بهدف التسلية.. أشياء مجنونة كان يفعلها الناس قبل اختراع التلفزيون
جو 24 :
جذب التلفزيون انتباه الناس بشدة منذ الأيام الأولى لظهوره في الأسواق مطلع الخمسينيات، فقد كانوا يرون فيه الجهاز الترفيهي المتكامل الذي يجمع بين مزايا الراديو والسينما والمسرح، وكان له تأثير السحر في القضاء على أوقات الفراغ التي تمر بسرعة عند متابعتهم القنوات المختلفة!
ولكن، ما الأنشطة التي كان الناس يقضون أوقاتهم فيها بهدف التسلية قبل اختراع التلفاز؟! إليك 5 أنشطة مجنونة كان يفعلها الناس في الماضي قبل اختراع التلفاز.
حضور التشريح العام
ظهر تشريح الجثث البشرية عام 1300م، في البداية كان يتم إجراء هذه التشريحات في غرف صغيرة أو منازل لصالح مجموعة من الطلاب، ثم تطور الأمر وبدأت الجماهير تطالب بالحضور.
تم تصميم "مسارح التشريح"، المصممة خصيصاً لهذا الغرض، في العديد من المدن الأوروبية الكبرى. ومعظم هذه المسارح كانت تتسع لأكثر من 1000 شخص، وكانت قيمة التذكرة تختلف من جثة لأخرى حسب أهميتها، ولم يقتصر الأمر على الرجال؛ بل النساء أيضاً.
كانت قيمة أغلى التذاكر والتي بيعت في هانوفر (إحدى ولايات ألمانيا)، لرؤية تشريح امرأة توفيت في أثناء الحمل.
كانت النساء يرتدين أفضل ملابسهن عند القدوم إلى هذه المسارح، وبعد انتهاء عرض التشريح كانت تليها المهرجانات في المساء.
وفي عام 1751، أقر البرلمان في إنكلترا التشريح العلني للجثث، مما أسهم في زيادة عدد تشريحات الجثث بشكل كبير، لكن ذلك لم يقلل من شعبية الأمر. واصل الآلاف من الناس حضورهم كل عام حتى تم حظرها أخيراً في عام 1800م.
التقاط صور لأنفسهم
ترجع بداية نشأة أكشاك الصورة الحديثة إلى مهاجر روسي يدعى أناتولو جوزيفو، وقد تدرب كمصور في أوروبا وانتقل بعد ذلك إلى مدينة نيويورك.
تمكن هناك من اقتراض مبلغ قيمته 11 ألف دولار، وبدأ أول مشروع كشك تصوير له. وكان الكشك يحتوي على كاميرا يمكن تشغيلها من تلقاء نفسها وتنتج صوراً واضحة.
تم افتتاح هذا الاستوديو في عام 1925، وكان هذا الرجل يتقاضى 25 سنتاً مقابل حصول الشخص على 8 صور.
زار أكثر من 280 ألف شخص كشك الصور في الأشهر الستة الأولى وحدها، من ضمنهم حاكم نيويورك. وفي غضون عام، أصبح جوزيفو من الأثرياء، الأمر الذي دفع مجموعة من المستثمرين لشراء براءة اختراعه بمبلغ مليون دولار.
وقد وافق جوزيفو على إتمام الصفقة وتبرع بنصف الأموال للجمعيات الخيرية واستثمر النصف الآخر في عدة اختراعات!
التحديق في 5 توائم
أنجبت سيدة تدعى ديون، سنة 1934، 5 توائم كلهن فتيات، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعيش فيها توائم بهذا العدد عبر التاريخ، وكانت هؤلاء الفتيات حديث وسائل الإعلام في ذلك الوقت.
كان وجودهم مفاجئاً، لدرجة أن الصحف دفعت مبالغ ضخمة لصورهم. وبعد عام، أصبحوا مزاراً للسياح من كل البلاد؛ ولذلك تم إيداعهن بإحدى دور الرعاية الصحية وهي مشفى ديفو الصحي؛ لجعل زيارتهم من قبل السياح أسهل.
توافدت عليهن أعداد كبيرة من الزوار، من بينهم المشاهير أيضاً، بما في ذلك أميليا إيرهارت، وكلارك جابل، وجيمس ستيوارت، وبيت دافيس، وجيمس كاغني، وماي ويست. وتشير التقديرات إلى أن شعبية الفتيات أسهمت مباشرة بمبلغ نصف بليون دولار في اقتصاد أونتاريو خلال 9 سنوات فقط.
وقد تمكن والدهم من إرجاعهن لحضانته مجدداً عام 1943، حين كان عمرهم وقتها 9 سنوات، وكان يدير متجراً لبيع الهدايا التذكارية، وكان يصطف معجبوهم أمام متجره لمشاهدتهن!
مشاهدة المناطيد
كانت لمشاهدة صعود البالونات شعبية بشكل لا يصدق، وكان يجتمع لمشاهدتها حشود ضخمة في أوروبا.
فمثلاً قدم الأخوان مونغولفييه أول عرض علني بمنطقة آنوناي بفرنسا في حزيران عام 1783، حيث ارتفع المنطاد إلى أكثر من 1800 متر وظل محمولاً في الجو نحو 10 دقائق.
وفي 19 أيلول 1783، وبحضور الملك لويس السادس عشر، أطلقا منطاداً عرضه 13 متراً، وكان أول الراكبين فيه ديك وبطة وخروف، حلّقوا لمسافة 3 كم على علو 500 متر، وفُتح بذلك المجال أمام المناطيد المأهولة.
جدير بالذكر أن أول رحلة بمنطاد الهواء الساخن في إنكلترا كانت مدبَّرة من قِبل رجل يدعى فينتشنزو لوناردي، ولفت حشد أكثر من 200 ألف شخص، بما في ذلك أمير ويلز.
وكان جورج واشنطن جزءاً من الحشد الذي شهد أول محاولة منطاد بأميركا في عام 1793.
إزالة تغليف المومياوات
انتشرت عملية شراء المومياوات خلال العصر الفيكتوري، ليقوم أصحابها بعد ذلك بإزالة تغليف أطرافها أمام الناس؛ لإضفاء جو من المتعة والغموض.
كانت مصر وجهة سياحية شعبية في القرن التاسع عشر، وكان كل سائح عليه أن يشتري مومياء كهدية تذكارية، ويقدَّر أن المئات من المومياوات قد فُقدت بهذه الطريقة، فقد اعتادت عائلات المجتمع الراقي في القرن التاسع عشر السفر لمصر ، وكانت المومياوات تُستخدم لجذب الزبائن.
وقد شاركت المومياوات في حفلات القرن التاسع عشر بإنكلترا؛ إذ تحضر المومياء في سجادة فاخرة، ويلتف حولها الحضور، ويتم عرض المومياوات وإلقاء محاضرة أمام طبقات المجتمع العليا، حتى أصبح هذا الفعل عادة اجتماعية في المنازل والقصور الخاصة.
(هافنغتون بوست)