بنى جيشاً من الطين لحمايته في الحياة الأخرى.. بحث أثري يكشف كيف استنفر أول إمبراطور صيني أتباعه للبحث عن إكسير الحياة
كشف بحثٌ أثري جديد، أنَّ أول إمبراطور صيني -صاحب جيش الطين (التراكوتا) المشهور عالمياً- كان يسعى للخلود، وذلك بعد اكتشاف رسائل تحتوي على أوامر أرسلها إلى أنحاء الإمبراطورية.
الاكتشاف جاء بعد العثور على مجموعة ألواح خشبية في مقاطعة خونان، وسط البلاد، تحتوي على أمرٍ من الإمبراطور تشين شي هوانغ، بإجراء بحثٍ في أنحاء الإمبراطورية عن إكسير الحياة، بالإضافة إلى ردود صادرة من الحكومة المحلية، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء شينخوا الصينية يوم الأحد، 24 ديسمبر/كانون الأول.
ونقلت الوكالة عن باحثٍ بالمعهد الإقليمي لعلوم الآثار يدعى تشان تشانلونغ وهو، قوله إنَّ مرسوم الإمبراطور وصل كذلك لأقاليم حدودية وقرى بعيدة.
كان هاجس الخلود عند تشين شي هوانغ معروفاً، إذ بنى ضريحاً شاسعاً تحت الأرض في مقاطعة شانشي شمال الصين، يملؤه جنود الطين، الذين وُضِعوا ليحموه في الحياة الأخرى.
وبدراسة الألواح الخشبية -التي تُقدَّر بـ36 ألفاً والتي اكتُشِفت عام 2002 في قعر بئر بمقاطعة خونان- لم يكتشف العلماء الأمر الإمبراطوري بالبحث عن إكسير الحياة فحسب، بل أيضاً الردود التي يمكن استشعار الحرج فيها من السلطات المحلية، التي عانت في تنفيذ أوامره.
عجز السلطات في إيجاد الجرعة الإعجازية التي يريدها الإمبراطور، دفعهم في بعض الأحيان لطمأنته بأن البحث لا يزال مستمراً، فيما اقترحت منطقة أخرى تدعى "لانغيا" عُشباً جُمِع من "جبلٍ محلي مبارك" قد يؤدي نفس المهمة.
كانت النصوص مكتوبةً على مجموعة من الشرائح الخشبية، مربوطة ببعضها بالخيوط. وكانت هذه هي أشهر وسائل الكتابة في الصين قبل اختراع الورق في بداية الألفية الأولى ميلادياً.
سعيه باء بالفشل
لكنَّ سعي تشين شي هوانغ للخلود باء بالفشل، إذ تُوفي عام 201 ق.م، بعد حكمٍ استمر 11 عاماً.
يُذكَر أنَّ جيش الطين المكون من 8 آلاف جندي، والمصنوع حوالي عام 250 ق.م من أجل ضريح الإمبراطور، مُسجَّلٌ على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
ويُعد الضريح مزاراً سياحياً كبيراً، ورمزاً للتميُّز الفني والعسكري الصيني قديماً، في بلدٍ يَعتبر نفسَه حضارةً تمتد لخمسة آلاف عام.