في #عيد_الحب، تعرفوا على قصة يزيد وكفاح، اللذين أبعدتهما قوانين #إسرائيل التمييزية عن أرضهما
جو 24 :
هيومن رايتس ووتش
في يوليو/تموز 2003، قابل يزيد أبو طير المهندس الفلسطيني من قطاع غزة، زوجته في ألمانيا، حيث ألقت محاضرة في مؤتمر عن السلام الإسرائيلي الفلسطيني. كفاح مصاروة، فلسطينية أيضا– لكنها تحمل الجنسية الإسرائيلية – وهي معلمة وناشطة مجتمعية. بعد المحاضرة تحدث يزيد مع كفاح، وأعطاها رقمه. اتصلت به مصاروة بعد يومين، وسرعان ما وقعا في الحب.
تزوجا في أكتوبر/تشرين الأول، لكن وكما تبين، كانا قد تأخرا 3 أشهر؛ ففي الشهر الذي تقابلا فيه كانت الكنيست قد أصدرت قانونا "مؤقتا"، وهو قانون المواطنة والدخول إلى إسرائيل الذي يحظر على الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية المحتلة الحصول على الجنسية أو الإقامة، حتى إذا تزوجوا أشخاصا يحملون الجنسية الإسرائيلية أو الإقامة الدائمة في إسرائيل.
منع القانون أبو طير من حضور زفافه أو العيش في إسرائيل. أدى القانون أيضا، في خرق للقانون الدولي، إلى حرمان مصاروة من الحق – الذي يتمتع به المواطنون الإسرائيليون الآخرون – في العيش مع شريكها في بلدها، لمجرد أنه من الأراضي الفلسطينية المحتلة. عادة ما يصبح الأزواج والزوجات الأجانب مستحقين للجنسية بعد العيش في إسرائيل لما لا يقل عن 4 أعوام. كما يحصلون تلقائيا على الجنسية الإسرائيلية إذا كانوا يهودا. تجدد الكنيست هذا القانون التمييزي كل عام منذ صدوره.
نتيجة لذلك، يعيش الزوجان في ألمانيا. طفلاهما، مروان (12 عاما) ومي (11 عاما) مواطنان إسرائيليان، لكن لا يمكنهما العيش في إسرائيل مع والدهما. أمضت مصاروة الأشهر الأولى من زواجها في البحث عن ثغرات تسمح لهما بالعيش معا في إسرائيل بالقريب من العائلة. تقدمت بطلب تصريح زيارة مؤقت لأبو طير بموجب تعديل صدر عام 2005 يسمح للنساء فوق 25 عاما والرجال فوق 35 عاما بتقديم مثل هذا الطلب، لكن وبعد ما يقارب 15 عاما، لم تتلقَّ مصاروة ردا على طلبها بعد.
قالت مصاروة لـ هيومن رايتس ووتش إن القانون أجبرها على "الاختيار بين زوجها وكل شيء آخر". اختارت البقاء مع أبو طير في ألمانيا، لكن هذا يعني أن عليها قضاء فترات طويلة صعبة بعيدا عن أسرتها، لا سيما بعيدا عن أمها المريضة.
هناك 30 ألف أسرة على الأقل من المواطنين الإسرائيليين – جميعهم تقريبا فلسطينيون – فضلا عن آلاف الفلسطينيين من القدس الشرقية الذين يملكون إقامات دائمة، يواجهون نفس المحنة، بحسب "مركز مساواة"، وهو منظمة حقوقية في إسرائيل تدافع عن حقوق الفلسطينيين. في أحيان كثيرة ينتصر الحب، لكن ثمن انتصاره باهظ. كما قالت مصاروة: "أعيش سعيدة مع زوجي وأطفالي في ألمانيا، لكن لا نعيم وسعادة في المنفى؛ فلا شيء يشبه الوطن".