jo24_banner
jo24_banner

مبتور القدمين

مبتور القدمين
جو 24 :
كتبت ايمان نمر عودة - لم تكن تعلم أم ابراهيم حين فاجاها ألم المخاض أن قوتها وعزتها وفخرها تكمن في قدمي وليدها شهيد غزة العزة مبتور القدمين ابراهيم أبو ثريا.
حيث فقد ابراهيم قدميه خلال إجتياح الكيان الصهيوني شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة في نيسان من العام 2008، بعد أن ارتكب جريمته النكراء والتي تتلخص في ثورته على الاحتلال حيث يعد مجرم حرب ومستوطن في ارض ليست من حقه، حمل علم فلسطين على حدود قطاع غزة وانزل بكل جبروت علم اسرائيل ورفع راية فلسطين عالية خفاقة بكل ما يملك من تحد ليقول هذي فلسطين لا اسرائيل، بترت قدماه نتيجة القصف ولكنه بقي صامدا ولكرسيه المتحرك صديقا وفيا وكانا يتشاركان معا يوميا رحلة الحبو الى الشيك العازل ليقولا معا للعالم هنا فلسطين ونحن لا زلنا موجودين حتى استشهاده في 15-12-2017 برصاصة استقرت في رأسه هذه المره لنفس الجريمة السابقة، فلم يكفهم بتر قدميه بل ارادوا بتر عقله باصابته في رأسه، كل جريمته انه فلسطيني اصيل اعترض على تسمية القدس عاصمة لاسرائيل، أظنهم ايقنوا ان قوة الفلسطيني تكمن في عقله لا قدمه والعقل عندهم هو المعضلة فقرروا بتره.
لكل شخص من أسمه نصيب ؛ وهذا ما بنطبق على البطل الشهيد ابو ثريا، إذ لا يمكن ان يوصف بأنه اقل من الثريا وشتان ما بين الثرى والثريا. انت الاعلى با ابراهيم الطيار ونحن الادنى، انت الاقوى ونحن الاضعف، انت الاشجع ونحن الاجبن، انت الى جنة عليين ونحن لا زلنا في الثرى نلعق الهزيمة والعار.
قبل مقتله بساعات تسلق مبتور القدمين عمود كهرباء قرب الحدود ليرفع العلم الفلسطيني كما ظهر من خلال صورة ومقاطع فيديو انتشرت مؤخرا.
يزحف وبيده العلم وباليد الاخرى شارة النصر ليرفض قرارا غبيا قال ان القدس هي عاصمة لاسرائيل. زحف وتسلق ورفع العلم الذي اعتبره اعظم واقدس من قدمين مبتورتين.
لم تمنعه قدماه المبتورة يوما من الزحف الى الحدود والتظاهر ضد آل صهيون ، ويوم زفافه شهيدا سألوه اصدقاؤه في الكفاح ماذا تفعل هنا يا ابراهيم؟ اجاب وبكل جبروت فلسطيني حر قوي (هاي الارض ارضنا، مش لازم نستسلم ، وأمريكا لازم تسحب قرارها) ، هل هذا مبتور القدمين ام نحن؟
مبتور القدمين كان يشكل جيشا لوحده ؛ مقاومة لوحده؛ وأملا للجميع وليس له وحده.
مبتور القدمين يستنهض امة ، عربا، اسلاما، للوقوف على اقدامهم السليمة للجهاد من اجل قدس محمد وفلسطين مهد عيسى والانبياء والصديقين.
ابراهيم:-
سبقتك قدماك الى الجنة وابدلك الله بهما همه عاليه لم تلن يوما وروحا ثائرة لا تستكين. فلم تترك النضال يوما زحفا من اجل فلسطين، لم تقعدك قدماك في القصور بل على شيك العبور، لم تثنك عزيمتك عن الخروج يوما بل نحن من تعودنا الخضوع والخنوع.
ابراهيم:-
قد سعيت حبوا لنصرة فلسطين ونحن نرقد في سباتنا اللامنتهي .
الله الله يا ابراهيم لست انت المبتور بل نحن المبتورون من عزيمتنا وعزتنا وعقلنا وديننا وحقنا وقدسنا، اقدامك رغم بترها وصمة عار على كل ذي عقل وقلم ويد ولسان لا يستخدمها الا في الرقص في ملاهي العالم على بقايا آنين هذا الشعب.
ابراهيم:-
هل تظن ان رسالتك وصلت؟ هل تظنهم بعد صمتهم سيتكلمون؟ هل تظن انهم من سباتهم قائمون؟ هل تعتقد ان جدار صمتهم دمرته قوة قدماك المبتورتان؟ هل تؤمن انهم اخيرا فهموا معنى الارض والعرض؟ او بالاحرى هل يفهمون ماذا يعني وطن؟
ابراهيم :-
باستشهادك اسقطت كل الاقنعة عن وجوهنا، وكشفت لنا حجم التخاذل الذي نعيش، واظهرت للعالم ان هدفهم هو تصفية القضية.
ابراهيم:-
انت الوحيد الحي بيننا وكلنا اموات، لقد قدمت درسا في المقاومة والتضحية والجهاد وبأن الشجاع قد يكون احيانا بلا اقدام. اقول لك ما قاله لك احمد حسن الزعبي (انت الكامل في زمن النقص، وانت الكل ونحن الانصاف)
والمجد كل المجد للابرياء الذين فضلوا الاستشهاد على ان يكونوا مبتوري الارادة.
ولا زال قلمي يقف مبتورا امام الشهيد مبتور القدمين.
ابراهيم:-
لروحك مني السلام وانا على ثقة بأنك ترقد الأن في امن وسلام.
ترهات ولها بقية
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير