جواد العناني: الاردن تعلم درسا قاسيا..

دعا نائب رئيس الوزراء الاسبق، الخبير الاقتصادي الدكتور جواد العناني الى تبني حزمة من الاجراءات النقدية التي تدفع نحو الاستثمار.

وقال العناني في ورقة عمل بعنوان "حرب العملات واثرها على الاقتصاد الاردني" نشرتها مجلة البحث العلمي الصادرة عن الجمعية الاردنية للبحث العلمي إنه "آن الأوان كي يركز الاردن على اقتصاد الانتاج كي يتمتع بالقدرة على اخذ قرارات مستقبلية في المجال الاقتصادي".

وأضاف، ان الاردن الذي تعلم درسا قاسيا من هبوط سعر صرف الدينار عام 1988/ 1989 مصمم على ان لا تتكرر التجربة لأنها تنطوي على ارتفاع كبير في الاسعار وارتفاع في نسب البطالة والفقر، علما أن جزءا من الفقر والبطالة التي تعاني منهما ناتج عن ضعف الاستثمار بسبب ارتفاع تكاليف التمويل وعوامل اخرى مؤسسية .

واشار الى انه من غير المتوقع في المدى المنظور ان يتغير نظام النقد الدولي في الاعتماد على الدولار بالدرجة الاساسية فهذه الخطوة تتطلب تطورات كبيرة كي تتحقق وفي ظل سياسة نقدية اردنية محافظة وحريصة ومحكومة بتجارب الماضي، وفي غياب تصور تنموي واضح يضع دور السياسة النقدية والمالية في اطارها الصحيح، "يكون من الصعب المجازفة بقرارات نقدية تنأى بنفسها عن تطورات سعر صرف الدولار والمتغيرات في اسعار الفائدة التي يحددها بنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي".

واكد العناني ان "حرب العملات والتلاعب بأسعار الصرف واسعار الفائدة ما زالا يهيمنان على الساحة الاقتصادية الدولية وهذا هو الموضوع الحامي الذي يشغل اذهان كثير من الاقتصاديين في الوقت الراهن"، مبينا أن هذه الحرب تتخذ اشكالا مختلفة وصارت اكثر تعقيدا، ومتعددة المراحل وتؤثر على اسواق البورصة والتبادل التجاري، ووضع قيود على حركة السلع والخدمات وغيرها من الاشكال التي تسعى في نهاية المطاف الى تحقيق امتيازات اقتصادية لدول على حساب دول اخرى او بمعنى اخر هي حالة الانتقال من لعبة الفوز للجميع الى قاعدة الصفر حيث تتحقق مكاسب لطرف على حساب الطرف الاخر".

وعرض العناني في ورقته للدولار كعملة دولية، وحقوق السحب الخاص، وهزة النفط، والكساد التضخمي، والفقاعة الاقتصادية، ونتائج الازمة المالية، وتوزيع الدخل والثروة وغياب التوازن الاقتصادي، والصين وحرب العملات ونظام عالمي نقدي متعدد العملات وغيرها من المواضيع ذات العلاقة.