اعفاء رؤساء الجامعات.. ليست المرة الأولى، ونموذج في المساءلة
جو 24 :
كتب د. معتصم الهزايمة -
ليست المرة الاولى التي يعفي بها مجلس التعليم العالي رؤساء الجامعات فقبل اقل من عام قام مجلس التعليم العالي باعفاء رئيس جامعة خاصة، ذهب الرئيس حينها للقضاء وخسر القضية! وقبل سنوات قام وزير تعليم عالي باعفاء سبع رؤساء جامعات من مناصبهم دون تقييم أو ابدأ الاسباب وتقبلوا جميعاً ذلك بروح القائد! بل انقلب وزير تعليم عالي سابق على مجلسه وقام بتغيير معظم افراده خلال فترة تعيين رؤساء جامعات!! وتقبل الجميع ذلك رغم مثالبه. لكن هذه المرة اختلف الامر فقد تم اعفاء رؤساء جامعات ثلاث وتوجيه ملاحظات لست رؤساء جامعات بعد ان مر التقييم بثلاث مراحل ولست اشهر من التقييم والتدقيق وتم الاعفاء بالاجماع وهي المرة الاولى وهذا يؤكد شفافية مجلس التعليم العالي ويثبت انه نموذج للمجالس القادمة.
ان حجم عمل اللجان الثلاث كم اشارت التقارير الصحفية تجاوز الاف الصفحات ولاكثر من مئة وثمانين يوم كان يُشير الى أن الحكومة جادة في محاربة الفساد او على الاقل الترهل الاداري والشخصنة والصداقات التي تؤثر على التعيينات، ولا زلنا نذكر ما قام به رئيس مجلس امناء احدى الجامعات، حين اوقف التعيينات والتي جاءت خلال ايام معدودة بعد تعيين رئيس جامعة صاحب تعيينه لغطاً كبيراً.
لقد قام الرئيس ذاته وبعد ايام قليلة من تعيينه باعفاء كل عمداء الجامعة ونواب الرئيس دون ان ينظر لانجازاتهم او كفاءتهم، ولولا تدخل رئيس مجلس الأمناء آنذاك والذي جاء طفيفا لان الوقت ادرك العام الدراسي لحلت بالجامعة كارثة اكبر. الملفت للانتباه بعض ارتدادات قرار الاعفاء الاخير فبعض رؤساء الجامعات اثبتوا انهم قادة تقبلوا الاعفاء بروح القائد والبعض فقد توازنه متناسياً ان الماضي القريب ما زال قريباً وهذا يؤشر الى ان ملفات الاستاذ السابقة اهم من نظرته المزعومة لرئاسة جامعة ويجب دراسة صفات القيادة والنزاهة والتدرج في المناصب دون حرق المراحل امر هام ويجب التركيز على السنوات التي قضاها الاستاذ في عمله الاداري وطبيعة الانجاز التي يجب ان لا تنطلق مهما كانت الاسباب من منظور عشائري او جهوي !!!! القائد يجمع صفات الاكاديميا والبحث العلمي والادارة والايثار معاً.