مشروبات الطاقة.. خلاص مؤقت يقود إلى الإدمان
ويلجا هؤلاء الى تناول مشروبات الطاقة بكافة أشكالها ، لاعتقادهم أنهت تزيد من القدرة الجسدية لهم، وتساعدهم على الاستمرار في السهر، والمحافظة على الطاقة والنشاط لأطول فترة ممكنة.
وتوضح استشارية التغذية العلاجية لورا فرح وهاب محتويات هذا النوع من المشروبات قائلة:«تحتوي مشروبات الطاقة على الكافيين والجوارنا و التورين وجلوكيورنولاكتون واعشاب الجينسينج و الجلوكوز والسكروز و فيتامينات مجموعة B وخاصة B1-B6-B12 وبعض الأحماض الأمينية».
وتضيف وهاب :«تزود مشروبات الطاقة الجسم بجرعة عالية نسبياً من العناصر الغذائية ومن الكافيين الذي هو من أكثر المواد المنبهة للجهاز العصبي ، ويصل الكافيين بعد 12-30 دقيقة من تناوله إلى أعلى مستوياته في الدم فهو سريع الإمتصاص وتصل وفرته إلى 100% وهو بذلك يصل إلى جميع أنسجة الجسم . فيحصل تنشيط غير طبيعي للجسم والطرفيات العصبية ولكنه ذو أثار مرضية حيث أنه بعد انتهاء المفعول أو بعد فترة من الإستخدام المتكرر يحصل للمتعاطي صداع وكأبة وهبوط في النشاط منتظراً دخول هذه المواد المنشطة للجسم وهي ما تسمى طبياً حالة الإدمان والتعود على هذه المشروبات».
تأثيرات سلبية عديدة
لهذه المشروبات آثار جانبية سيئة كما تشرحها وهاب ومنها: عدم انتظام ضربات القلب والزيادة في عددها ، رفع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر في الدم ، طرد السوائل من الجسم وزيادة في ادرار البول . كذلك تعمل مشروبات الطاقة على التسبب بأضرار بالغة بالكبد و خفض استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين والتسبب بهشاشة العظام.
كذلك تتسبب بحدوث الصداع المزمن والأرق واضطرابات النوم وتغيرات في المزاج ومشاكل تسوس الاسنان والفشل الكلوي، وفي احيان كثيرة يمكن أن تؤدي للوفاة المفاجئة.
ويرتبط استهلاك مشروبات الطاقة في كثير من الأحيان بمشاكل سلوكية كتعاطي المخدرات والتدخين وشرب الكحول وزيادة اللجوء للعنف الجسدي .
وكذلك يقع الخطر الأكبر على المراهقين والشباب من إمكانية حدوث التعود والإعتماد عليها كونه يتعود على أن يكون في حالة تركيز أعلى لإنجاز دراسته أو للسهر لفتره أطول كما أن مشاعر البهجة التي تسببها تجعل الشباب يقبلون عليها لتحسين المزاج نتيجة للتأثير العصبي لمكونات مشروبات الطاقة مثل زيادة مادة الدوبامين والسيروتنين اللتين تحسنان المزاج .
موانع استخدام مشروبات الطاقة
يمنع من استخدامها الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم لأنها تزيد من ضربات القلب مما قد يولد ضغطاً إضافياً في الأوردة ، كذلك المصابين بالتهابات في المعدة لأنها تزيد من إفراز العصارة المعدية . بالإضافة لمرضى القلب والشرايين والسكري والأشخاص الذين لديهم حساسية للكافيين و الأطفال دون سن الثامنة عشرة لأن الكافيين يجعلهم سريعي الغضب والإنفعال وزيادة القلق .
بدائل هذه المشروبات
هناك طرق كثيرة لتنشيط العقل والجسم دون اللجوء لمشروبات الطاقة مثل المشي والرياضة وبعض الحركات الجسمية وقراءة بعض المواضيع التي تغير من نمط الذاكرة وتنظيم الوقت والجهد والنوم الكافي والإعتماد على نشاط الجسم الطبيعي الذي وهبنا الله إياه .
وهناك مشروبات تحتوي على الكافيين وتعطي طاقة من مصادر طبيعية كالشاي والقهوة تجعلنا نستغني عن هذه المشروبات وما تمنحه للجسم من طاقة مرتفعة دون حاجة إليها وأكبر من الجهد المطلوب لتفريغها مما يؤدي إلى مضاعفات مرضية عديدة.
وقد كشفت مؤخراً دراسة حديثة من مستشفى سانت ميشيل الكندية أن مشروبات الطاقة لها علاقة واضحة بحدوث إصابات الدماغ لدى الشباب والمراهقين وزيادة مضاعفات المرض.
وتابعت الدراسة أن المراهقين الذين تعرضوا لأحد أنواع إصابات الدماغ وتعرف باسم «إصابة الدماغ الرضيّة» قام أغلبهم بتناول 5 مشروبات طاقة على الأقل في الأسبوع الذي سبق حدوث الإصابة، وكانت هذه المشروبات هى السبب الرئيسى فى حدوثها بنسب كبيرة بلغت 7 أضعاف مقارنة بالأسباب الأخرى.
اهمية النوم للطلبة
وكثيرا ما تجهل بعض الأسر واحيانا الطلبة أنفسهم أهمية النوم ومساهمته في زيادة التحصيل الأكاديمي ، فالنوم مهم لعمل توازن للناقلات العصبية داخل المخ المهمة لعمل المخ بصورة جيدة. فهناك نواقل عصبية تزداد خلال اليقظة وارتفاع مستواها وتجمعها خلال اليقظة لفترات طويلة قد يسبب الشعور بالنعاس وضعف التركيز (مثل الأدينوسين). لذلك يحتاج الجسم للنوم حتى تعيد الخلايا العصبية توازنها وتستقر وظائف المخ وتعود النواقل العصبية إلى مستواها الطبيعي. كما أن نقصان مدة النوم أو اضطراب النوم يؤديان إلى نقص القدرة على التحصيل العلمي والأداء بصورة جيدة ،ومن المثبت كذلك أن نقص النوم وبالذات عند الأطفال والمراهقين يقلل من وظائف المخ العليا وقدرته على التعامل مع العمليات المعقدة وعلى حفظ ودمج المعلومات المكتسبة.
وكشفت دراسة طبية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة برانديس الأمريكية أن الحصول على القدر الكافى من النوم فى ليلة الامتحان يعد هو الأمر الأمثل لتحقيق أفضل نتيجة خلال الامتحانات.
وتابع الباحثون أنه لا يفضل تناول المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي فى الليلة التى تسبق الامتحانات بنية السهر لأطول فترة ممكنة، والحد من الساعات التى ينامها الطالب، حيث يصيب ذلك الطالب بمشاكل واضطرابات فى الذاكرة ويؤدى إلى تدهور أدائه خلال الامتحانات.
وفسر الباحثون ذلك، مشيرين أن النوم ليلاً بشكل كاف قبل الاختبارات النهائية وطوال العام أيضاً يساهم فى تعزيز كفاءة الخلايا العصبية فى المخ، المسئولة عن تحويل الذاكرة المؤقتة إلى ذاكرة دائمة، حيث تعمل هذه الخلايا بأقصى فاعلية ممكنة عقب الحصول على القدر الكافي من الراحة ليلاً، وهو ما يعزز ذاكرة الطلاب وأداءهم خلال الامتحانات.
وكشفت الدراسات السابقة التى نشرت على مدار السنوات الماضية ارتباط النوم والذاكرة والتعلم معاً، وأن الإنسان يجب أن يحصل على القدر الكافي من النوم للتمتع بذاكرة قوية.