قمة الدوري "تغلي" وثلاث مباريات مقبلة تعني الكثير في "سباق اللقب"
من البديهي أن فوز فريق شباب الأردن على نظيره الوحدات بنتيجة 2-1، في مباراة قمة دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم التي جرت اول من أمس، لن تمنح فريق شباب الأردن لقب الدوري للمرة الثانية في تاريخه، او تحرم الوحدات من الحصول على اللقب للمرة الثالثة عشرة، لكن تلك النتيجة كانت مهمة للغاية، في الفصل بين المتشاركين في الصدارة، وزيادة وتيرة المنافسة على اللقب.
شباب الأردن نجح في الانفراد بالصدارة بجدارة، بعد أن تعامل مع مجريات المباراة بحكمة ومهارة، فسدد حسابه كاملا بعد خسارة لقاء الذهاب بذات النتيجة، واكد أنه في ظل معطيات حالية كثيرة افضل الفرق القادرة على بلوغ منصة التتويج والعودة بكأس البطولة، لأن الفريق باختصار شديد يملك "هوية البطل" ويمتلك مقومات الفوز.
المنافسة ما تزال جارية
ومن البديهي أيضا أنه في ظل وجود سبع مباريات لكل فريق في الدوري، لا يجوز القول إن فريق شباب الأردن بات البطل المنتظر، لأن نتائج المباريات المقبلة هي التي ستحدد الطرف الفائز بكأس الدوري، وربما يحتاج الامر إلى مباراة فاصلة كما حدث بين فريقي الفيصلي والرمثا في الموسم الماضي.
وعلى النقيض من شباب الأردن ظهر فريق الوحدات بمشهد لا يسر أنصاره، رغم أنه "نظريا" يلعب على أرضه وبين جمهوره امام فريق يتسلح بالعزيمة والارادة والجاهزية ولا يحظى بقاعدة جماهيرية ابدا، وهي ربما تكون حالة فريدة من نوعها، أن لا تكون لفريق بوزن شباب الأردن قاعدة جماهيرية، مع أنه فريق جدير بالاحترام من كافة النواحي.
ولعل الخسارة امام شباب الأردن "وهي الثانية في الدوري الحالي بعد الخسارة من العربي 0-2"، أوضحت حجم الخلل في فريق اعتاد أنصاره على وصفه بـ"المارد الاخضر"، لكنه اليوم أشبه ما يكون بـ"أسد من ورق"، ذلك أن الانتصارات إذا تحققت تأتي بعد جهد كبير، وتذبذب الاداء وغابت المتعة والانتصارات المدوية، لأن الفريق لا يفتقد إلى الحظ فقط، وإنما يعاني من أخطاء فنية عديدة ليس اقلها فشله في استقطاب محترفين من الخارج على سوية عالية، وانخفاض مستوى عدد من اللاعبين المخضرمين الذين يشكلون اليوم عبئا ثقيلا على الفريق بعد أن كانوا في الأمس عنوانا صريحا لانتصاراته.
وفي عرف كرة القدم فإن انتصار شباب الأردن يشكل نصرا مزدوجا لـ"أسود غمدان" كما يحلو للشبابيين وصف فريقهم، فالفريق كسب ثلاث نقاط مهمة وافقدها لمنافسه الوحدات، في مباراة رغم تفاوت مستواها إلا أنها نالت لقب "مباراة قمة"، وكادت أن تفلت فيها الاعصاب ما ادى إلى تطاير "الانذارات" في وجه لاعبي الفريقين.
مؤشرات القمة
ومباراة القمة هذه أكدت أن فريق شباب الأردن عائد بقوة إلى حلبة المنافسة، بعد أن احتل المركز الخامس في الموسم الماضي، وهي اسوأ نتيجة للفريق منذ بداية عهده مع دوري الاضواء والمحترفين في العام 2004، فخطط النادي ودبر لهذا التفوق، من ذلك إحضار جهاز تدريبي بقيادة الروماني فلورين متروك، بعد أن تخبط النادي كثيرا في تغيير المدربين في العامين الماضيين، ونجح في استقطاب بعض اللاعبين المحترفين المحليين لا سيما من فريق الفيصلي، فشكل علاء مطالقة وعصام مبيضين ورائد النواطير ووسيم البزور مصدر قوة للفريق، إلى جانب المحترفين من الخارج كبالينجو وباسل العلي، بدون إغفال بقية نجوم الفريق القدامى والجدد وتحديدا الحارس معتز ياسين والظهير الايمن عدي زهران والمهاجم محمد عمر.
سباق شرس
السباق نحو اللقب سيكون حامي الوطيس في الجولات المقبلة لا سيما بين الفرق المتنافسة عليه، إذا ما تم إضافة العربي والفيصلي، والاخير تقلص الفارق بينه وبين الوحدات إلى 7 نقاط، لكن الفارق مع شباب الأردن بقي كما هو 10 نقاط.
واذا كانت الفرق ستتوقف قليلا عن المنافسة في دوري المحترفين بعد انتهاء الاسبوع السادس عشر أمس، لكي تخوض مباريات ذهاب واياب دور الثمانية من بطولة الكأس خلال الفترة من 15-20 شباط (فبراير) الحالي، إلا أنها ستخوض الجولة الثانية عشرة "المؤجلة" من الدوري يومي 24 و25 شباط (فبراير) الحالي، باستثناء مباراة شباب الأردن والبقعة التي ستقام يوم 6 آذار (مارس) المقبل، لوجود استحقاق عربي لفريق البقعة، فيما ستقام مباريات الاسبوعين السابع عشر والثامن عشر خلال الفترة من 28 شباط (فبراير) الحالي إلى 17 آذار (مارس) المقبل، ما لم يتم تعديل هذا الموعد نتيجة رغبة المنتخب الوطني في التحضير الجيد لمواجهة منتخب اليابان المصيرية في تصفيات المونديال يوم 26 آذار (مارس) المقبل.
مباريات تعني الكثير
المباريات الثلاث المقبلة للفرق في الدوري تعني الكثير، فشباب الأردن سيلاقي الفيصلي يوم الجمعة 1 آذار (مارس) المقبل، ومن ثم البقعة يوم الأربعاء 6 منه، والمنشية يوم الخميس 14 منه، في حين سيلعب الوحدات مع الرمثا يوم الاثنين 25 شباط (فبراير) الحالي ثم مع اليرموك يوم الخميس 28 منه ومع ذات راس يوم الجمعة 15 آذار (مارس) المقبل.
أهمية هذه المباريات لا تقتصر على فريقي شباب الأردن والوحدات فقط، لأن فريقي الفيصلي والعربي على وجه الخصوص يتربصان بشباب الأردن والوحدات، ويحاولان تقليص الفارق النقطي معهما إلى ادنى حد ممكن، وهذا يمكن أن يتحقق في حال خسارة الوحدات من الرمثا وفوز الفيصلي على شباب الأردن، شريطة أن يواصل الفيصلي تحقيق الانتصارات ويجتاز فرق شباب الحسين وشباب الأردن واليرموك.
من هنا سيحاول فريق الوحدات تحقيق الفوز على الرمثا في المباراة المقبلة، لأنها ستعيده إلى القمة "مؤقتا" لأن شباب الأردن سيلعب مبارياته الثلاث المقبلة في الشهر المقبل، بعكس الوحدات الذي سيلاقي الرمثا ومن ثم اليرموك في الشهر الحالي، وبالتالي يمكنه الانفراد بالقمة ومن ثم ينتظر ما ستسفر عنه مباراتا شباب الأردن مع الفيصلي والبقعة تباعا.
فرصة الفيصلي في العودة إلى واجهة المنافسة تبدو منطقية، في حال خسر الوحدات مع الرمثا وفاز الفيصلي على شباب الحسين فإن الفارق يتقلص إلى 4 نقاط، وفي حال خسارة شباب الأردن مباراتيه مع الفيصلي والبقعة فإن الفارق سيتقلص ايضا إلى 4 نقاط، وبالتالي تبقى المباريات الأربع الاخيرة التي تلي مباراة المنتخب مع اليابان بمثابة بطولة في حد ذاتها لكل مباراة، لكن لا بد من الانتظار لما سيجري قبل قمة النشامى مع اليابان، حتى يمكن تكوين صورة واضحة عما سيجري بعدها.
(الغد)