jo24_banner
jo24_banner

مركز صحي النعيمه الشامل بين الواقع والامال

مركز صحي النعيمه الشامل بين الواقع والامال
جو 24 :
كتب يوسف المريان - 

يبدو وللوهلة الاولى من كلمة الشامل انه عبارة عن مستشفى مصغر ولا ينقصه الا بعض الاسرة للإدخال فيكتمل.

بلدة النعيمة لمن لا يعرفها هي بلدة تقع في الجنوب الشرقي لمحافظة اربد وهي بوابة للمحافظة ونقطة ربط ما بين محافظات المفرق وجرش وعجلون بالاضافة الى انها تقع على الحدود مع لواء الرمثا وتبعد عن اي مدينة من حولها مالا يقل عن عشرين كيلومتراً، ولذلك لابد من وجود مركز صحي او مستشفى صغير يخدم المنطقة وما حولها .

واذا اردنا ان نتحدث عن النواقص والمعيقات والتحديات التي تواجه المركز الحالي لتقديم الخدمة المطلوبة للمواطنين فإنها كثيرة، وان ذكرتها هنا تعداداً سيخيل لمن يقرأ بانه لا مركز في البلدة اصلاً ولكن ما يعزينا انه يوجد كادر مؤهل متفهم لإحتياجات المرضى، يحاول جاهداً تقديم الخدمة بالرغم من محدودية الامكانات وشح الموارد لكنهم بالابتسامة والكلمة الطيبة وباللباقة يضمدون الجروح ويمسحون على الآلام نعم هذه هي رصيدهم عندما تخلو الصيدلية من العلاجات الضرورية وغالباً ماتكون لكبار السن الذين يعانون من الامراض المزمنة او للأطفال الذين لا يجدون في كثير من الاحيان علاج للرشح والسعال او مضاد حيوي او حتى خافض للحرارة يخفف عنهم تعبهم وكإن الانسان في النعيمه لا يعني المسؤولين في عمان او اربد .

هذا غير ان نقص العدد في الكادر الطبي والتمريضي المساعد ففي المركز عيادتا اسنان الا ان احداهما لا تعمل بسبب عدم وجود طبيب والثانية معطل فيها مضخة الماء التي لابد من عملها اثناء الحفر وكثير من الاجراءات الطبية ومن فترة طويلة جداً ولكم ان تتخيلوا معاناة الممرضة وهي مابين تحضير وتجهيز المعدات والمواد ومابين تعبئة كأس الماء للمريض يدوياً من خلال عبوات الماء، كما انه وللأسف الشديد لايوجد في العيادة بنج فكإن المرضى في هذه البلدة من جنس اخر غير البشر فعليهم تحمل الاجراءات كإنهم بلا احساس او شعور .

اما ان طبيب الاسنان في هذا المركز فيجب عليه ان يكون صاحب نظر خارق يعوض علية التصوير بالاشعة حيث لايوجد جهاز تصوير اسنان وبالتالي على المريض المضطر ان يذهب للتصوير بالمراكز الخاصة او المستشفيات البعيدة ويعود للطبيب ليكمل مشوار المعالجة، هذا ان كنا نريد من الطبيب معالجة صحيحة دون تذمر او تأنيب .

لا انكر ابداً ان لدينا قائمين متخصصين في قسم الاسعاف والطواريء يخففون معاناة المرضى ويسعون ضمن محدودية الموجودات من مواد طبية لانقاذ واسعاف المحتاجين، اننا لا نلومهم في اي تقصير بل نلوم الجهات المختصة المسؤولة عن النقص الكبير في كل ما يحتاجه المركز .

في النهاية اقول ان مركز صحي النعيمه الشامل ليس غير عيادة مصغرة بدون امكانات، فيها كادر يحاول جاهداً تقديم افضل ما امكن، مع حرمانه من اقل وابسط حقوقه فقد علمت ان الجميع محروم طيلة اوقات دوامه من تناول ولو سندويشة ليقيت نفسه، كيف لا وقد اوقعت عقوبة على احدى موظفات وزارة الصحة بسبب العثور على حبة بندوره في خزانتها كما علمنا وعرفنا من الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .

وعلمت ايضاً ان الكادر يقوم بجمع ثمن اسطوانة الغاز للبوفيه من حسابهم الخاص ليتمكن احدهم من تناول كأس من الشاي او القهوة، هذا بالمقابل نتسائل عن كيفية تزويد مكتب عطوفة مدير الصحة بالضيافة والغاز وغيره على سبيل الخدمة لا الرفاهية وكيف احوال مكتب معالي الوزير بمثل تلك الامور ؟

هل سيأتي يومٌ ويكون مركز صحي النعيمه الشامل مؤهلاً ليخدم المواطنين بكفاءة واقتدار وتصان فيه كرامة المريض ويحفظ حق المواطن بتلقي العلاج اللازم واللائق ؟!.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير