كونتي ومورينيو.. عداوة المهرج والرجل الصغير

اقترب موعد انطلاق مباراة مانشستر يونايتد وتشيلسي، مساء الأحد في الجولة الـ 28 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وبمعنى آخر، نقترب من المواجهة المتوتّرة بين المدرّبين جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي.

ودخل مورينيو وكونتي في خلافات علنيّة عديدة، منذ أن تولّيا تدريب مانشستر يونايتد وتشيلسي صيف عام 2016، ووصل الأمر إلى تبادل العبارات المهينة بينهما خلال المؤتمرات الصحفية.

ورغم أن مورينيو قلّل من أهميّة الخلافات، ووصف خصمه بأنه مدرّب "جيّد جدا" في المؤتمر الصحفي الأخير، إلّا أن العيون ستتجه صوب المدرّبين قبل انطلاق صافرة مباراة الأحد، وخلال أحداثها.
 

ويبقى السؤال هنا هو كيف تكوّنت العداوة بين مورينيو وكونتي؟ التقرير التالي يشير إلى المحطّات التي توتّرت فيها العلاقة بين الرجلين.
 

المبالغة في الاحتفال

حقّق تشيلسي بقياد كونتي فوزا ساحقا على يونايتد برباعية نظيفة في أكتوبر عام 2016، واحتفل كونتي بالهدف الرابع بطريقته المعهودة من خلال الصراخ والقفز نحو المشجعين، الأمر الذي أثار حفيظة مورينيو الذي همس في أذنه بعد المباراة: "لا يجب عليك الاحتفال بهذه الطريقة وأنت متقدّم بنتيجة 4-0، إنه أمر مهين بالنسبة لنا".

انتقاد لاذع

أثناء التحضير للموسم الجديد، أراد كونتي التأكيد على أنه يريد تقديم موسم أفضل بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الأول مع الفريق، وقال في إحدى التصريحات: "قبل عامين أنهى تشيلسي الموسم بالمركز العاشر، لا يجب أن يحدث هذا مجدّدا، نعرف الصعوبات التي تواجهنا وبالتأكيد نريد تجنّب موسم مورينيو مع تشيلسي".

هذه التصريحات لم تنل إعجاب مورينيو، الذي كان مدرّبا لتشيلسي في الموسم الذي ألمح إليه كونتي، وردّ بالقول: "يمكنني الرد بطرق مختلفة، لكنني لن أفقد شعر رأسي وأنا أتحدّث عن أنطونيو كونتي".

مورينيو "لا يبكي" مثل كونتي

وفي الموسم الحالي، تغلّب مانشستر يونايتد على بنفيكا في دوري الأبطال، وقال مورينيو عقب الفوز: "أنا لا أبكي، طريقة إنجاز الأمر تتمثّل في تجنّب الحديث عن المصابين والتركيز على اللاعبين المتوفّرين، إذا أردت النحيب مثل المدرّبين الآخرين، يمكنني البكاء في الدقائق الخمس التالية".

وشعر كونتي بأن التصريحات موجّهة ضدّه، فردّ قائلا: "أعتقد أنّه يتوجّب عليه التركيز على فريقه ونفسه، وليس على الآخرين، أعتقد أنه وفي أحيان كثيرة، يركّز مورينيو فيما يحدث في تشيلسي، وحدث ذلك أيضا الموسم الماضي، عليه التفكير في فريقه".

المهرّج والعجوز

في وقت لاحق، سئل مورينيو عمّا إذا فتر حماسه خلال المباريات، فأجاب: "لأنني لا أتصرف كالمهرّج في المنطقة الفنية، فهذا يعني أنني فقدت حماسي؟ أفضّل التصرّف بعقلانية ونضج أكبر، هذا أفضل لفريقي ولنفسي، لا أظّن أنّه علي التصرّف كرجل مجنون من أجل إظهار عاطفتي".

وردّ كونتي قائلا: "أعتقد أن عليه رؤية نفسه في الماضي، ربّما كان يتحدّث عن نفسه، أحيانا ينسى المرء تصرّفاته في السابق، وقد تكون مصابا بالشيخوخة عندما تبدأ في نسيان ما حدث في الماضي".
 

التلاعب.. والرجل الصغير

وبعد فوز يونايتد على ديربي كاونتي في كأس إنجلترا، نقل مورينيو عداوته مع كونتي إلى مستوى مختلف بقوله: "ما لم يحدث معي ولن يحدث طوال مسيرته، إيقافي بسبب التلاعب بالنتائج"، في إشارة إلى ما حدث مع كونتي أثناء تدريبه لفريق سيينا في الدوري الإيطالي.

وأثار ذلك غضب المدرب الإيطالي الذي ردّ بالقول: "أعتقد أن هناك تعليقات تصدر دون معرفة الحقيقة الكاملة، وحينها تظهر كرجل صغير، في السابق كان رجلا صغيرا وهو الآن رجل صغير أيضا، وسيكون كذلك في المستقبل".