يوم حزين للاردنيين

اذكر ذلك اليوم جيدا، اسيقظت من النوم, ذهبت لغسل وجهي واسناني، كان بداية اسبوع يوم الاحد ,واذا بالوالد اطال الله عمره يتابع الاخبار باكرا على غير العادة, ولم يكن على عادته كان مضطربا وعصبي ، كانت الاخبار تفيد ان الحسين الباني في المدينة الطبية وحالته حرجة، ذهبت الى الوالدة اطال الله عمرها، سألتها ماذا تعني حرجة؟ قالت لي يعني مش منيحه, حكيتلها شو يعني مش منيحه لماذا مش الملك تعالج في امريكا قالت لي ادعي للملك ربنا يشفيه .

ارتديت الزي المدرسي وودعت امي وابي وخرجنا انا واخواني الى باص المدرسة الذي ينتظرنا في الخارج، صعدنا الباص وجلسنا بالمقاعد المخصصة لنا، وبعد دقائق ذهبت الى سائق الباص بعد ان طلبت الاذن من مشرفة الباص اسمها( مس وفاء) ,وكان اسم السائق وحيد قلت له(عمو وحيد) شغل الراديو وحطلنا على الاخبار قال لي لايوجد اخبار بتبسط ولكن حاضر يا معاذ ابتسمت وعدت الى مقعدي.

كان يوما ماطرا لم نخرج الى الساحة خلال الاستراحة (الفرصة) وبعد بدء الحصة الرابعه طلبت الذهاب الى دورة المياه وبالطريق لدورة المياه ,شاهدت زميلة كانت اكبر مني بصفين اسمها هاله قالت لي تعال العب معنا عنا حصة رياضة في قاعه الرياضة ,وبلحظة ودون ان ارد عليها رايت معلمة الرياضة تقوم بتنكيس العلم في احدى الساحات ,نظرت الي هالة وقالت عشان الشتاء قلت لها لا لا لا , وركضت الى الصف ,جلست في مقعدي ,وبعد دقائق انهمرت دموعي ,شاهدني استاذ مادة العلوم باللغة الانجليزية وكان اسمه جلال على ما اذكر ,قال لي معاذ ما بك قلت له الملك مات قال لم يخبرنا احد كيف عرفت قلت له اليس عندما ينكس العلم (يعني في اشي مش منيح وامر محزن ) قال نعم قلت له معلمة الرياضة قامت بتنكيس العلم ,الملك حسين مات , رن جرس انتهاء الحصة ,واذا بمشرفة القسم تدخل علينا وتقول خلال ربع ساعة يجب ان تكونوا في ساحة الباصات ,يجب ان نغادر باكرا اليوم قلت لها (مس ) الملك مات صح قالت لي صح وذهبت وهي تبكي.

ذهبت الى القسم الذي يتواجد به اخواني اصطحبتهم وذهبنا الى الباص وكان رقمه (6) جلسنا في مقاعدنا ,ولم يتحدث اي طالب او طالبة بكلمة واحدة وكأن اعمارنا كبيرة الجميع يبكي بصمت .

نعم انها ذكرى مؤلمة للاردنيين جميعا وحتى العرب والعالم لقد رحل سيد السلام رحل ملك العرب,ملك القلوب, رحل الحسين الباني الذي كان اب كل الاردنيين.

بالذكرى التاسعة عشر، لوفاته ندعو له بالرحمة، وندعو لمليكنا عبدالله الثاني بطول العمر فهو (خير خلف لخير سلف).

حفظ الله الوطن من كل مكروه وحفظ الملك وابناء وبنات هذا الوطن