حب في الممنوع!
حبيبي بعيد..
شيماء، فتاة فلسطينية مراهقة، في الثامنة عشرة من عمرها، وفي سنتها الجامعية الأولى، تعيش في بيئة محافظة جداً، وفي أسرة مفككة أيضاً، فبينما والدها بعيد كل البعد عن حياة عائلته.
تقترب منها أمها لدرجة كبيرة، حتى أنها صارحتها بأنها تعرفت على شاب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وهو من نفس جنسيتها، ولكنه يعيش في بلد آخر غير وطنها، مما يجعل القبول به عريساً مستقبلياً من المستحيل بالنسبة لها ولعائلتها الكبيرة، التي تعتبر أن زواج "الفيس بوك" هو العار نفسه.
فالسؤال الأول الذي سيطرح نفسه حين يتقدم هذا الشاب لخطبتها هو: كيف تعرف عليها؟ وذلك بسبب بعد المسافة بينهما، وعدم إمكانية سفر أحدهما للآخر. فآثرت شيماء أن تحتفظ بعلاقتها لنفسها، ولم تفصح عنها لوالدها خوفاً من عدم تفهمه المتوقع، وهي لا تخفي خوفها وبكاءها كل ليلة من موقف والدها حين يتقدم هذا الشاب بعد عامين لخطبتها، كما يخططان ويحلمان، وبعد أن اقتنعت به بأنه سيكون الشخص الذي سيسعدها، فبينهما تفاهم تام لا يخلو من شعوره بما تعيش من مشاكل عائلية وتفهمه لها.
في كثير من الأحيان تحكم طريقة التعارف على قصة الحب بالفشل، فلا يكفي من نحب وأين نُحب! بل أيضاً كيف تعرفنا على هذا الحب.
حبيبي مطلق وله طفل
على الجانب الآخر، "نيفين" هي صديقة شيماء، وتماثلها عمراً، وتعيش قصة حب مع شاب مطلق في الثلاثين من عمره، ولديه طفل، تعرفت على الشاب بالصدفة، وجمعت ببينهما الأفكار المتبادلة والمشاعر الصادقة، حسب قولها، ولكنها تخشى أن تصارح أحداً بحبها له.
فهو يريد أن يتزوجها وتعيش معه ومع ابنه في بيت واحد، وهذا ما لن يتقبله أهلها أبداً، فهي صغيرة في السن، وجميلة جداً، ويحلمون لها أن تبدأ حياتها مع شاب لم يسبق له الزواج وليس لديه التزامات.
فوجود طفل كما تقول نيفين سيجعل ارتباطها به أكثر صعوبة، ولن يتقبل أهلها ذلك، كما أن حبيبها المطلق لن يرحب به إطلاقاً من مجتمعها المحيط، وهي مصممة على ارتباطها به، ورغم ذلك لا تجد حلاً لمشكلتها ولا تجرؤ على مصارحة أحد بعلاقتها به، وتبقى علاقتهما منذ عامين سراً حتى تهتدي إلى الحل.
كلما كانت هناك مصاعب تُبعدنا عن الحب، كلما تمسكنا به أكثر. لذلك علينا أن نعرف عندما نتمسك بالحبيب، ليكون زوج المستقبل، أنه مناسب من الناحية الثقافية، الاجتماعية، الدينية، والعمرية، لتكون لدينا عوامل منطقية ممكن لها أن تُنجح هذه العلاقة لو فقدنا الحب مع الأيام.