ترامب لم يستطع نطق اسم الرئيس الصيني فنصحه مساعدوه بحيلة غريبة لتجنب الحرج.. كتاب "نار وغضب" يكشف الواقعة
جو 24 :
فجَّر الكتاب الذي ألَّفه مايكل وولف عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته مفاجآت عديدة، لم تكن معروفة خارج نطاق مكاتب البيت الأبيض، وموظفي فريق ترامب وأعضاء إدارته، فيما يُنتظر أن يحمل الكتاب، الذي جاء بعنوان "النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض"، مزيداً من الخفايا بعد طرحه للبيع، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2018.
ولن يكون ترامب سعيداً عندما يعرف القراء أن الرئيس الذي كان يفكر جدياً في تغيير حال الدبلوماسية الأكثر أهميةً وتعقيداً بالعالم في العام الماضي، كان يواجه عقبة رئيسية تتمثل في أنه لم يستطع نطق اسم الزعيم الصيني شي جين بينغ.
وكان الحل بأن يُفكر ترامب في نظيره الصيني كامرأة عندما يلفظ اسمه؛ حتى لا يتلعثم أمامه، بحسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2018.
وأشارت الصحيفة، التي نقلت فحوى ما اطلعت عليه من كتاب وولف، إلى أن المفاجأة التي كشف عنها وولف، أن مساعدي الرئيس الأميركي أسدوا له تلك النصيحة؛ استعداداً لعقد القمة التي استمرت يومين مع زعيم الحزب الشيوعي، بمنتجع مارالاغو، في شهر أبريل/نيسان من العام الماضي.
"فكر فيه كامرأة"
وتحدث كتاب وولف عن طلب ترامب "بعض التدريب" فيما يتعلق باسم عائلة نظيره الصينى، والذي يُنطق بتصرفٍ "شي". وبحسب "الغارديان"، فليس لدى ترامب مواهبه اللغوية، وكان ينوي مناداة زعيم ثاني أكبر دولة اقتصادية في العالم بـ"زي X-i".
ولتجنب مثل هذه الزلات خلال زيارة شي، "قيل للرئيس أن يفكر فيه كامرأة ويدعوه (شي she)، التي تعني (هي) باللغة الإنكليزية"، وفقاً لما ذكره وولف في كتابه الجديد.
ويكشف الكتاب أن تعلُّم ترامب اللغة الصينية، ومحاولته ترك انطباع جيد لدى الزعيم الصيني شي، بمنتجع ترامب، في بالم بيتش بفلوريدا، آتتا ثمارها؛ إذ "كان الرئيس الصيني في مزاج جيد، وكان من الواضح أنه على استعداد لتقبُّل فكاهة ترامب. وسرعان ما أدركوا أنه إذا جاملتَه ببعض الكلام الطيب، فسيجاملك هو أيضاً".
وعقب ذلك الاجتماع، خفَّت حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وأشاد ترامب، الذي هاجم بكين بشكل متكرر خلال حملته الرئاسية، ببدء "علاقة كبيرة جداً جداً مع بكين".
الصين في كتاب نار وغضب
وتعيد التفاصيل التي ذكرها وولف في كتابه، إلى الأذهان مسلسل "سبيتينغ إيماج-Spitting Image" أو "البصق على الصور"، وهو مسلسل كارتوني بريطاني ساخر عُرض في ثمانينيات القرن الماضي، ويظهر فيه مساعدو رونالد ريغان وهم يكافحون لتعليمه كيف ينطق اسم "ميخائيل غورباتشوف-Mikhail Gorbachev" باستخدام لوحات تحتوي على صور للفم، وأغنام وطباخ معه طبق من الألسنة.
"تذكَّر سيدي الرئيس، إنه يُنطق، غوب.. با.. تشيف". ولكن ريغان، الذي فشل في نطقه، أجابهم قائلاً: "فم.. خراف.. لسان.. جي، أليس هذا هو الرجل الصيني؟".
وجدير بالذكر أن الصين جاءت عدة مرات في كتاب وولف. في أحد الأقسام، ينقل وولف عن ترامب شكواه قائلاً: "إذا كان علينا أن نكون في أفغانستان (يقصد لمحاربة الإرهاب).. فلماذا لا يمكننا كسب المال من ذلك أيضاً؟ الصين لديها حقوق التعدين، وليس الولايات المتحدة".
وفي مكانٍ آخر، أفاد وولف بأن صهر ترامب، غاريد كوشنر، أصبح منذ البداية "القائد والمتحكم في اعتقادات ترامب"، وجعل السياسة الخارجية لكلٍ من الصين والمكسيك، والمملكة العربية السعودية "حالات تجريبية"؛ إذ "عرض على كل بلد الفرصة لجعل صهره -ترامب- سعيداً".
وكان من أبرز ما تضمنه كتاب "نار وغضب" أيضاً، فحوى حديث بين الرئيس الأميركي وأصدقاء له، قال فيه إن زوج ابنته إيفانكا قام بهندسة انقلاب في السعودية ووضعَ الأمير محمد بن سلمان في قمة الحكم بالسعودية.
ونشر مراسل وكالة أسوشييتد برس في البيت الأبيض، جوناثان ليمير، تغريدةً على تويتر، قال فيها إن الكتاب أورد أن الرئيس الأميركي أخبر أصدقاءه بأنه "هندس انقلاباً في السعودية" مع صهره غاريد كوشنر، وذلك بعد وصول بن سلمان لمنصب ولي العهد.
يشار إلى أن رد فعل ترامب الحاد على الكتابة، وتكليف محاميه واستنفار إدارته لمنع توزيع الكتاب، دفعا الناشرين لإصداره الجمعة، قبل 4 أيام من التاريخ المحدد لذلك بالأساس.