الوضع العقاري في الأردن إلى أين ؟!
نظراً للكثير من الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة وتحديداً تلك الأحداث السياسية التي تزامنت مع ظهور الربيع العربية ونشوب الحروب ونزوح أعداد كبير من سكان الدول المنكوبة إلى تلك المجاورة، أُجبر الأردن كبلد عربي الوقوف صامداً ومُرحباً باللاجئين الذين زادوا من الضغط الحاصل على الاقتصاد المحلي وتحديداً على قطاع العقارات.
عانى قطاع العقارات في الأردن من أزمات متتالية خلال السنوات الماضية، إما لكثر العرض وقلّة الطلب أو لعدم تنوّع المعروض بما يتناسب مع المطلوب. في حين استمرّت أسعار البيع والإيجار بالارتفاع بالرغم من شحّ الطلب وركود الحركة العقارية؛ حيث تراجعت نسبة التداول العقاري في المملكة خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 17.9% وبما يساوي 3.4 مليار دينار أردني.
نسب واحصائيات عقارية لعام 2017
نعم، وبالرغم من أن هنالك تنوّعاً كبيراً وملحوظاً في مواصفات العقارات السكنية تحديداً المتوفرة في السوق المحلي؛ إلا أننا نجد بأنه لا يمكننا ترجيح الكفّة لاتجاه البيع أكثر من الإيجار أو العكس !
ويعود ذلك إلى قلة الأجور التي يتقاضاها الموظفون والعاملون في كلا القطاعين العام والخاص، ما يعني أن توجهاتهم في البداية تكون للبحث عن شقق للايجار في أيّ من المناطق المناسبة لهم من ناحية قرب الخدمات ومدى توفرها والمواصفات الموجودة.
من وجهة نظر أخرى وخاصة وأن أسعار الإيجارات مرتفعة يفكر البعض من أصحاب الدخل المتوسط بأن تملّك العقارات السكنية هو الخيار الأفضل على المدى الطويل للتخلّص من أعباء ومشاكل الإيجارات والتعامل مع عقود تأجيرية قد لا يرونها بأنها مُنصفة لهم، والاستفادة من قيمة الإيجارات المدفوعة شهرياً ودفعها كأقساط لقروض عقارية ممنوحة من البنوك وشركات التسهيلات.
وقد لوحظ بأنّ أسعار العقارات عموماً ارتفعت بنسبة 50% في السنوات الـ 10 الأخيرة، وترأس هذا الإرتفاع قطاع العقارات السكنية بكافة أشكاله من شقق للبيع وفلل وقصور وأراضي. في حين انخفضت هذه النسبة للعقارات الصناعية وغير السكنية.
من جهة أخرى ارتفع إجمالي القروض الممنوحة للقطاع الخاص في الأردن بنسبة 9.2% على أساس سنوي في النصف الأول من هذا العام، ومعظمها كانت ممنوحة لأفراد يرغبون بالتملّك العقاري وتحديداً الشقق السكنية.
ما يجعلك تتساءل في ظل استمرارية ارتفاع الأسعار بالرغم من ركود الحركة الشرائية .. إلى أين سيؤول هذا الوضع العقاري في المملكة؟ ..
