وعد الحر دين..هل وفى نجوم هوليود بتعهدهم بالهجرة إلى كندا بعد فوز ترامب؟
جو 24 :
أعلن العديد من مشاهير هوليوود عن نيتهم ترك العيش في بلادهم، والانتقال إلى كندا المجاورة في حال وصول إمبراطور العقارات ومقدم البرنامج التلفزيوني The Apprentice دونالد ترامب، إلى سدة الحكم ، غير مصدقين إمكانية تحول مغامرته في خوض غمار السياسة إلى حقيقة واقعة، ظل يتدرج فيها متفوقاً على منافسيه من أعضاء الحزب الجمهوري ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون حتى وصل إلى البيت الأبيض .. إلا أنهم لم يفوا بهذا الوعد.
والواقع أن هذا التقليد ليس بالجديد حسب تقرير لـ Guardian ، الذي جاء فيه أن قرار الرحيل هذا "تقليد قديم .. في مرحلة ما من الحملة الانتخابية، يعلن نجوم من عالم الفن والترفيه أنه في حالة خسارة مرشحهم المفضل، سيهاجرون إلى كندا" طارحاً التساؤل " ولكن من وفى بوعده"؟.
الصحيفة البريطانية لم تخطأ، فقد صاحبت مثل هذه الادعاءات انتخابات الرئاسة الأميركية لتولي الرئيس جورج بوش الابن منصبه لولاية ثانية، بعد أن فجع منتخبوه بخوضه الحرب في أفغانستان وشنه الحرب على العراق بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر لها على أثر، وبعدها كذلك أعلن كثير من الفنانين عن نيتهم الهجرة حال تولي المرشح الجمهوري جون ماكين السلطة، لكن أوباما هو الذي انتصر في تلك المعركة والانتخابات التي تلتها.
وفي عودة إلى تقرير Guardian فخلال الحملة الرئاسية الأخيرة، ظهر هذا التهديد - أو الوعد - في بداية الانتخابات التمهيدية.
وبعدما تعهد دونالد ترامب ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية وحظر المسلمين "مؤقتاً" من دخول البلاد، ظن الجمهور أن النجوم سينفذون وعودهم.
وبالفعل ازدادت عمليات البحث عبر الإنترنت للانتقال إلى كندا. وأعلن مسؤولون كنديون أن المواطنين الأميركيين المحبطين كانوا سبباً في تعطل الموقع الرئيسي للهجرة في البلاد.
كما أظهرت وسائل الإعلام على حدود كلا الجانبين، بعض الأميركيين الذين غادروا فعلاً بلادهم، في حين ظهر آخرون وهم يشرحون العملية الطويلة والمعقدة التي ينطوي عليها اتخاذ تلك الخطوة.
ولكن الآن، وبعد عامٍ من تولي ترامب السلطة، هل انتقل هؤلاء المشاهير إلى كندا؟
من هؤلاء الفنانين الممثلة لينا دونهام بطلة المسلسل الأميركي "Girls" أو "الفتيات"، التي قالت لجمهورها في عام 2016: "أعرف أن الكثير من الناس هددوا بذلك بالفعل، ولكنني حقاً سأفعل -أي سأترك الولايات المتحدة".
وتابعت، أعرف مكاناً جميلاً في فانكوفر - مدينة كندية تقع جنوبي غرب ولاية بريتيش كولومبيا - يمكنني إنجاز عملي من هناك"
كما قالت الممثلة رافين-سيموني إنها اشترت بالفعل تذكرتها بالفعل وأنها على استعداد "للانتقال إلى كندا مع عائلتها بأكملها" في حالة فوز أي مرشح جمهوري بالرئاسة.
ولكن بعد أيام من انتخاب ترامب، قالت دونهام إنها لن تتوجه إلى فانكوفر. وكتبت على إنستغرام قائلةً: "من السهل المزاح بالانتقال إلى كندا".
وأضافت "من الصعب أن نتعايش بشكل كامل ومؤلم مع الظلم المحيط بنا، وأن تعتز وتخشى من بلدك في آن واحد. ولكن أنا على استعداد للمحاولة".
وقالت الممثلة الكوميدية الأميركية، تشيلسي هاندلر، والتي كانت صرحت بأنها مستعدة للانتقال إلى كندا إذا لم تتمكن من العيش في إسبانيا، إنها "مُشجّعة الآن على البقاء في الولايات المتحدة". وقالت: "أمس، ذكرني بعض الزملاء وأعضاء طاقم العمل الذي أعمل معهم أنه يوجد حاجة الان إلى برامج وأصوات مثلي أكثر من أي وقت مضى؛ وترك البلاد يُعد بمثابة تخلي عن المسؤولية".
أما وعد رافين-سيمونى الذي قطعته على نفسها فقد دفعها إلى تصوير نفسها في مقطع مدته ست دقائق بُثّ على شاشة التليفزيون ظهرت فيه في مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، وهي ترتدي زي أحد ضباط شرطة الخيالة الكندية الملكية، محاولة لتذوق طعم الحياة في كندا. ولكن المقطع انتهى باستعدادها للعودة إلى الولايات المتحدة.
في المقابل، لم يتطرق البعض الآخر لهذه الوعود على الإطلاق، فبعد أن أخبرت الممثلة كلوي سيفاني مجلة "Vanity Fair" بأنها ستهرب إلى مقاطعة نوفا سكوتيا الساحلية في كندا، وقالت المتحدثة الصحيفة لـ "سيفاني" إنها لا تملك أية معلومات أخرى حول هذا الموضوع.
باربرا سترايسند وبرايان كرانستون
وبالمثل، تصرفت باربرا سترايساند، التي قالت إنها ستنتقل إلى أستراليا أو كندا، وكذا بريان كرانستون بطل Breaking Bad ، الذي تعهد بأنه "سيهاجر بكل تأكيد" إلى الشمال إذا فاز ترامب. ولم يجب أي من المتحدثين الإعلاميين لأولئك المشاهير على طلب التعليق.
وكان المغني الأميركي ني-يو ومغني الراب سنوب دوغ أعلنا أنهما سيذهبان إلى كندا، فقد أخبر ني-يو موقع (TMZ) إنه خطط لأن يجاور المغني الكندي درايك، فيما سأل سنوب دوغ صديقه مغني الراب ليساعده "للحصول على عقار" في تورنتو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم يذكر كلاهما أكثر من ذلك، ولم يعلّق وكلاؤهما على الأمر.
أما الممثلة نيف كامبل، فقالت خلال الانتخابات -وهي التي ولدت وتربت في جنوب أونتاريو- إنها وجدت فكرة وجود ترامب في المؤسسة الرئاسية أمر مرعب.
وعندما سألتها النسخة البريطانية من موقع "هاف بوست" عما كانت ستفعله إذا فاز، كانت إجابتها واضحة: "سأنتقل إلى كندا".
ولكن في أعقاب الانتخابات، أشارت كامبل على موقع إنستغرام إلى أنها لا تزال "فخورة جداً بشرف العيش في أميركا".
مايلي سايرس
View image on Twitter
لم تكتف المغنية بوصف ترامب بالكابوس، ولكنها أيضا أطلقت هاشتاغ - #aintapartyindausaanymo – مع رسم بياني يبين تقدم ترامب في السباق الجمهوري.
لكنها ليلة انتخابه شوهدت تبكي وهي تقول أنها "ستتقبل" ترامب رئيساً!
تراجعت الممثلة الكوميدية عن تصريحاتها التي أوردتها صحيفة Daily Mail البريطانية، والتي قالت فيها أنها ستتعلم الإسبانية تمهيداً للهجرة ، لكنها عادت وفالت أنها أقوالها كانت مزحة!
الهجرة إلى كندا بالأرقام
تشير الأرقام الواردة من الحكومة الكندية إلى ارتفاع في الاهتمام بالانتقال إلى كندا.
ففي عام 2016، تلقت كندا 7،745 طلباً من أميركيين للحصول على إقامة دائمة هناك، بزيادة قدرها 13٪ عن عام 2015 وذلك قبل تولي ترامب للسلطة.
وبعد توليه منصبه في عام 2017، ظل العدد مستقراً، حيث تلقت السلطات الكندية 7،446 طلباً في الأشهر الـ 11 الأولى من العام.
بيد أن بعض المجموعات شدت الرحال إلى كندا بأعداد كبيرة في أعقاب وصول ترامب إلى السلطة.
ففي الأحد عشر شهراً الأولى من 2017، ارتفعت أرقام الطلبات التي يقدمها الأميركيون للانتقال إلى كندا بنسبة 29%، لتصل إلى 3057 مقارنة بـ 2363 في عام 2016 كله.
إلا أن الزيادة الأكبر جاءت بين طالبي اللجوء الذين يعيشون في الولايات المتحدة، الذين تحدوا درجات الحرارة المنخفضة حد التجمد، وحقول الثلج العميقة والأنهار المجمدة من أجل العبور إلى كندا عبر مناطق نائية غير خاضعة للحراسة على طول الحدود.
وبعد مرور ثمانية أشهر من وجود ترامب على رأس السلطة، ارتفعت أعدادهم لتصل إلى 250 شخصاً يومياً. قالت شرطة الخيالة الكندية الملكية إنهم اعترضوا 18615 مهاجراً على طول الحدود مع الولايات المتحدة في 2017، مقارنة بـ 2464 فقط في 2016.