حوارية الشرق الاوسط.. تجسيد لممارسة فضلى في العلاقة بين الوزير والقطاع الذي يديره - صور
جو 24 :
لميس أبو رمان - جسّد لقاء وزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي ورئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الدكتور بشير الزعبي مع رؤساء وممثلي الجامعات الرسمية والخاصة في جامعة الشرق الأوسط، الأربعاء، حالة التجانس المأمولة بين الوزارات والقطاعات والمؤسسات التابعة لهذه الوزارات، حيث التقى ممثلو تلك الجامعات تحت شعار ..
وحده هذا النوع من الحوار واللقاءات العملية يمكنه أن يرتقي بقطاع التعليم العالي في المملكة، ويرفع سويّة جامعاتنا التي تنتظر الدعم الرسمي بعد عدة أعوام من الفتور في العلاقة بين التعليم العالي والجامعات الخاصة.
خلال اللقاء، أظهر الوزير الطويسي حماسة وتجاوبا واهتماما منقطعة النظير لدعم الجامعات ومضاعفة أعداد الطلبة الوافدين الدارسين في الاردن، وتحدّث في هذا السياق عن تبنّيه لفكرة اقامة معارض الجامعات الأردنية التي تُقام في الدول العربية، مشيرا إلى معرض قريب سينعقد في دولة الكويت الشقيقة، ومعرض آخر سيتبعه في دولة أخرى.
وكشف الطويسي عن خطط وضعتها الوزارة للترويج للجامعات في الدول العربية، اضافة الى تفعيل الخطط المعدّة مسبقا من أجل استقطاب وجذب الطلبة العرب للدراسة في الأردن، مؤكدا في ذات السياق أهمية تجاوب الجامعات الخاصة أيضا مع اجراءات الوزارة والكتب الموجّهة لها.
وقال الطويسي إنه وبالرغم من تفوّق القطاع الخاص في مجال استقطاب الطلبة الوافدين عن الجامعات الرسمية، إلا أن الوزارة تطمح لزيادة هذا العدد في الجامعات الاردنية كلّها، حيث أن زيادة عدد الوافدين في الجامعات يعزز مكانة الجامعة الاردنية عالميا وعلى مقاييس التصنيفات المرموقة.
وعبّر الطويسي عن تفاؤله بتحقيق أهداف الوزارة من خلال رفع عدد الطلبة الوافدين في الاردن من 41 ألف طالب يدرسون في المملكة اليوم إلى 70 ألف طالب يؤمّل أن يحتضنهم الاردن مع حلول عام 2020.
وبينما أثار رؤساء الجامعات قضية "توسيع قاعدة الدول العربية التي تعترف بشهادات الجامعات الاردنية كلّها"، تعهّد الطويسي بوضع مصفوفة تضمّ اسماء الجامعات الأردنية والدول التي لا تعترف بكلّ جامعة، بهدف مخاطبة أي دولة للحصول على اعتراف منها بهذه الجامعة أو تلك، وصولا الى كسب اعتراف جميع الدول العربية بكلّ الجامعات الاردنية.
الزعبي: جودة التعليم
الدكتور بشير الزعبي ركّز بدوره على محور جودة التعليم، وأبدى انحيازه لصالح خطط رفع سوية الجامعات الاردنية والارتقاء بجودة مخرجاتها، معتبرا أن هذا المحور هو العامل الأهم في استقطاب الطلبة الوافدين، وضمان تقدّم جامعاتنا في التصنيفات العالمية.
وأعلن الزعبي دعمه فكرة عدم قبول أي طالب دراسات عليا على البرنامج الدولي إذا كان تقديره أقلّ من جيّد، وقال إنه من غير المعقول أن يُقبل أجنبي تقديره "مقبول" في برنامج الدراسات العليا.
الزعبي استمع بعقل مفتوح لكلّ المقترحات التي جرى طرحها في اللقاء، وأجاب على كلّ الأسئلة بوضوح وموضوعية، حتى أنّه أكد تبنّيه بعض المقترحات وعزمه اجراء تغييرات فورية لمعالجة هذه الملاحظات، كما أكد على بعض المسائل التي يعتقد أنها تخدم قطاع التعليم العالي في بلادنا مثل التركيز على موضوع اللغة الانجليزية وأهمية جعل الحصول على شهادة الانجليزي لازما قبل انخراط طالب الدراسات العليا في الدراسة.
كما تدارس الحضور العديد من التحديات والعقبات الأخرى التي تعيق زيادة أعداد الطلبة الوافدين في الجامعات الاردنية، مؤكدين على ضرورة تجاوز تلك العقبات بما يمكّن جامعاتنا من دعم وانفاذ توصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية بعيدا عن الضغوطات الاقتصادية.
ومن جانبه، تطرّق رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية الدكتور عدنان بدران إلى أهمية التركيز على دور سفاراتنا في الخارج للترويج للجامعات الأردنية وجذب الطلبة للدراسة فيها، وهو ما أثنى عليه العديد من الحاضرين وأكدوا أهميته في مداخلاتهم.
وقدّم الملحقان الثقافيان البحريني والعماني ملاحظات حول قطاع التعليم العالي والجامعات الاردنية، فيما استمع الوزير الطويسي لتلك الملاحظات بصدر رحب وأبدى التزامه بالتعامل مع هذه الملاحظات.
وسيطرت الأجواء الايجابية والتفاؤل على اللقاء والحاضرين من رؤساء الجامعات وممثليها وقادة قطاع التعليم العالي، فيما خرج الحضور بتوصيات وخطوات عملية للنهوض بالقطاع.
وفي خضمّ انهماك الحاضرين بتقديم المقترحات لاستقطاب مزيد من الطلبة العرب والأجانب، يبدو أن الحضور فاتهم الحديث عن الدور الذي يفترض أن تلعبه وسائل الاعلام في هذا الملف، فالأصل أن يتمّ التركيز على الحملات الاعلامية في الدول العربية المستهدفة، خاصة أن الخيار الأول والأخير في الانتساب لهذه الجامعة أو تلك عائد للطالب.
وكان رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين افتتح اللقاء مؤكدا على أهمية الجامعات الخاصة في بناء الأجيال التي يؤمّل منها أن تصنع المستقبل وتنهض بالوطن والأمة، مشددا على ضرورة ايلاء هذه الصروح كامل الرعاية اللازمة للقيام بدورها ومسؤولياتها.
وأشاد ناصر الدين بانفتاح الوزير الطويسي على القطاع وتجاوبه مع المقترحات التي تقدّمها الجامعات الخاصة بما يساعدها على جذب واستقطاب الطلبة ورفع كفاءتها وتصنيفها الدولي.
يُذكر أن جامعة الشرق الأوسط كانت قد استضافت هذا اللقاء بعد أسبوع من احتفالها بكونها أول جامعة خاصة توقع اتفاقية مع بريطانيا لاعتماد شهاداتها من الجامعات البريطانية.