"فتاة المول" المصرية تبث فيديو الدقائق الأخيرة خلال محاولتها الانتحار.. أرادت قتل نفسها بجرعة دواء زائدة
جو 24 :
فاجأت الشابة المصرية سمية طارق عبيد، المعروفة بـ"فتاة المول"، أصدقاءها على حسابها بموقع "فيسبوك" عندما بثَّت، ليلة الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2017، مقطع فيديو قالت إنه فيديو "الدقائق الأخيرة".
وبدا الإعياء واضحاً على وجه الفتاة، التي قالت في الفيديو: "أنا أموت الآن"، وإنها لم تعد قادرة على التنفس، وأشارت إلى أنها تناولت دواءً اسمه سيروكويل، وهو من الأدوية المضادة للاكتئاب، ويُستخدم في علاج حالات الاكتئاب المستعصية أحياناً وفي نوبات الاكتئاب لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائى القطبية.
ولهذا الدواء أعراض جانبية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والنعاس، والدوران، وصداع، وتعب وجفاف بالفم.
ووجهت الفتاة رسالة إلى أمها خلال الفيديو الذي نشرته، أعربت لها عن حبها وتأسُّفها لما تفعله، في حين كانت تصل لها تعليقات من أناس يتابعونها ويطلبون منها العدول عن فكرة الانتحار.
وذكرت صحيفة "المصري اليوم" أنها تواصلت مع الفتاة بعد نشر الفيديو، وقالت الفتاة للصحيفة: "حاولت الانتحار بجرعة زائدة من دواء الاكتئاب الذي وصفه لي الدكتور
المعالج".
وأوضحت أنه تم إنقاذها من قِبل أحد أصدقائها الذي شاهد الفيديو واستطاع الوصول إليها ونقلها إلى المستشفى. وأجابت سمية عند سؤالها عن سبب إقبالها على الانتحار، وقالت: "تعبت، ومن ساعة الحادثة وأنا كل يوم أحلم بالكوابيس".
وعُرفت قصة الشابة سمية بمصر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعدما تعرَّضت لقطع حاد في وجهها من قِبل شخص تحرش بها منذ سنتين، بجرحها بآلة حادة؛ انتقاماً لتشهيرها به.
وكان المدعو "هاني. أ"، المتهم بجرح سمية، قد حُكم عليه بالحبس بتهمتي التحرش الجنسي والاعتداء على الفتاة بالضرب في القضية رقم 12591 لسنة 2015م.
ولكن فيما يبدو أنه انتقام، قام المتهم بعد سنتين من الواقعة باستهداف الفتاة مجدداً، ولكن هذه المرة بآلة حادة، ليترك جرحاً غائراً على وجهها، تمت معالجته لاحقاً.
وكانت سمية قد نشرت على صفحتها صوراً لآثار الجرح على وجهها، عقب العملية التي استمرت ساعتين، وكتبت أن الشخص الذي تحرش بها سابقاً، في أكتوبر/تشرين الأول، قد خرج بكفالة قدرها 100 جنيه، ليظهر لها فجأةً الخميس ويجرحها في وجهها بآلة حادة.
وعقب ساعات من الحادثة، استطاعت الشرطة القبض على المتهم، ليعترف بارتكابه الواقعة، حيث قال في تبريره للواقعة: "تربَّصتُ بها؛ لأني كنت متضايقاً منها، وبعدما جرحتها ألقيت السلاح في الطريق العام"، بحسب موقع مصراوي.
ويعد التحرش ظاهرة متفشية منذ سنوات طويلة في مصر، ويشكل أحد أكبر التحديات بالمجتمع، وتقدر هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن نسبة التحرش في مصر بلغت حداً قياسياً طال نحو 99% من النساء في عام 2013، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
وتداولت النساء في مصر التدوين على هاشتاغ "Me_Too"؛ إذ تعاني البلاد اتِّساع ظاهرة التحرش منذ سنوات طويلة إلى مستوى خطير.
وتجاوب مع الهاشتاغ سيدات تحدثن عن تعرضهن للتحرش؛ في محاولة للتلخلص من هذه الظاهرة المنتشرة في معظم أنحاء العالم.
وشهد الهاشتاغ تفاعلاً واسعاً بين النساء على منصات شبكات التواصل الاجتماعي بمصر، حيث اعتبره العديد منهن "صرخةً في وجه مجتمع لا يرحم المرأة"، من خلال سرد قصص التحرش والاعتداءات الجنسية عليهن.
وكتبت بعضُ النساء المصريات عبارةً مصاحِبة للهاشتاغ الأميركي، مضمونها "إذا قامت كل امرأة أو فتاة، تعرَّضت للتحرش أو الاعتداء الجنسي من قبلُ، بكتابة عبارة بسيطة، مثل (أنا أيضاً)، قد يشعر الناس بحجم المشكلة".
وجاء تفاعل النساء على الهاشتاغ حينها عقب يوم من وقوع حادث الاعتداء على "فتاة المول".
وغلَّظت مصرُ في عام 2014، العقوبةَ على جريمة التحرش الجنسي، لتصل إلى الحبس 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 3000 جنيه (170 دولاراً أميركياً)، ولا تزيد على 5000 جنيه (285 دولاراً).