النوم الجيد ينقص الوزن.. فكيف نُزيد الهرمون الذي يحمينا من السهر ليلاً؟
جو 24 :
ربما هي بشرى للسيدات! إذ إن متوسط العمر المتوقع عند النساء يفوق مثيله عند الرجال، وذلك لحصولهن على ما يكفيهن من النوم العميق، بحسب دراسة أميركية.
وقد قام الباحثون بقياس مستوى الهرمونات في دم 25 متطوعاً، حصلوا في الأيام الأربعة الأولى على 8 ساعات من النوم، بينما لم يحصلوا سوى على 6 ساعات فقط في الأيام الثمانية المتبقية من مدة البحث.
وكشفت النتائج أن "نوعية النوم" عند النساء أفضل، إذ يتجاوز متوسط مدة دورة نوم المرأة 70 دقيقة، في المقابل لا يتجاوز مستوى دورة النوم لدى الرجال 40 دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم تسجيل مضاعفات صحية خطيرة في صفوف النساء مقارنة بالرجال.
وفسَّر العلماء تمتُّع المرأة بالنوم "العميق" بأنه ناتج عن التأقلم مع أداء واجبات الأمومة، حيث يعوضها النوم عن قواها المفقودة. ويشير العلماء إلى أن هذا النوم العميق يفسر ارتفاع متوسط العمر عند المرأة مقارنة بالرجل.
ولأن الأمهات مرهقات طوال اليوم، نخبرهن هنا كيف يمكن الوصول لهذا المعدل من النوم العميق، الذي يؤدي للصحة وطول العمر وفقاً لنصائح صحيفة Argymenti I Fakti الروسية.
هل تؤثر قلة النوم على صحتنا؟
قد يؤدي نقص النوم المزمن إلى تدهور ملحوظ في الصحة العقلية والجسدية، لأن النوم جوهري لعمل الدماغ، وعدم حصول الدماغ على الراحة الكافية سيؤدي قطعاً إلى استنزاف كامل موارد الجسم.
وعادة ما يعاني الأشخاص الذين لا يحصلون على ساعات نوم كافية من بعض المشكلات الصحية، مثل عدم استقرار ضغط الدم، وزيادة معدل دقات القلب، ناهيك عن ارتفاع درجة حرارة الجسم.
كما يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى ظهور بعض المشكلات على مستوى الجهاز الهضمي، مثل الإسهال أو الإمساك، أو القرحة الهضمية.
لذا فقد يحتاج بعضنا إلى 8 ساعات من النوم، حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، بينما قد يحتاج آخرون لـ6 ساعات فقط، ويحدد عدد الساعات التي يحتاجها الجسم الحالة الصحية للشخص.
هرمون يحمي من السهر
تختلف أسباب اضطرابات النوم، ولكن انخفاض إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يضبط الإيقاع الحيوي في الجسم، يعد من بين الأسباب الرئيسية، نظراً لأن هذا الهرمون يقوم ضمن وظائفه الأساسية بتنظيم النوم، وبمجرد ارتفاع مستوى هذا الهرمون في الدم يشعر الفرد بالنعاس ويدخل في النوم.
وعلى عكس معظم الهرمونات الأخرى، فإن إنتاج الميلاتونين يخضع بشكل واضح إلى الإيقاعات الحيوية.
وتكشف الدراسات العلمية، أن تركيز الميلاتونين في الجسم يحدث بدرجة كبيرة بين منتصف الليل والساعة الخامسة صباحاً، لذلك فإن خلود المرء إلى النوم في هذه الفترة ليس من قبيل الصدفة، بل هو ترتيب دقيق يتبع الساعه البيولوجية.
لماذا يقل إنتاج الهرمون؟
الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة ينتج ليلاً نسبة 70% من كمية الميلاتونين التي ينتجها الجسم طوال اليوم. بينما يعجز الجسم عن إنتاج هذه الكمية خلال النهار، فلا يستطيع الجسم إفراز هذا الهرمون إلا في الظلام، لأن التعرض لأشعة الشمس يقلل من إفرازه.
ويقلّ إفراز الهرمون مع نوبات العمل الليلية التي لها تأثيرات عميقة على جسم الإنسان، عبر تغيير إيقاع ساعته البيولوجية المسؤولة عن إيقاع يومه وعملياته الحيوية، بما في ذلك النوم، والشعور بالجوع، ودرجة حرارة الجسم، وكذلك مع التقدم في العمر.
هرمون النوم يحافظ على الرشاقة أيضاً
لا تقتصر أهمية الميلاتونين على تنظيم دورة النوم فقط، بل لهذا الهرمون العديد من الوظائف، حيث ينظم عملية إفراز الهرمونات الأخرى، بما في ذلك الليبتين، اللازم لعملية الأيض، أو ما يعرف بالتمثيل الغذائي، والذي غالباً ما يشار إليه بهرمون الشبع.
لذلك، فإن افتقار الجسم لهذا الهرمون يزيد رغبة المرء في تناول النشويات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية. وهذا ما يُفسِّر زيادة الوزن بالنسبة لأولئك الذين ينامون أقل من 6 ساعات في اليوم.
يزيد قوة الجهاز المناعي ويحمي من السرطان
فضلاً عن ذلك، يساعد الميلاتونين على تنشيط خلايا الجهاز المناعي، عبر دعم الخلايا اللمفاوية التائية، التي تعزز المناعة في الجسم، وتُسهم في القضاء على الفيروسات.
وقد أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يصابون بنزلات برد أكثر من أولئك الذين ينامون بشكل طبيعي، كما أن النساء اللواتي يعملن في نوبات ليلية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من اللاتي لا يعملن ليلاً.
كما أن له دوراً في إبطاء شيخوخة الخلايا، إذ يعمل على تحييد الجذور الحرة التي تضر بخلايا الجسم، وتؤدي إلى ظهور التجاعيد، أيضاً يخفف من الإجهاد عن طريق تحسين مزاج الإنسان.
كيف نزيد إنتاج الهرمون؟
نظراً لأهمية هذا الهرمون الحيوي فإن السؤال الطبيعي الآن هو: كيف نعزز من عملية إفرازه في الجسم؟
والإجابة بسيطة كما يؤكد العلماء، وتتلخص في الالتزام بتناول الأدوية التي تحتوي على الميلاتونين، أو ما تعرف باسم مكملات الميلاتونين. إذ تساعد على تخدير الأعصاب وتحسين المزاج والقضاء على الأرق، وليس لها تأثير سلبي مثل المهدئات التي قد يتحول تعاطيها إلى ما يشبه الإدمان.
ولكن قبل تعاطي تلك المكملات، على المرء أن يراقب روتين حياته اليومي ليحسن من مستوى إنتاج الميلاتونين في الجسم طبيعياً، بالخلود إلى النوم في غرفة بلا ضوء، وقبل منتصف الليل.
ولأن الهرمون يتكون من الحمض الأميني التربتوفان أثناء حرق البروتينات. لذلك، يجب تناول اللحوم والجبن، والأسماك، ولحم البقر، والدجاج، والحليب، بالإضافة إلى المكسرات، وخاصة الفول السوداني.
(هاف بوست عربي)