ما بين الزواج التقليدي والاختياري.. هل تختارين الاستقرار أم الحب؟
جو 24 :
لطالما ألهم الحب قريحة الشعراء والمفكرين على مر التاريخ، ولطالما جادت علينا أمهات الكتب بقصص العشق والوله والإخلاص لمحبين خلدهم التاريخ أمثال قيس وليلى وروميو وجولييت، فمنهم من جمعهم الحب إلى الأبد ومنهم من ماتوا طواعية من أجله.
لكن الزمن غير كثيراً من مفهوم الحب الذي استمتعنا كثيرا برواياته، ولم يعد من مقومات الارتباط والزواج اليوم، حيث أكدت الدراسات أن نسبة 85% من الزيجات القائمة على الحب تنتهي بالطلاق، فهل من الممكن أنْ يكون الزواج التقليدي ملاذك الأفضل لضمان حياة زوجية مستقرة؟ وما الفرق بين الزواج التقليدي والاختياري؟ وهل من الممكن أنْ تتخلي عن دقات قلبك من أجل هذا الاستقرار؟
الحقيقة أنّ الزواج التقليدي عادة جرت عليها مجتمعاتنا الشرقية أكثر من غيرها بحكم التمسك بالعادات والتقاليد والتعاليم الدينية التي فرضت هذا الوضع. فإما أنْ يتم الزواج بين العائلات وتكون هناك معرفة مسبقة بين الزوجين المستقبليين من عائلة واحدة أو أنْ يطلب الفتى من أهله التقدم لفتاة سمع بها من أهله أو معارفه لتحدث النظرة الشرعية والموافقة من الطرفين. غالباً ما تستمر هذه الزيجات وتصمد أمام المصاعب والمعوقات التي تعترضها ليتحقق الزواج الكامل، لكن هذا الكمال يكون في معظم الأحيان ظاهرياً أكثر منه حقيقياً. ليس من الضروري أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين أو مشاعر حب تربطهما في هذه الحالة، ففي الغالب يتغاضى الطرفان عن هذه الأساسيات في سبيل إنجاح الحياة الأسرية وإرضاء الأسرتين في مجتمع يكون فيه الطلاق من أبغض الحلال. وبين السطور تضيع آمال الطرفين في إيجاد الحب والمشاعر الصادقة والحميمة ويصبح الطلاق العاطفي أمراً محسوماً.
لكن هناك من يختار التمرد على الزواج التقليدي والعادات السلبية لعيش لحظات حب وود مع من يعشقه القلب، رغم أنه أمر لا يتقبله المجتمع كثيراً. يقولون أنّ الزواج عن حب لا يستمر لفترة طويلة، مع أنّ الحب أكبر دافع للاستمرار لأي زوجين يكنان المشاعر الجميلة لبعضهما لكن مع الأسف دائما ما يكون هذا النوع من الزواج الذي عادة ما يشهد فترة من التعارف والتضحيات قبل الارتباط مشوبا بالمشاكل، ذلك لأن من تحمل له حبّا في قلبك لن تتحمل أن ترى سلبياته، أو أنْ يتحول من الصورة المثالية التي رسمتها له في بداية العلاقة وهذا أمر طبيعي من أجل استكمال مشوار الحب.
وختاماً، نقول أن للزواج التقليدي حسناته كما للزواج الاختياري، لكن يبقى المتزوجون عن حب أكثر لهفة واشتياقا لبعضهما، فلك أنْ تختاري.
(فوشيا)