أندريس إنييستا.. الصين حلوة!
وصلنا للتو إلى عام 2018، وهو ما يعني أن هُناك ثمانية عشر عامًا من الألفية الثالثة والتي تُسمى الجديدة قد مروا، وأن ناشئي الألفينات قد اقتربوا من الاعتزال، وحاجز الثلاثين قد تم كسره من هؤلاء الذين ععاصرنا مُراهقتهم.
وفي برشلونة، هُناك جيلًا تاريخيًا عُرف بجيل 2009، اعتزل منه بويول ودق تشافي أبواب الاعتزال، أبيدال أرهقه المرض وألفيش ارتحل إلى تورينو ثم باريس، بوسكيتس وميسي وبيكيه ثلاثةٌ تبقوا، ويبدو أن رابعهم قد هم لمفارقتهم. نعم يبدو أن مسيرة أندريس أنيستا مع برشلونة قد اقتربت من النهاية.
ضحية كوتينيو
رحل نيمار إلى باريس سان جيرمان صيفًا فأشارت المعطيات إلى تعويضه بكوتينيو، انتهى الصيف وديمبيلي في برشلونة، وكوتينيو ظل في الأنفيلد حتى الشتاء قبل أن يرتحل إلى برشلونة في وجود ديمبيلي الذي أتى ليُعوض نيمار، وبدأ كوتينيو يلعب في العمق بدلًا من أندريس أنيستا، وعلى الرغم من النفي المتكرر لكون كوتينيو هو بديل أندريس القادم، إلا أن الواقع أصبح يُشير إلى ذلك وإن أبى الجميع الاعتراف.
الواقع أيضًا أصبح يُشير إلى 34 عامًا يقترب إنييستا من إتمامهم، ولياقةٍ أصبحت تنتهي بنهاية الشوط الأول، مما يشير إلى حتمية التغيير، ويثبت أن صفقة كوتينيو كانت ستتم حتى وإن لم يرحل نيمار لأن هذا لم يكن ليلعب مكان ذاك في خطة فالفيردي و بارتوميو.
رُبما هي أشياءٌ لم تخفَ عنا، وبالتأكيد لم تخفَ عن أندريس أنيستا قبلنا، الرجل أصبح أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الرحيل كما فعل تشافي تمهيدًا للاعتزال، وإما البقاء بقميص برشلونة حتى نهاية مسيرته ولكن بأقدامٍ ستطأ العشب في أوقاتٍ أقل من تلك التي ستجلس فيها على مقاعد البدلاء.
الحقيقة الثابتة الوحيدة هي التغيير
كل شيءٍ سيذهب وسيحل محله جديد، الزمن سيلعب أدواره حتمًا وسينتهي كل شيءٍ ليبدأ غيره، أندريس أنيستا يعلم ذلك كما نعلمه نحن، وبرشلونة يؤمن بذلك أيضًا كما يؤمن الجميع، وبالتالي لا عيب في أن يبدأ التفكير في الحقبة القادمة، وفي تعويض من اقترب إسدال الستار على مسيرتهم، هُنا رسالةٌ خفية إلى إنييستا بأن موعد التغيير قد حان، وهُنا أيضًا تشير بعض المصادر إلى أن إنييستا قد فك شفرة الرسالة وترجمها بالفعل، وقرر حزم حقائبه والتوجه إلى أين... إلى الصين!
الكثير من المصادر أشارت إلى عرض خيالي من نادي تيجانين الصيني براتبٍ سنوي سيصل إلى 35 مليون يورو من أجل إنييستا، كما أشير أيضًا إلى أن أندريس يفكر جديًا في الموضوع، خاصة أنه يبدو غير مستعد بدنيًا وذهنيًا من أجل خوض تجربة أوروبية جديدة تتضمن تحديات قد يفشل في مسايرتها بحكم السن.
برشلونة بدون إنييستا
يبدو أن برشلونة مع جيل ميسي وتشافي و أندريس أنيستا قد اختفت ملامحه تدريجيًا، وأصبحت هناك ملامح جديدة ترسم للجيل القادم بعدما ذهب رواد الحرس القديم تباعًا، تدوير الكرة وطريقته وملامح الفريق والشكل الهجومي كلها تفاصيلٌ منها ما تغير ومنها ما هو في طريقه للتغيير، المهم أنه لن يبقى كذلك.
سياسة التعاقدات في برشلونة تغيرت، ورأينا برشلونة يدفع أكثر من 300 مليون يورو في لاعبين خلال 6 أشهرٍ فقط، الاستراتيجية الهجومية تغيرت وأصبحنا نرى برشلونة يلعب بأربع لاعبين في وسط الملعب ويخسر الاستحواذ أحيانًا، الملامح الجديدة لبرشلونة أصبحت متطلباتها لا تحتاج إلى إنييستا جديد، وبالتالي رأينا كوتينيو الذي لا يشبه أندريس في أي شيء هو المعوض المنتظر، وهو ما يعني كرة قدم مختلفة، وميلٌ للبحث عن شيء آخر يراه فالفيردي كالذي رآه في باولينيو.
إنييستا ومرحلة جديدة
أن تكون عاشقًا لكرة القدم فهذا يعني أن قرار اعتزالها ليس سهلًا على الإطلاق، وأن تكون إنسانًا فهذا يعني أن الأموال ستجذبك حتى وإن حاولت التظاهر بالعكس، وفي حال كنت كليهما ووجدت الأموال تمتزج بكرة القدم بضغوطاتٍ أقل أو تكاد تكون منعدمة فبالتأكيد هذا سيناسبك خاصةً إذا كانت مسيرتك على حافة النهاية، وأن تكون منتميًا لبرشلونة وترحل إلى شرق آسيا فهذا سيضمن لك الابتعاد عن الوقوف خصمًا أمام فريقك السابق.
عواملٌ كثيرة كلها تؤيد رحيل أندريس أنيستا إلى الصين، وفي الوقت الذي يبدو فيه النادي مرحبًا بهذا، يتوقف الأمر على قرار إنييستا نفسه، لأن المنطق العام أحيانًا لا يكون مناسبًا لبعض الأشخاص، أو ربما هناك من تكون لهم زوايا أخرى يقيمون الأمور من خلالها، في جميع الأحوال، يجب على أندريس أنيستا أن يدرك كل ذلك، حينها سيعلم أن "الصين حلوة".