إربد: مخيم ‘‘الشهيد‘‘ على أعتاب كارثة بيئية
يقف مخيم الشهيد عزمي المفتي الذي يسكنه زهاء 30 ألف نسمة، في منطقة الحصن بإربد، على أعتاب كارثة بيئية، بعد أن تحولت أزقته إلى مكاره صحية تتجمع بها أكوام من النفايات إثر تقليص عدد عمال الوطن من 21 عاملا إلى 10 عمال فقط.
قرار إنهاء خدمات عمال الوطن بالمخيم يأتي ضمن سياسة "الاونروا" الهادفة لتقليص نفقاتها اثر العجز المالي في موازنتها والمقدر بنحو 77 مليون دولار.
ويقول رئيس لجنة تحسين المخيم محمد شامخ الخضور إن شوارع المخيم وأزقته تحولت الى مكاره صحية، بعد ان قلصت "الاونروا" عدد عمال الوطن الى النصف، مشيرا الى ان مساحة المخيم 770 دونما ويسكنه زهاء 30 ألف نسمة وهذه المساحة تحتاج الى اكثر من 50 عامل نظافة.
واوضح الخضور أن النفايات تبقى متراكمة بين الأزقة اكثر من يوم لحين قيام عمال الوطن بإزالتها، الامر الذي ينعكس سلبا على حياة السكان في منطقة مكتظة.
واشار الخضور الى ان هناك 8 عمال وطن من أصل 10 يخدمون المخيم وخصوصا بعد تغيب عاملين منهم لظروف مرضية أو إجازات خاصة، مبينا ان شوارع المخيم تحولت الى مكاره صحية بجب على "الاونروا" زيادة كادرها بدلا من تقليص عدده.
ولفت الى ان انهاء خدمات 10 عمال يعملون على نظام المياومة في المخيم زاد من معاناة تلك أسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم توفر فرص عمل لأولئك العمال الذين تم انهاء خدماتهم، مشيرا الى ان تلك الاسر باتت مهددة بالفقر بعد ان فقد اربابها وظائفهم.
وقال إن المعاناة ستزداد في فصل الصيف وخلال شهر رمضان في حال استمرت الاوضاع على ما هي عليه الآن، مبينا ان لجنة تحسن المخيم غير مسؤولة عن خدمات النظافة والتعليم والصحة وهي مناطة دوليا "بالاونروا".
واشار الى ان عمال النظافة ينتهي عملهم يوميا الساعة الثانية بعد الظهر وتبقى النفايات متراكمة لليوم التالي لحين قدوم الكابسة لرفعها، الأمر الذي يتسبب بانتشار الحشرات والبعوض، اضافة الى تناثر النفايات أمام الحاويات في مشهد ينذر بكارثة بيئية.
وكان عدد من أهالي مخيم الشهيد عزمي المفتي بلواء بني عبيد بمحافظة اربد اعتصموا مؤخرا أمام مبنى لجنة الخدمات احتجاجا على تقليص وكالة الغوث لخدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين وتسريح عدد من عمال المياومة، مطالبين باعادة العمال الى عملهم حتى لا تتحول أزقة المخيم الى مكاره صحية. وكانت "الأونروا" أنهت خدمات العاملين على نظام المياومة، وهم بدلاء الدرجة الثانية، كعمال النظافة وأذنة المدارس والعيادات.
وقال الناشط الاجتماعي اياد مرعي من سكان المخيم إن الوضع البيئي في المخيم اصبح لا يطاق جراء تراكم النفايات أمام المنازل وبالشوارع الرئيسة والفرعية، مشيرا الى ان بعض سكان المخيم سيقومون في المرحلة المقبلة في حال استمر الوضع كما هو عليه بشراء "عربات" لإزالة النفايات من أمام منازلهم.
وأكد مرعي أن الاوضاع البيئة تنذر بكارثة انسانية وخصوصا مع قدوم فصل الصيف، الأمر الذي يتطلب من الدول العربية والاجنبية الوقوف مع الاردن ودعمه حتى يكون قادرا على الوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
ولفت الى ان عمال الوطن والسكان يضطرون الى حرق النفايات المتراكمة داخل الحاويات في طريقة للتخلص منها، الامر الذي يتسبب بانبعاث الدخان الى داخل المنازل، مما يضطر اصحاب المنازل الى اغلاق نوافذ منازلهم. واشار احمد الصقور الى ان النفايات ومنذ قرار انهاء خدمات زهاء 11 عامل وطن تبقى متراكمة امام المنازل لأكثر من يوم لحين قدوم عامل نظافة بإزالتها وجمعها، مؤكدا ان المرحلة الحالية تتطلب من جميع سكان المخيم التعاون وعدم رمي النفايات بشكل عشوائي والمبادرة الى إزالتها وعدم تركها امام المنازل.
ودعا الصقور إلى ضرورة زيادة ساعات العمل لعمال الوطن الموجودين حاليا او تقسيمهم للعمل بنظام الفترتين حتى يتم السيطرة على الوضع البيئي، اضافة الى ضرورة الاستعانة بآليات بلدية اربد الكبرى بشكل مؤقت بعمل حملات نظافة يشارك فيها ابناء المجتمع المحلي.
وكان مكتب عمليات "الاونروا" في الاردن اعتبر أن نقص السيولة المالية اضطرها لإيقاف عمل عدد من موظفي المياومة الذين تم التعاقد معهم على أساس نظام المياومة بهدف دعم واستكمال عمل الموظفين الدائمين، إذ قررت إدارة الوكالة تحديد الأولويات في تقديم دفعات المساعدات المالية النقدية للفئات الأكثر حاجة المسجلة في شبكة الأمان الاجتماعي، والدفعات المالية لشراء اللوازم الطبية الحيوية للعيادات، وتسديد تكاليف العلاج في المستشفيات لمن هم بحاجتها، وسداد فواتير الموردين الذين أتموا تأمين البضائع في عام 2017، وحماية الموظفين العاملين بعقود ثابتة.
وأوضح المكتب في تصريح صحفي ، أن ميزانية الأونروا تعتمد على التبرعات الطوعية من الدول المانحة، مشيرة إلى أن عدم استلام التبرعات التي كان من المتوقع استلامها في كانون الثاني 2018، وضع الوكالة في أزمة مالية وشيكة.
وطالت قرارات الإدارة 30 عاملاً في مخيم البقعة من أصل 92 عاملاً، و14 عاملاً في مخيم الوحدات من أصل 39، و7 عمال في مخيم إربد من أصل 17، و7 عمال في مخيم الحصن من أصل 22، و11 عاملا في مخيم الحسين من أصل 27، و8 عمال في مخيم غزة من أصل 22، و3 عمال في مخيم سوف من أصل 15، و17 عاملاً في مخيم ماركا من أصل 40 لاجئاً فلسطينياً.