص التداعيات الامنية المترتبة على اللجوء السوري أوضح بإن طول الحدود الاردنية مع العراق وسوريا يبلغ حوالي 700 كيلومتر ، ولهذا هناك امكانية دائما، لتسلل العناصر الارهابية، والمهربين، وغيرهم من المجرمين والخارجين على القانون مع جموع اللاجئين، وقد سجلت حوادث كثيرة واستشهد عدد من جنودنا خلال اداء مهامهم الانسانية والامنية وترتب على حماية حدودنا على مدى السنوات الماضية جهودا كبيرة ورافق ذلك ضغط كبير على موازنة الدولة المالية حيث وصلت المديونية الى حوالي 35 مليار دولار.
واكد الفايز ضرورة ان يدرك المجتمع الدولي بأن دعم الاردن واجب عليه وليس منه وعبارات الاشادة بدورنا والتعاطف معنا لا تسهم في مواجهة التحديات التي نعاني منها وعليه ايضا ان يبذل جهودا حقيقية لمعالجة الظروف التي فرضت على المواطنين الأمنين ودفعتهم للتخلي عن مدنهم وقراهم ومنازلهم بحثاً عن النجاة والأمن في بلدان اخرى فقد آن الأوان أن تحظى مشكلة اللاجئين بالاهتمام الدولي الفاعل لوضع حد لها، ولحماية الدول المستضيفة لهم.
وقد تضمنت اعمال المؤتمر العديد من جلسات العمل لمناقشة القضايا المتعلقة بالتعاون الدولي واللاجئين والتنمية المستدامة ومستقبل الطاقة ما بعد نهاية عصر النفط والطاقة البديلة والتنمية البشرية وتطوير المهارات.