محادثات بـ"مرحلة حرجة" في فيينا لإيجاد حل للنزاع السوري
تبدأ اليوم الخميس جولة جديدة من مفاوضات حول السلام في سورية تستمر ليومين بين الوفد الحكومي والمعارضة في فيينا تحت رعاية الأمم المتحدة وذلك قبل أيام من انعقاد محادثات أخرى في روسيا.
وبعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة عقدت في جنيف في احراز اي تقدم لحل للنزاع المستمر في البلاد منذ نحو سبع سنوات، وصل وفدا الجانبين السوريين مساء أمس الأربعاء الى العاصمة النمساوية لخوض جولة تاسعة من المحادثات "في مرحلة حرجة".
وأعلن مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا عشية المحادثات ان محادثات السلام السورية التي تستأنف في فيينا الخميس تأتي في "مرحلة حرجة جدا".
وقال دي ميستورا "بالطبع انا متفائل لانه لا يسعني أن اكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات"، مضيفا "انها مرحلة حرجة جدا جدا".
واكد دي ميستورا قبيل لقائه المستشار النمسوي سيباستيان كورتز ان كلا من الحكومة السورية والمعارضة سيتمثل بـ"وفد كامل".
من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان امام الجمعية الوطنية الفرنسية انه "ليس هناك اليوم أفق لحل سياسي سوى الاجتماع الذي سيعقد برعاية الامم المتحدة في فيينا بمشاركة جميع الافرقاء الفاعلين حيث آمل بان يتم وضع خطة للسلام".
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن محادثات فيينا ستشكل "الفرصة الاخيرة" لايجاد حل سياسي للنزاع الذي تشهده سورية منذ 2011.
وتتزامن المحادثات مع عمليات عسكرية واسعة في عدد من المناطق في سورية حيث تشن تركيا من جهة هجوما على مدينة عفرين التي يسيطر عليها الاكراد بينما تشن القوات الحكومية هجوما في محافظة ادلب (شمال غرب) والغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة.
سيعقب المحادثات التي ستجري الخميس والجمعة في فيينا، مؤتمر سلام يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 كانون الثاني (يناير) بمبادرة من روسيا وايران حليفتي النظام السوري وتركيا التي تدعم المعارضة.
وتؤكد موسكو ان اجتماع سوتشي لا يشكل مبادرة منافسة لتلك التي ترعاها الامم المتحدة.
ولم تحسم هيئة التفاوض المعارضة بعد موقفها النهائي من المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي تخشى أن يكون التفافا على مسار جنيف برعاية الأمم المتحدة. وقد ربطت امر مشاركتها بنتائج المحادثات التي ستجري في فيننا.
واعلن اربعون فصيلاً معارضاً الشهر الماضي رفضهم المشاركة في هذا المؤتمر، فيما رحبت دمشق بانعقاده.
وصرح رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري خلال مؤتمر صحافي مساء الاربعاء عشية بدء المحادثات حول السلام "ان هذين اليومين سيكونان اختبارا حقيقيا (...) لجدية كل الاطراف لايجاد حل سياسي".
ولم تثمر الجهود الدولية حتى الآن في تحقيق أي تقدم على طريق الحل السياسي للنزاع السوري الذي تسبب بمقتل أكثر من 340 ألف شخص.
وفي ثماني جولات مفاوضات في جنيف، اصطدم النقاش بالخلاف حول مصير الرئيس بشار الاسد، وهو بند اشترط الوفد الحكومي في الجولة الأخيرة الشهر الماضي سحبه من التداول لتحقيق تقدم في المفاوضات. وتطالب الأمم المتحدة طرفي النزاع بعدم فرض أي شروط مسبقة لضمان احراز تقدم فعلي.-(أ ف ب)