دراسة: السياحة الجيولوجية في الأردن مهملة
محمد مبيضين- أكد أكاديمي في الجامعة الأردنية أن السياحة الجيولوجية الأردنية مهملة بالرغم من أنها تجذب أعدادا كبيرة من السياح العالميين.
وأشار أستاذ السياحة الجيولوجية في كلية الآثار والسياحة في الجامعة الدكتور مأمون علان إلى ضخامة الإرث للمواقع السياحية الجيولوجية في الأردن التي تلقى اهتماما واسعا من قبل السياح المهتمين بهذا النمط السياحي مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود الوطنية في القطاع السياحي لوضع خارطة طريق لتنمية السياحة الجيولوجية وتطويرها.
وأوضح علان مفهوم السياحة الجيولوجية، التي تختلف عن السياحة الأثرية وتشمل مختلف أشكال سطح الأرض منها الكهوف والجبال والأودية والقيعان والبوادي وغيرها من المظاهر الطبيعية التي لم يكن للانسان أي دور في بنائها وصناعتها.
وقال علان أن غالبية الدول العربية لم تواكب الاهتمام العالمي بالسياحة الجيولوجية باستثناء سلطنة عمان التي لها تجربة فريدة في هذا المضمار واستطاع هذا البلد أن يستغل كهف (الهوتا) في جذب آلاف السياح من مختلف دول العالم نظرا لقيمته الجيولوجية العالية.
وأضاف أن لدى الأردن ميزات مهمة لتطوير السياحة الجيولوجية لارتباط بعض المواقع بالجوانب الدينية والتاريخية ومن هذه المناطق التي ذكرت في الكتب المقدسة موقع أهل الكهف في منطقة الرقيم والبحر الميت وكان يطلق عليه سدوم وعمورة وهو مكان قوم النبي لوط عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وزاد علان أنه بالرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة لعدد الكهوف في الأردن فإنه بالإمكان وضع مواقع سياحية جيولوجية على الخارطة السياحية العالمية ومنها وادي رم ووادي الموجب وكهف برقش في عجلون الذي يمتاز بتشكيلات جيولوجية جميلة وجذابة للسياحة لكنه غير مستغل نهائيا فضلا عن إمكانية استغلال البتراء كوجهة سياحية جيولوجية من خلال استغلال المظاهر الجيولوجية المتنوعة فيها.
وتابع علان حديثه أن نقص الخبراء والمختصين وقلة الأبحاث والدراسات العلمية بل وندرتها من العوامل المؤدية إلى عدم الالتفاف بهذا النوع السياحي مؤكدا في هذا الصدد ضرورة تنوع المنتج السياحي بغرض إطالة أمد أقامة السائح في الأردن.
وقال ان الاهتمام بهذا النمط السياحي الجديد سوف يسهم في زيادة الدخل السياحي واستدامة المواقع السياحية الجيولوجية فضلا عن توفير فرص عمل جديدة للشباب الأردنيين.
ووفقا ل- علان- فإن الكهوف المستغلة عالميا تقدر بنحو (5000) كهف فيما يبلغ عدد زوارها زهاء( 250) مليون سائح ويقد الدخل المتأتي بأكثر من ملياري دولار سنويا.
وحث علان الجهات المعنية إلى إنشاء بنى تحتية وفوقية مناسبة للمواقع السياحية الجيولوجية وتطوير مراكز الزوار في المواقع وتطوير المورد البشري المؤهلة والعمل على ترويج هذه المواقع وتسويقها كمنتج سياحي أردني جديد.
ولفت علان إلى أن الجامعة الأردنية هي الوحيدة في الأردن التي اهتمت بامكانية تدريس مساق السياحة الجيولوجية حديثا مبينا أهمية السير قدما في تعاون المؤسسات التعليمية للاهتمام بهذا التخصص علميا وبحثيا على المستوى الوطني.
ونوه إلى أنه يمكن الاستفادة أيضا من تجربة بلدان حقت إنجازات في هذا المضمار وفي طليعتها الصين ودول أخرى مثل البرتغال والبرازيل وماليزيا.
يشار إلى أن علان أصدر كتابا بعنوان" السياحة الجيولوجية: نحو فهم أفضل لدوافع السياح في سياق السياحة الجيولوجية من منظور نظرية التمديد الذاتي" حيث يعتبر الكتاب المرجع الوحيد الذي يتناول السياحة الجيولوجية في مواقع مهمة منها موقع (كريستال كيف) و( بناكلس) في غرب استراليا وفي الأردن مثل البحر الميت ووادي رم، ويتضمن معلومات وافية حول هذه المواقع.
ونظرا لأهمية هذا المرجع تم نشره من قبل دار نشر ألمانية حيث أبرز الناشر عن غلاف الكتاب أن المؤلف قام بكتابة أول رسالة دكتوراه في العالم متخصصة بالسياحة الجيولوجية.
وعرض الكتاب في أسواق كتب عالمية في أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا وغيرها.
يذكر أن علان حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أيدث كاون غرب استراليا ويعمل حاليا مدرسا في قسم السياحة في الجامعة الأردنية.