"يا بشار تخيل أولادك ينقصفوا، كل العرب ما بتحس فينا حسبنا الله ونعم الوكيل".. طفلة سورية تبعث رسالة باكية من أحد الملاجئ
تداول ناشطون على تويتر فيديو لطفلة سورية كانت تتحدث وهي تبكي في أحد الملاجئ في الغوطة بسبب الحصار والقصف العشوائي على السكان من قبل قوات النظام.
وتشتكي الطفلة من الوضع الذي تعيشه مع سكان الغوطة وتقول إن الدول العربية لم تعد تحس بمعاناة السوريين. وخاطبت الرئيس بشار الأسد بالقول: "تخيل أولادك بينقصفوا".
وقُتل أكثر من 400 مدني في خمسة أيام من الغارات الجوية والقصف الذي يشنه النظام السوري على الغوطةالشرقية آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وأورد المرصد أن "403 مدنيين قتلوا في خمسة أيام من الغارات الجوية والقصف المدفعي الكثيف".
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن 46 مدنياً على الأقل قتلوا الخميس فقط.
ومنذ الأحد، يستهدف النظام السوري الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ 2013 بحملة قصف كثيف مع مؤشرات إلى هجوم بري وشيك تستعد له القوات الحكومية.
وارتفعت حصيلة القتلى منذ الأحد بسبب ضربات جديدة الخميس والعثور تحت الأنقاض على جثث مدنيين قضوا الأربعاء، بحسب عبد الرحمن.
وأوضح المرصد أن 17 مدنياً قتلوا الأحد و127 الإثنين و128 الثلاثاء و85 الأربعاء.
في هذا الوقت، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً للتصويت على مشروع قرار حول هدنة في منطقة اعتبرتها الأمم المتحدة "جحيماً على الأرض".
وعلت بعض الأصوات في المجتمع الدولي للمطالبة بوقف التصعيد، فيما توالت بيانات منظمات غير حكومية منددة بوحشية القصف الذي طاول أيضاً منشآت طبية.
وفي مدينة دوما، شاهد مراسل فرانس برس متطوعين من الدفاع المدني يخرجون نساء جريحات من تحت الأنقاض. وأثناء انهماكهم بإنقاذ امرأة، استهدف القصف الجوي المنطقة، وتمكنوا من إخراجها لاحقاً لكنها كانت فارقت الحياة.
وفي مستشفى في مدينة دوما، شاهد المراسل رجلاً يبكي إلى جانب جثة ابنه في المشرحة وحوله جثث أخرى لفت جميعها بالقماش الأسود. وكان العجوز يردد باكياً "الحمد الله الحمد الله، اثنان، لم يكن لدي غيرهما، والآن انتهيا" في إشارة إلى ابنين فقدهما تباعاً في القصف.
وخلت مدينة دوما من الحركة في ظل انقطاع الكهرباء نتيجة انقطاع الأشرطة الكهربائية الخاصة بالمولدات.
ويفاقم التصعيد من معاناة المدنيين والكوادر الطبية التي تعمل بإمكانات محدودة نتيجة الحصار المحكم منذ 2013.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود الخميس أن القصف الجوي والمدفعي أدى "لتهدم أو تدمير 13 مستشفى وعيادة تدعمها (...) بشكل منتظم أو بحسب الحاجة خلال ثلاثة أيام فقط من القصف المستمر".
وأفاد مراسلو فرانس برس وأطباء والمرصد عن استهداف مستشفيات عدة في دوما وحمورية وعربين وجسرين وسقبا، فضلاً عن مركز للدفاع المدني في دوما وغيرها من المرافق الطبية.
وباتت مستشفيات عدة خارج الخدمة، فيما تعمل أخرى رغم الأضرار الكبيرة التي طاولتها.