البدور: اصلاح القطاع الصحي غير مرتبط بالمباني.. والصحة: خطة لبناء مستشفيات جديدة
جو 24 :
مالك عبيدات - فيما تتواصل شكاوى المواطنين من الخدمات الصحية المقدمة لهم في مستشفيات وزارة الصحة نتيجة الاكتظاظ غالبا، بدا لافتا عدم مراعاة الحكومات المتعاقبة مسألة الانفجار السكاني الذي شهده الاردن في السنوات العشرة الأخيرة، حيث أغفلت الحكومات ارتفاع عدد سكان المملكة بنسبة فاقت الـ 40% في خططها للنهوض بالواقع الصحي؛ فلم نشهد زيادة مناسبة في أعداد المستشفيات، وبقيت الحلول مقتصرة على "التوسعة" التي شهدتها مستشفى إلى جانب انشاء أربع مستشفيات جديدة في محافظات "السلط، مادبا، عجلون، الطفيلة" لا زالت قيد التنفيذ.
صحيح أن انشاء المستشفيات يتطلب مخصصات مالية كبيرة، لكن ذلك لا يُعفي الحكومات من مسؤولياتها؛ وكان الأصل بوزارة التخطيط والتعاون الدولي أن تضاعف جهودها من أجل تحصيل مساعدات ومنح مخصصة لانشاء المستشفيات خاصة وأن واقع القطاع تردّى بشكل أكبر نتيجة الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين استضافتهم المملكة.
وبهدف ضبط وتخفيف الاكتظاظ في بعض المستشفيات، لجأت الحكومة إلى الغاء منح الاعفاءات الطبية للمسشفيات العسكرية والجامعية، وحصرت ذلك بمستشفيات وزارة الصحة التي تعاني أصلا من الضغط والاكتظاظ.
رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، الدكتور ابراهيم البدور، قال إن الوزارة تعاني من نقص هائل في الكوادر الطبية المدربة والمؤهلة والاخصائيين لتقديم الخدمة المثلى للمواطنين، مؤكدا أهمية قيام الوزارة بإعادة تقييم وهيكلة جذرية لمديرياتها من أجل ايجاد حلول للمشاكل التي تواجه القطاع الصحي.
وأضاف البدور لـ الاردن 24 إن الخدمات الطبية في الاردن ظلّت متميزة منذ الثمانينات وحتى قبل خمس سنوات، إلا أنها تراجعت بشكل كبير مؤخرا، مشيرا إلى أن حلول المشكلة لا تتمثل بالمباني فقط، بل بتوفير التأهيل المناسب للكوادر الطبية.
ولفت البدور إلى أن الوزارة ستعاني أكثر في حال اقرار مشروع قانون المسؤولية الطبية، مشددا على أن اللجنة ستبذل قصارى جهدها للقيام بدورها في هذا المجال.
ومن جانبه، قال الناطق الاعلامي في وزارة الصحة، حاتم الازرعي، إن الوزارة قامت خلال السنوات الاخيرة واستجابة للزيادة الكبيرة في عدد السكان وما تواجهه المستشفيات الحكومية من ضغط هائل على طلب الخدمات الصحية بوضع خطة لانشاء مستشفيات جديدة واجراء توسعة لأخرى واعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية.
وأضاف الازرعي لـ الاردن 24 إن الوزارة قامت بانشاء مستشفيات في (عجلون، مادبا، السلط، والطفيلة) وقد شارف بعضها على الانتهاء وستقدم خدماتها للناس قريبا، كما قامت الوزارة باعادة تأهيل مستشفى النديم وتحديث قسم الاسعاف والطوارئ في مستشفى البشير لاستيعاب الاعداد الهائلة من المواطنين وتخفيف الضغط والازدحام الذي تواجهه المستشفيات الحكومية.
وأكد الأزرعي على أن الوزارة تملك خارطة للاصلاح الصحي في المملكة وحسب حاجة كلّ منطقة من المستشفيات الجديدة، مشيرا إلى أن الوزارة تعيّن أيضا العدد الأنسب من الكوادر الطبية والتمريضية، اضافة الى الكوادر الادارية، وبما يضمن تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، كما قامت برصد حاجتها من الكوادر الطبية لتقوم بتعيينهم على جدول تشكيلات العام 2018.
وفيما يتعلق بالعاصمة عمان، والتي ارتفع عدد السكان فيها إلى 4 مليون ونصف نسمة، قال الازرعي إن الوزارة تأخذ بعين الاعتبار وجود عدة مستشفيات تتبع القطاع الخاص في عمان، اضافة إلى وجود المدينة الطبية ومستشفى الجامعة الاردنية والتي تخفف الضغط عن مستشفيات الوزارة.