خبراء وتربويون يعاينون سبل تعزيز مكانة ودور المعلم الأردني وفقا لأفضل الممارسات العالمية
جو 24 :
نظمت الجامعة الاردنية اليوم بالتعاون مع جماعة عمان لحوارات المستقبل ندوة علمية تناولت سبل تعزيز مكانة ودور المعلم الأردني وفقا لأفضل الممارسات العالمية.
وناقش المشاركون من خبراء وتربويون من مختلف مكونات العملية التربوية مبادرة جماعة عمان التي أعدها فريق متخصص للنهوض بالعملية التربوية وتعزيز دور ومكانة المعلم.
وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة دولة الدكتور عدنان بدران إن المعلم هو الحلقة الأهم في الإصلاح التربوي، وهو المحرك الرئيسي للعملية التربوية، لذا فإن اختياره وتأهيله وتدريبه العماد الأساس في الإصلاح.
وأكد بدران ضرورة الإنتقال بالتعليم من التلقين الممل إلى النقاش التفاعلي بين المعلم والمتعلم وبين المتعلمين أنفسهم، وإلى التعلم المدمج والتعلم الالكتروني والتعلم عن بعد.
وأشار بدران في كلمته إلى خارطة طريق وضعها للنهوض بالمعلم والعملية التربوية عبر التدريب المستمر والانتقال بالغرفة الصفية الى ورشة عصف ذهني، والتحرك السريع لولوج قرن إثراء الموارد البشرية والاقتصاد المعرفي بخطاب تربوي معاصر.
وقال بدران إن الدول الصاعدة تضع التعليم أولوية في برامجها السياسية، باعتبارها استثمار في العنصر البشري الأمر الذي يتطلب التحول الى الفكر النقدي والتشاركي ومن التفكير المقيد الى المطلق.
ودعا بدران في مقترحه إلى ضرورة إحداث تغيير جوهري في التعليم والمناهج كي يتمكن المعلمون من استخدام التقنيات الحديثة في منظومة التعليم، وتنمية الإبداع والابتكار لدى الطلبة، لافتا إلى مجموعة من المرتكزات الأساسية لتحسين نوعية التعليم عبر تحسين الوضع الاقتصادي للمعلمين وتشجيع البحث وترسيخ مفاهيم وسلوكيات إيجابية واحترام التنوع وربط التعليم بسوق العمل .
بدوره قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة إن التعليم وتطور مستوياته أحد أهم المقاييس التي يقاس بها تقدم الشعوب، ولا بد من التركيز على أن المجتمع الأقوى والأفضل هو المجتمع الذي تعي فيه المؤسسات التعليمية دورها الحقيقي في خلق كوادر فعّالة في بناء المجتمعات من خلال التعليم الذي يسعى إلى الاهتمام بتطوير مستويات تعليم الطلبة وتغيير سلوكهم نحو الأفضل عن طريق تنمية معارفهم وقدراتهم التي تسهم بالضرورة في تحقيق ذواتهم بصورة سويّة وإيجابية، وهذا كله يتطلب معلما مؤهلا تأهيلا علميا وثقافيا ونفسيا للارتقاء بالعمل التربوي والتعليمي.
وأضاف أن المعلم الناجح من يؤدي رسالته بما يمتلك من مقومات تمكّنه من ذلك، بتحلّيه بسعة المعرفة، واطلاعه على كل ما هو جديد، وتعلّم الأساليب التقنية الحديثة، والتنويع في طرق التدريس، إضافة إلى تمتعه بالصبر والجلد، ومعرفته لكيفية التعامل مع الطلبة على اختلاف مستوياتهم ومهاراتهم
ولفت محافظة إلى الدور الذي تضطلع به كلية العلوم التربوية في رفد سوق العمل بمعلمين مؤهلين ومركز الأبحاث التربوية الذي يعمل جاهدا لدراسة الواقع وايجاد الحلول الناجعة، معرجا على التعاون فيما بين الجامعة وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين منذ عام 2016 المتمثل في اطلاق دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين كأول دبلوم مهني في هذا التخصص على المستويين المحلي والإقليمي، يمنح من الجامعة بواقع 24 ساعة معتمدة، ويؤهل معلمي المستقبل للتعامل مع الغرف الصفية على أنها أكثر من كونها مساحة صفية، الأمر الذي يجعل منه نقطة تحول للمعلمين وللسياسات التعليمية في الأردن.
إلى ذلك قال رئيس جماعة عمان بلال التل إن التعليم المدخل الحقيقي لإحداث أي تغيير في المجتمع، وعليه كان التعليم أول الملفات الوطنية التي أخضعتها الجماعة للنقاش والتحليل والبحث وشكلت لها فريقا من الخبراء ممن مارسوا التعليم وخبروه وعاينوه.
وأكد التل أن المبادرة جاءت نتيجة بحث ونقاش مستفيضين عبر دراسة عددا من نماذج الدول الناهضة بقضايا التعليم مثل سنغافورة واليابان وكوريا الشمالية، سعيا الى ايجاد نموذج أردني جديد يعالج أوجه الخلل ويقوم مسار العملية التربوية في الأردن وينهض بها.
وقدم الدكتور محمد الزيود عرضا للمبادرة استهلها بالأهداف الرامية إلى إعادة الاعتبار للمعلم باعتباره قائد اجتماعيا وتربويا، والتذكير بأن دوره يتجاوز مهمة تزويد الطلاب بالمعارف والعلوم،إلى بناء منظومة القيم والسلوك، وإعادة بناء العلاقة مع المعلمين داخل الحرم التعليمي وخارجه على أسس الاحترام والتكريم والوفاء والتقدير. عبر ثلاث محاور أساسية هي : الإختيار، والأعداد، ثم التدريب.
ووضعت المبادرة وفقا للزيود مجموعة من العناصر للنهوض بالعمل التربوي أولاها تنظيم المعايير اللازمة لقبول من ينوي الالتحاق بمهنة التربية والتعليم في كل من القطاع العام والخاص من خلال تحديد الحد الأدنى لمعدل الثانوية بـ 75% لمن يلتحق بأي برنامج جامعي يخرج معلمين يخضع لمقابلة لقياس اتجاهاته ودافعيته للمهنة على أن يتم اعداده وفق برامج إعداد تربوي متخصص وفق أفضل المستويات وبناء على حاجات النظام التربوي الأردني ويخضع بعد الالتحاق بالمهنة لاختبارات تقييمية وتشخيصية تقيس كفاءته.
ثانيها تدريب واعداد المعلميين من خلال وضع فترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات لمن التحق بالمهنة من خريجي الكليات غير التربوية يتم خلالها تأهليهم في برامج متخصصة تربويا، أما ثالثها التركيز على مرحلة رياض الأطفال ودور الحضانة على أن تقتصر على الإناث على أن تعد معلمة هذه المرحلة وتزود بالمعارف والمعلومات والمهارات والأساليب الحديثة المعتمدة على اللعب والموسيقى والدراما والحركة والنشاط والاستخدام الفعال لوسائل التقنية والتكنولوجيا التعليمية.
أما بالنسبة لمن يزاولون التعليم الآن فيجب أن يخضعوا وفقا للمبادرة إلى اختبارات تقييمية لكل معلم في الميدان للوقوف على مستواه العلمي وكفاءته التربوية مقرونة بمقابلات تكشف عن أهليته الشخصية من حيث اتجاهاته وميوله، الى جانب وضع برامج تأهيلية للمعلمين في ضوء ما تكشف عنه الاختبارات التقييمية.
وحول آليات تنفيذ المبادرة لفت الزيود إلى ضرورة العمل بشراكة واضحة ومرنة ومنفتحة بين جميع الجهات ذات العلاقة ومنها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وسائرالمؤسسات التربوية الحكومية والخاصة لتطوير وتحسين المقترح (الجامعات، مجلس الأمة، المدارس الخاصة والحكومية، ونقابة المعلمين، الخبراء في المجال التربوي)، الى جانب عقد ورش عمل ولقاءات حوارية بهدف أخذ التغذية الراجعة من الجهات سالفة الذكر لغايات استمرار التطوير والتحسين.
وجرى خلال الندوة نقاش موسع بين عميد كلية العلوم التربوية الدكتور صالح الرواضية، ومدير سياسات التنمية المهنية في وزارة التربية والتعليم حفص أبو ملوح ومدير التخديط الإستراتيجي في أكاديمية الملكة رانيا لإعداد وتدريب المعلمين عبد المجيد شملاوي.
وتعكف الجماعة على تنظيم ذات اللقاء في عدد من الجامعاتوالجهات صاحبة العلاقة لأخذ التغذية الراجعة ومعاينة المبادرة وتنقيتها لاخراجها بصورة شاملة ودقيقة تساعد صانعي القرار للمضي قدما في تطوير العملية التربوية وتعزيز دور المعلم.