jo24_banner
jo24_banner

مخاوف إسرائيلية غير مشروعة

حمادة فراعنة
جو 24 :

في افتتاح الكنيست الإسرائيلي الجديد، عبر شمعون بيريس عن مخاوفه من الخطر الإيراني على وجود إسرائيل وعلى استقلال الدول العربية، فهل يمكن لشمعون بيريس أن يصدق نفسه حينما يحذر العرب من الخطر الإيراني؟؟ وهل يمكن أن يصدق أننا يمكن أن نصدقه حينما يعبر عن مخاوفه على استقلال الدول العربية من إيران؟؟ هل ثمة سذاجة سياسية مكشوفة أكثر من هذا ؟ وهل يتصور أنه يمكن استهبال العرب إلى هذا الحد من الفجاجة بتحذيرهم من دولة جارة لهم وهو ودولته وكيانه ومشروعه يحتل أراضي أكثر من دولة عربية؟؟. 

إسرائيل قامت على أنقاض الشعب العربي الفلسطيني، بعد طرد نصفه على الأقل العام 1948، واحتلت كل أرضه منذ العام 1967، بمدلول واضح، إذ قامت على التوسع والاستيطان والتهويد ولا تزال، وتواصل حربها اليومية على الشعب الفلسطيني، بالتمييز العنصري على فلسطينيي مناطق 1948 في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وبالاحتلال والأسرلة للقدس العربية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، ولباقي أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة العام 1967 وفي أسرلة الغور وتهويده ومنع المزارعين وأهله من حق الحياة الطبيعية على أرضهم والتضييق عليهم وطردهم، وتعتقل آلاف البشر بمن فيهم نواب منتخبون من شعبهم، وحتى رئيس المجلس التشريعي لم يسلم من شرهم بحجة أنه من حركة حماس، وفي الاعتداءات المتكررة على أهالي قطاع غزة ومحاصرتهم وخنقهم لمنع سبل تطورهم وحقهم في الاستقلال مع باقي مكونات شعبهم في دولة منشودة توفر لهم فرص الأمن والاستقرار مثل باقي شعوب البشر، إسرائيل هذه هي سبب نكبة الشعب العربي الفلسطيني ولا تزال !!.

وإسرائيل هذه، التي يحذر رئيسها من الخطر الإيراني على الشعوب العربية هي التي تحتل أراضي الجولان السورية وجنوب لبنان، وتواصل انتهاكات القانون الدولي وتمارس سياسة الغاب والعدوان والتطاول على كرامات وسيادة الدول العربية في لبنان بشكل يومي، وعلى سورية بشكل متقطع، وتعرض السودان والعراق والإمارات وتونس والجزائر لاعتداءات وتطاول إسرائيلي، بالقصف حيناً، وعمليات القتل والتدمير والاغتيال أحياناً أخرى، فكيف يحق لشمعون بيريس هذا أن يقول ما قاله، إنه مثل الذئب الذي يحمي الغنمات من نباح الكلاب، ولذلك لا يحق لبيريس الذي يفتقد للمصداقية، تحذير العرب من إيران وهو وما يمثل يمارس سياسة أبشع مما تمارسه إيران !!.
ما قاله شيخ الأزهر للرئيس الإيراني هو موقف الضمير العربي المعبر عن إرادة الجار لجاره، والشقيق لشقيقه، فالذي يجمع العرب مع إيران من تراث ودين وجيرة هو أكبر من خلافاتنا معها، فالعرب بأغلبيتهم يختلفون مع أولويات السياسة الإيرانية، ولكننا لا نعادي إيران وإذ نطالبها بالانسحاب من جزر الإمارات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية فهذا لا يعني أنها تصل إلى مستوى الرفض المبدئي الوطني والقومي والديني مثلما هو للوجود وللمشروع الإسرائيلي برمته، كمشروع استعماري توسعي نقيض للعرب ولتطلعاتهم في فلسطين وخارج فلسطين.

تحذيرات بيريس لن تجد أذناً عربية قبل أن يبدأ بنفسه ويعترف ويعمل على إعادة حقوق الفلسطينيين لهم، ويترك البلاد العربية لحالها بدون تدخل وتطاول وقصف وانتهاكات إسرائيلية لسيادتها.

تابعو الأردن 24 على google news