بكتريا اللثة حين تحارب المناعة.. هل هناك حقاً علاقة بين ألم الأسنان المُزمن والسرطان؟
جو 24 :
إذا كنت تعاني من متاعب مزمنة في اللثة فانتبه؛ لأن الأمر قد يكون علامة على متاعب أخرى لا تكفي معها الزيارة الاعتيادية لطبيب الأسنان.
فبعد أن اكتشف العلماء العلاقة بين التهابات اللثة واحتمالات الإصابة بأمراض القلب، ها هو فريق بحثي أميركي يكشف مؤخراً عن احتمال الإصابة بالسرطان لمن يعانون من التهابات مزمنة في الأسنان أو اللثة.
فقد كشف بحث علمي أجراه فريق علماء من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، أن هناك علاقةً بين التهابات الأسنان المزمنة وبين الإصابة ببعض أنواع من السرطان، بحسب الموقع الإيطالي msn.it.
ووفقاً للبحث الذي تم نشر نتائجه، في مجلة Cancer Epidemiology Biomarks & Prevention (علم الأوبئة السرطانية والمجالات العلمية الوقائية)، قام الفريق العلمي بتحليل بيانات أكثر من 65 ألف حالة مرضية جمعتها دراسة شاملة في مبادرة لصحة المرأة Women's Health Initiative Observational Study- بين عامي 1999 حتى 2003، ثم قام الباحثون بمعاونة عالم الأوبئة في الجامعة جان واكاتسوكي برصد الحالات المرضية على مدار 15 عاماً حتى عام 2013.
وخلال فترة الرصد، تم تسجيل أكثر من 7000 حالة إصابة بأورام سرطانية، تركزت بشكل أساسي في الإصابة بأورام المريء وسرطان الفم والرئتين والمرارة والثدي عند النساء اللواتي كن يعانين من متاعب مزمنة في اللثة، والتهاب مزمن في تجويف الفم.
وكشفت الدراسة أن أكثر من 14% من النساء اللاتي تعانين مشاكل اللثة قد يتعرضن للإصابة بالسرطان، مقارنة بالنساء اللاتي ليست لديهن مشاكل في الأسنان.
ووفقاً للباحثين فإن تفسير الصلة بين أمراض الأسنان والسرطان، يرجع إلى انتقال البكتيريا الموجودة في تجويف الفم، والتي تسبب ألم الأسنان واضطرابات اللثة، إلى أجهزة أخرى في الجسم، وذلك عن طريق اللعاب والدورة الدموية التي تؤثر في بعض أجزاء الجسم فينتج عنها آثار سلبية.
وقد تتطور إلى حدوث التهابات، وإضعاف جهاز المناعة، وخلق ظروف قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان، وخاصة سرطان المريء، باعتباره جهازا ً قريباً من الفم، وبالتالي يمكن وصول تلك الكائنات الدقيقة إليه بسهولة.
هذا إلى جانب عدد من العوامل المسببة للأمراض التي يمكن أن تصيب الغشاء المخاطي وتسهم في حدوث حالة التهاب مزمن، قد يفضي فيما بعد إلى حدوث السرطان.