غياب الحوار بين الشريكين.. سبب المشاكل الزوجية
جو 24 : تكرار الخلافات بين الشابة ندى علي وخطيبها اللذين مضى على ارتباطهما شهران فقط، هو السبب الرئيسي الذي دفعها للتفكير وإعادة حساباتها بالجلوس معه ومكاشفته بما يجول في خاطرها حول إنهاء العلاقة بينهما.
اكتشفت ندى رغبة وترحيب خطيبها أيضا، في هذه الجلسة "المكاشفة"؛ حيث أبدى كل منهما وجهة نظره التي لا يعرفها الطرف الآخر، والسبب في ذلك غياب لغة الحوار بينهما.
تؤكد ندى، أن هناك العديد من المواقف المزعجة بينها وخطيبها، لكنها لم تفصح عنها لأي شخص، والأمر ذاته بالنسبة لخطيبها، لكنها لم تستطع إخفاء انزعاجها وغضبها وظهر بتصرفاتها وتعاملها، وهذا ما يؤكده شريك المستقبل.
تراكمت المشاكل بين ندى وخطيبها يوما تلو الآخر، وسط غياب الحوار بينهما، بسبب عدم تنازل الطرفين في الحديث بأسلوب حضاري لحل المشكلة عقب حدوثها مباشرة.
تفاقم الأمر، دفع الخطيبين لاتخاذ القرار الذي أسمياه "الفرصة الأخيرة"، يتضمن الحوار المباشر بينهما وحل الخلاف فور وقوعه أو استمرار المشاكل بينهما.
وترى ندى أن المشاكل بينهما بعد اتباع هذا القرار قلت بنسبة تقدر بـ70 %، ولا شك أن الحياة لا تخلو من بعض الهفوات، خصوصا أنهما ما يزالان في مرحلة التعارف، على حد تعبيرها.
في الوقت الذي استدركت فيه ندى مشكلتها وتوصلت إلى حلها، لم يحالف الحظ الشاب مهند علي الذي انهار زواجه بعد ثلاثة أعوام، والسبب هو عدم وجود لغة الحوار بينه وزوجته.
يرى مهند أنه الآن، وبعد مرور عامين على انفصالهما، بات يدرك تماماً السبب الرئيسي في فشل زواجه، وهو إنهاء الخلاف بينهما بدون الحديث حوله على الإطلاق؛ حيث يعتقد نفسه دائما مظلوما، وزوجته السابقة تعتقد الأمر ذاته أيضا، بدون الالتفات لحاجة كل منهما للآخر.
استمرت الخلافات بين مهند وزوجته طوال مدة زواجهما القصيرة، وبات كل منهما يرى أنه لا وسيلة للإصلاح، وأن الحياة الأسرية بينهما معقدة من الصعب حلها، مما دفعهما للتفكير بالطلاق ووقوعه.
يعترف مهند أنه وبعد انتهاء طلاقهما بفترة وجيزة، بات يسمع وجهة نظر طليقته من الآخرين، وفوجئ بكل ما وصله، مؤكدا أنه لو علم بها كان من السهل عليه تداركها، الا أن الحوار كان مفقودا بينهما، فكل منهما ينتظر الطرف الثاني ليخطو الخطوة، وفي غيابها يفترض أحدهما أن الطرف الآخر غير مبال وغير مكترث للأمر بتاتا، مما يزيد الأمر سوءا.
لعل غياب ثقافة الحوار بين الشريكين أمر شائع جداً، ويهدد استقرار العديد من العلاقات التي من الممكن أن تنجح لو كان هناك حوار بين الطرفين، ليتسنى لكل منهما معرفة متطلبات وحاجات الآخر، ومحاولة إنجاح العلاقة.
وحول ذلك، تذهب اختصاصية العلاقات الزوجية، الدكتورة نجوى عارف، إلى أن تحقيق حياة زوجية آمنة ومستقرة يتطلب معرفة أسلوب التواصل الجيد، وهو المفتاح لحياة زوجية سعيدة، مبينةً أن كل طرف في العلاقة الزوجية يحضر معه قاموسه الخاص به في التواصل، والتواصل السلبي يؤدي الى تراكم المشاكل والضغوطات، وبالتالي الى الطلاق، وحتى يحقق الزواج هدفه السامي يجب أن يسود بين الزوجين أسلوب حوار سليم وفعال.
وتبين عارف، أهمية التفاهم الجيد بين الزوجين، موضحة أنه لا بد أن يكون أحد الشريكين متكلماً والآخر مستمعاً وأن يكون المتكلم مجيداً للتعبير عن الرسالة التي يريد أن يوصلها وأن يكون المستمع حسن الإنصات، دقيق الملاحظة حتى يفهم الرسالة وما تحمله من معان مباشرة؛ حيث يتوقف التواصل بين الزوجين.
وتؤكد عارف، أن المشاكل والخلافات شيء طبيعي وظاهرة صحية في الحياة الزوجية، فهناك مشاكل قد تحدث لأن هناك حاجات غير متبعة أو هناك أمور معلقة.
وحول خطوات حل المشكلة، توضح "يجب تحديد المشكلة وترتيبها حسب الصعوبة، ثم تعريف المشكلة"، مبينةً أنه يجب أن تكون الحلول منطقية وقابلة للتطبيق.
ويشير الاختصاصي النفسي والتربوي، الدكتور موسى مطارنة، إلى أن مفاتيح شخصية الإنسان تظهر من خلال الحوار والنقاش حتى تتضح لكل طرف مستويات الآخر الفكرية ومعتقداته وتوجهاته، كون الحوار هو المفتاح الوحيد ومن خلاله تظهر نوافذ التفاهم، وفي غيابه العلاقة صماء، وهذا في بداية العلاقة بين الزوجين.
موضحا "أما بعد الزواج، فإن الحوار يعد مفتاح الحل لكل مشكلة، وعدم تقبل الآخر والاعتراف به نزعة مرضية، وعدم قدرة على مواجهة الطرف الثاني"، لافتا إلى أن الحوار هو أساس ومفتاح أي مشكلة، وهو تبادل للأفكار ويولد الكثير من الحلول.
ويؤكد مطارنة أن الاعتراف بالآخر مهم جداً، الا أنه وللأسف الذكورية مسيطرة على المجتمع، فالرجل لا يريد الاعتراف بالمرأة، ويعتبر نفسه الأحق في اتخاذ القرار، لافتاً الى أن الحياة الزوجية هي شراكة، ولا بد أن يأخذ الحوار مداه في العلاقة، ويعد أحد وأهم أساليب التنشئة الحديثة حالياً.الغد
اكتشفت ندى رغبة وترحيب خطيبها أيضا، في هذه الجلسة "المكاشفة"؛ حيث أبدى كل منهما وجهة نظره التي لا يعرفها الطرف الآخر، والسبب في ذلك غياب لغة الحوار بينهما.
تؤكد ندى، أن هناك العديد من المواقف المزعجة بينها وخطيبها، لكنها لم تفصح عنها لأي شخص، والأمر ذاته بالنسبة لخطيبها، لكنها لم تستطع إخفاء انزعاجها وغضبها وظهر بتصرفاتها وتعاملها، وهذا ما يؤكده شريك المستقبل.
تراكمت المشاكل بين ندى وخطيبها يوما تلو الآخر، وسط غياب الحوار بينهما، بسبب عدم تنازل الطرفين في الحديث بأسلوب حضاري لحل المشكلة عقب حدوثها مباشرة.
تفاقم الأمر، دفع الخطيبين لاتخاذ القرار الذي أسمياه "الفرصة الأخيرة"، يتضمن الحوار المباشر بينهما وحل الخلاف فور وقوعه أو استمرار المشاكل بينهما.
وترى ندى أن المشاكل بينهما بعد اتباع هذا القرار قلت بنسبة تقدر بـ70 %، ولا شك أن الحياة لا تخلو من بعض الهفوات، خصوصا أنهما ما يزالان في مرحلة التعارف، على حد تعبيرها.
في الوقت الذي استدركت فيه ندى مشكلتها وتوصلت إلى حلها، لم يحالف الحظ الشاب مهند علي الذي انهار زواجه بعد ثلاثة أعوام، والسبب هو عدم وجود لغة الحوار بينه وزوجته.
يرى مهند أنه الآن، وبعد مرور عامين على انفصالهما، بات يدرك تماماً السبب الرئيسي في فشل زواجه، وهو إنهاء الخلاف بينهما بدون الحديث حوله على الإطلاق؛ حيث يعتقد نفسه دائما مظلوما، وزوجته السابقة تعتقد الأمر ذاته أيضا، بدون الالتفات لحاجة كل منهما للآخر.
استمرت الخلافات بين مهند وزوجته طوال مدة زواجهما القصيرة، وبات كل منهما يرى أنه لا وسيلة للإصلاح، وأن الحياة الأسرية بينهما معقدة من الصعب حلها، مما دفعهما للتفكير بالطلاق ووقوعه.
يعترف مهند أنه وبعد انتهاء طلاقهما بفترة وجيزة، بات يسمع وجهة نظر طليقته من الآخرين، وفوجئ بكل ما وصله، مؤكدا أنه لو علم بها كان من السهل عليه تداركها، الا أن الحوار كان مفقودا بينهما، فكل منهما ينتظر الطرف الثاني ليخطو الخطوة، وفي غيابها يفترض أحدهما أن الطرف الآخر غير مبال وغير مكترث للأمر بتاتا، مما يزيد الأمر سوءا.
لعل غياب ثقافة الحوار بين الشريكين أمر شائع جداً، ويهدد استقرار العديد من العلاقات التي من الممكن أن تنجح لو كان هناك حوار بين الطرفين، ليتسنى لكل منهما معرفة متطلبات وحاجات الآخر، ومحاولة إنجاح العلاقة.
وحول ذلك، تذهب اختصاصية العلاقات الزوجية، الدكتورة نجوى عارف، إلى أن تحقيق حياة زوجية آمنة ومستقرة يتطلب معرفة أسلوب التواصل الجيد، وهو المفتاح لحياة زوجية سعيدة، مبينةً أن كل طرف في العلاقة الزوجية يحضر معه قاموسه الخاص به في التواصل، والتواصل السلبي يؤدي الى تراكم المشاكل والضغوطات، وبالتالي الى الطلاق، وحتى يحقق الزواج هدفه السامي يجب أن يسود بين الزوجين أسلوب حوار سليم وفعال.
وتبين عارف، أهمية التفاهم الجيد بين الزوجين، موضحة أنه لا بد أن يكون أحد الشريكين متكلماً والآخر مستمعاً وأن يكون المتكلم مجيداً للتعبير عن الرسالة التي يريد أن يوصلها وأن يكون المستمع حسن الإنصات، دقيق الملاحظة حتى يفهم الرسالة وما تحمله من معان مباشرة؛ حيث يتوقف التواصل بين الزوجين.
وتؤكد عارف، أن المشاكل والخلافات شيء طبيعي وظاهرة صحية في الحياة الزوجية، فهناك مشاكل قد تحدث لأن هناك حاجات غير متبعة أو هناك أمور معلقة.
وحول خطوات حل المشكلة، توضح "يجب تحديد المشكلة وترتيبها حسب الصعوبة، ثم تعريف المشكلة"، مبينةً أنه يجب أن تكون الحلول منطقية وقابلة للتطبيق.
ويشير الاختصاصي النفسي والتربوي، الدكتور موسى مطارنة، إلى أن مفاتيح شخصية الإنسان تظهر من خلال الحوار والنقاش حتى تتضح لكل طرف مستويات الآخر الفكرية ومعتقداته وتوجهاته، كون الحوار هو المفتاح الوحيد ومن خلاله تظهر نوافذ التفاهم، وفي غيابه العلاقة صماء، وهذا في بداية العلاقة بين الزوجين.
موضحا "أما بعد الزواج، فإن الحوار يعد مفتاح الحل لكل مشكلة، وعدم تقبل الآخر والاعتراف به نزعة مرضية، وعدم قدرة على مواجهة الطرف الثاني"، لافتا إلى أن الحوار هو أساس ومفتاح أي مشكلة، وهو تبادل للأفكار ويولد الكثير من الحلول.
ويؤكد مطارنة أن الاعتراف بالآخر مهم جداً، الا أنه وللأسف الذكورية مسيطرة على المجتمع، فالرجل لا يريد الاعتراف بالمرأة، ويعتبر نفسه الأحق في اتخاذ القرار، لافتاً الى أن الحياة الزوجية هي شراكة، ولا بد أن يأخذ الحوار مداه في العلاقة، ويعد أحد وأهم أساليب التنشئة الحديثة حالياً.الغد