هل تناسب الحمية الغذائية الخاصة بالكبار الأطفال؟
جو 24 :
تُلزم بعض الأسر أطفالها باتباع حمية غذائية، وذلك سعيا منها لحمايتهم من السمنة، دون استشارة أخصائي التغذية، مما يؤدي أحيانا لأن تكون هذه الحمية قاسية جدا ومنفرة ومرهقة نفسيا للطفل.
ويحتاج الطفل لعناصر غذائية معينة تساهم في نمو جسمه، يجب على الأهل مراعاة وجودها أثناء توجيه أبنائهم للبدء بالحمية، وأهمها مجموعات الغذاء الأساسية، وهي الحليب والخضار والفواكه والنشويات واللحوم والدهون وبذلك تضمن الصحة المثالية للطفل، بحسب ما قالت أخصائية التغذية دانة بردقجي.
السن الأنسب
وعن السن الأنسب للحمية الغذائية للطفل تقول "دانة بردقجي": "لا يوجد سن معين لحمية الأطفال، حيث إن هناك احتياجات معينة من جميع العناصر الغذائية، والتي يجب أن يحصل عليها الطفل، وتتحدد حسب عمره ووزنه وطوله وحالته الصحية".
ويظن البعض أن الحمية الغذائية الخاصة بالكبار قد لا تناسب الأطفال، وأن الطعام الذي يجب أن يبتعد عنه الشخص البالغ لا يجب أن يتركه الطفل، من جهتها تقول "بردقجي": "لا فرق بين الحمية الغذائية للكبار وبين حمية الصغار".
وتابعت: "يجب أن تخصص كل حمية لأي شخص حسب احتياجات جسمه اليومية من جميع العناصر الغذائية المخصصة له خلال اليوم الواحد والتي تتحدد حسب الطول والوزن والحالة الصحية".
وأشارت إلى أن الحمية الغذائية المخصصة لخسارة وزن الأطفال تتكون من جميع العناصر الغذائية الأساسية المهمة لصحة الطفل.
ونبهت إلى أنه يجب إعطاء الطفل الكميات المناسبة من العناصر الغذائية ولكن باعتدال، "وذلك بعد معرفة طريقة الأكل اليومية للطفل، ومن ثم إجراء التعديلات المناسبة بما يتضمن مجموعات الغذاء الأساسية".
الأثر النفسي
حين يلتزم الشخص البالغ بحمية غذائية قاسية، تتأثر حالته النفسية نتيجة لحرمانه من أطعمة يفضلها، فهل يحدث نفس التأثير النفسي للطفل حين يُلزمه أهله ببرنامج غذائي قاس؟
مجيبا عن هذا التساؤل يقول أخصائي الطب النفسي "زهير الدباغ": "تطبيق حمية قاسية على الأطفال قد يؤدي إلى نتائج عكسية وإلى تعرض الطفل للإساءة والعنف النفسي الخطير".
وأضاف: "لذلك لا بد من وضع برنامج غذائي سلوكي متكامل مع التعزيز العاطفي، وذلك عبر الاندماج والاهتمام وممارسة اللعب والرياضة، مع السماح له بتناول قدر بسيط من السكريات التي تُخفض تدريجيا وبشكل مدروس ولا توقف".
ولفت الدباغ إلى أن الحالة النفسية والعاطفية لهؤلاء الأطفال قد تكون السبب المباشر لمشاكل السمنة لديهم والتي بدورها بحاجة للعلاج.
وأكمل الفروخ: "ويجب على الأهل ترغيب وتشجيع الأطفال على الطعام الصحي، وتنفيرهم من الأطعمة الضارة، بالإضافة للاستعانة بفيديوهات تعليمية، تحتوي على صور وأصوات جذابة فهي تترك تأثيرا أكبر".
الجدير بالذكر أن دراسة أجراها باحثون في إمبريال كوليج لندن ومنظمة الصحة العالمية عام 2017، أظهرت أن سمنة الأطفال قد ارتفعت عشرات المرات خلال الأربعين عاما الماضية.
(عربي 21)