وزراء الخارجية العرب يبحثون في اجتماع طارئ الرد على قرار ترامب
جو 24 :
القاهرة- رفض وزراء الخارجية العرب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، مطالبين الإدارة الأميركية بالتراجع عن هذا القرار.
وعقد جامعة الدولة العربية جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية، الطارئ بناء على طلب من فلسطين والأردن، لمناقشة تبعات اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "كل الشعوب المحبة للسلام أن ترفع صوتها برفض قرار ترامب".
وقال: "ينبغي أن يكون الرد بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وأحث الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لدعم فلسطين والانتصار للشرعية الدولية".
ودعا أبو الغيط إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وقال أبو الغيط في كلمته أمام الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة: "نتطلع لالتزام كافة الدول بعدم نقل سفاراتها إلى القدس، وإن قضية القدس ستظل معيار علاقة الدول العربية بدول العالم".
ودعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إلى مواجهة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بفعل عربي مؤثر.
وقدم الصفدي خلال الاجتماع خطة عمل تشمل: "التحرك مع المجتمع الدولي ومؤسساته لتأكيد بطلان قرار الاعتراف وآثاره، والعمل على الحؤول دون اتخاذ أي قراراتٍ مماثلة، واعتمادَ منهجية لتوضيح أخطار المساس بالقدس والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها عالميا، وتشكيل وفد وزاري يزور العواصم المؤثرة كلها ويعمل مع المجتمع الدولي ومؤسساته على التحرك فوريا وجديا لحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وحثَ المجتمع الدولي ومؤسساته على الاعتراف بهذه الدولة حتميةً لن تؤدي المماطلة في تحقيقها إلا في زيادة البؤس، وتوتيد اليأس، وتأجيج الصراع، وتقوية التطرف، وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".
وجدد الصفدي رفض الاردن للقرار الأميركي واستنكاره، قائلا إنه قرار "باطل ولاغ"، مشددا على أنه "لا خطر أكبر في يقين الأردنيين من تهويد هوية القدس؛ فهي عند الوصي على مقدساتها خط أحمر وعند الشعب الاردني القضية المركزية الاولى".
بدوره أكد رياض المالكي، وزير خارجية فلسطين، على أن العالم وقف ضد قرار ترامب قبل أن يتم تنفيذه، وشدد على أن القدس هي ثالث الحرمين الشريفين وأنها نادت فلبى ندائها كل عربي ومسلم حول العالم.
وقال إن لهذا القرار توابع أمنية وسياسية جسيمة، ولن تبقى محصورة في فلسطين فقط.
وشدد المالكي على أن القدس غاضبة من هذا القرار "لكن للأسف هنا من يحتفل بهذا القرار الآن".
وفي كلمته قال سامح شكري وزير الخارجية المصري إن قضية القدس إحدى قضايا الوضع النهائي، وطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته الأخلاقية.
وأكد شكري على أن القرار الأمريكي الأخير يعيق حل الدولتين.
أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فاعتبر أن القرار الأمريكي بشأن القدس: "انتهاك للشرعية الدولية التي تنص على أنها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف بأن السعودية تدعو الولايات المتحدة إلى العودة عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وطالب الجبير المجتمع الدولي بتكثيف جهوده للوصول الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن مبادرة السلام العربية خارطة طريق لحل الصراع بشكل نهائي.
ومن جانبه أكد ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، رفض بلاده للقرار الأمريكي الأخير.
وأكد بوريطة على أن التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني "لمواجهة هذا القرار المرفوض وغير المقبول، وسوف يكون ذريعة إلى التطرف والإرهاب من المحتلين الإسرائيليين".
وأشار وزير الخارجية المغربي إلى أن التأخر "غير الطبيعي" في تسوية قضية عادلة للقضية الفلسطينية أساس التوتر بالمنطقة.
وشدد على أننا "مطالبون أكثر من كل وقت مضي أن نتحد من أجل الدفاع عن القدس ومنع تهويدها".
من جانبه أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على رفض بلاده للقرار الأمريكي.
وأضاف: "نحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية أمام الشعوب العربية والإسلامية جمعاء".
وطالب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل "بمصالحة عربية — عربية" في محاولة لاستعادة العرب لقوتهم.
وطالب باسيل كذلك بعقد قمة عربية طارئة يكون عنوانها "القدس".
ودعا وزير الخارجية اللبناني لإجراءات رادعة دبلوماسية وسياسية تصل لعقوبات اقتصادية ومالية ردا على القرار الأمريكي بشأن القدس.
واعتبر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن خطوة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل هي خطوة إعلان حرب.
وقال الجعفري إن القرار له تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها، وطالب بأن تتذكر أمريكا الماضي عندما كانت محتلة وكيف وقف العالم معها حتى تحررت من الاحتلال البريطاني.
وانطلقت أعمال الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، مساء السبت، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، لبحث سبل التصدي للقرار الأمريكي.
ويترأس الاجتماع وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، باعتبار بلاده رئيسة الدورة الحالية للمجلس الوزاري للجامعة.
وشهد الاجتماع مشاركة واسعة من وزراء الخارجية العرب.
وشارك في الاجتماع 18 وزيرا ما بين وزير خارجية ووزير دولة للشؤون الخارجية، إلى جانب وكيل وزارة الخارجية الليبية (الوفاق)، فيما مثل البحرين وجزر القمر مندوباها الدائمان، فيما بقي مقعد سوريا مجمدا منذ عام 2012.
ويأتي الاجتماع بناء على طلب من فلسطين والأردن، وأيدت الطلب بعض الدول العربية، وذلك للنظر في التطورات الخاصة بالقدس في ضوء قرار ترامب.
وسبق الاجتماع ، اجتماع طارىء للجنة مبادرة السلام العربية، برئاسة وزير الخارجية أيمن الصفدي، ومشاركة الدول الأعضاء في اللجنة (14 دولة ) والتي أعدت مشروع قرار لعرضه على وزراء الخارجية العرب يتضمن عناصر التحرك العربي على الساحتين الإقليمية والدولية للتصدي للقرار الأمريكي.